بقلم الكاتبة نــدا عبد المنعم .. مسجون ولكن !

كانت تسير في حيرة وتفكر في أنه ال جدوى من
حضورها في هذا المكان كل يوم ، فهي تأتي كل صباح
وتدخل إلى أحد االشخاص وتسمع ما يقول وتحاول أن
تختلق عذرا لفعلته ربما نفسي ،اجتماعي ، أخالقي ،أو
سياسي ،او……إلخ.
ولكنها ترى أنها لم تأتي لخلق األعذار ،بل لكشف
الحقيقة ومواجهة الظلم إن وجد.
وفجأة ظهر ما أخرجها من شرودها وأوقف خطاها،
وهو شاب في منتصف الثالثينات ،نحيف الجسم، ،طويل
القامة ، ومقيد اليد ،ومع الضعف الظاهر عليه إال أن
الوسامة والشباب مازالت به.. فأخذت تنظر إليه وهو
يسير مع سجانه، وكان ينتابها شعور أنها على صلة بذلك
الرجل الغريب وظلت عيناها تتبعاه إلى أن دخل زنزانته
.فسرعان ما تحركت نحو الزنزانة ونظرت إليه
وقالت للسجان وهي مازالت ناظرة إليه بصوت
مضطرب: مين ده وإيه حكايته؟
السجان في غضب: مجرم حقير…
فقاطعته بنظرتها السريعة الغاضبة التي تبدو أنها ترفض
ما يقوله ..ثم نظرت إلى ذلك الرجل مرة أخرى ،وهي
ممسكة قضبان الزنزانة بقوة وقالت: في شئ بيشدني ليك
مش عارفة إيه هو!
فقاطع تفكيرها صوت : أستاذة أميرة الساعة ٨ والزم
تكوني حضرتك ماشية دلوقتى.
أميرة في اضطراب: أأأ أيوووة أأأنا خلصت وماشية
فعال يا فندم ،بعد إذنك.
ذهبت أميرة إلى بيتها ومازالت في حيرتها من أمر هذا
الرجل ،وظلت تحاكى نفسها وتسألها ما الشيء الذي
حدث اليوم ؟ومن هذا الرجل؟ وماذا تكون حكايته؟
ولماذا ال يشبه باقي االشخاص الذين قابلتهم هناك؟ وما
هذا اإلحساس الذى انتابني حين رأيته……….؟وظلت في
تساؤالتها حتى غلبها النوم..
وعندما استيقظت باكرا ذهبت إلى عملها وهى عازمة
على معرفة إجابات جميع األسئلة التي تدور في رأسها
مهما كلفها األمر . وفور وصولها دخلت مكتب مسؤول
السجن السيد طارق.
أميرة: صباح الخير يا فندم.
طارق: صباح الخير أستاذة أميرة ،امبارح كان باين
عليكى التوتر والقلق خير حصل حاجه أو حد ضايقك.
أميرة: ال خاالص يا فندم بسسسس…..
طارق: أستاذة أميرة مالك سكتي ليه ؟
أميرة: أسفة جدااااااا ،أنا كنت حابه النهاردة ادخل
للمسجون رقم ١١١ بعد إذن حضرتك.
طارق: بس انتي يا أستاذة أنا اعرف إنك جايه لقضايا
معينة ، والمسجون ده قضيته ………
قاطعته أميرة: ال ال ياريت حضرتك متقولش أي حاجة
عنه وال حتى اسمه أنا حابه اعرف كل حاجه منه هو ،
وبالنسبة لنوع القضايا مش مهم أنا جايه هنا لدراسة
جميع الحاالت أما النوع ده أنا هحدده بعدين .
طارق: تمام تقدري تدخلي للمسجون.
خرجت أميرة من عنده متلهفة ومسرعة الخطا، وها هي
أمام زنزاته ممسكة بقضبان بابها تنظر إليه في عجب
كبير وبعد دقائق أمرت السجان أن يفتح لها الباب،
فدخلت في خطوات بطيئة ،وهو جالس على األرض ، ال
ينظر إليها )يبدو أنه لم يشعر بها ( ، وحينما وقفت أمامه
رفع رأسه ونظر إليها وهى واقفة ثم أنزل رأسه مره
أخرى وكأنه يقول لها ال أراكي وال أريد التحدث اذهبي
، فنزلت بركبتيها وجلست أمامه على األرض تنظر إليه
وظلت في هذا الصمت لمدة ليست قليلة ،ولكنها خرقت
هذا الصمت بهدوء : أنا عارفة إنك مش بتتكلم مع حد
لدرجة إن الكل هنا بينادوك )المسجون االخرس ( ،
وإنك ممكن متتكلمش معايا بس ده احتمال ضعيف مش
عشان هتتكلم بالعافية بس تقدر تقول إن ثقتي وعنادي
هيغلبوا سكوتك هههههههه.
نظر إليها وهى تتحدث ،ولكن دون جدوى فلم يجيبها
بحرف أو إشارة على األقل .فلم تعبأ هي بإهماله
واستكملت حديثها: أنا الدكتورة أميرة عبد الظاهر،
دكتورة نفسية ،أخدت الدكتوراه من أمريكا، وحاليا
مستقرة في مصر، وأنا هنا علشان بعمل بحث مهم عن
الجرائم والمجرمين ، لكن تعرف أنا هنا من شهرين
وبقابل مساجين كتير وبقعد معاهم وكلهم بالنسبالي
مجرمين وفعال ارتكبوا جرائم مهما كانت ظروفهم
،و انت مكنتش تبع بحثي خااالص وامبارح بالصدفة
شوفتك وحسيت إنك مش شبه المساجين هنا ،وال حتى
مجرم زيهم ،وكمان حسيت إن في حاجة غريبة بتشدني
لعندك إيه هي أنا مش عرفاها ،فممكن تقولي مين أنت؟
فنظر إليها في دهشة من سؤالها ، فمازالت نظرة صامتة
ال يصاحبها حديث …فانتظرت هي فترة كي يتحدث
ويخبرها من هو ، و لكنها فقدت األمل وهمت بالخروج
وعندما اقتربت من الباب اوقفها بصوته: ايه حصل
لثقتك وعنادك؟
فالتفتت إليه باسمة: غلبوا سكوتك.
فرجعت إليه وجلست مرة أخرى أمامه تستمع إليه.
السجين : انتي الوحيدة اللي قدرت تخليني اتكلم من ٦
شهور مش علشان ثقتك وال أنا زهقت من السكوت بس
علشان سؤالك ، سألتينى السؤال اللي محدش فكر
يسألهولى هنا )انت مين(، جاهزة تعرفي ؟
أميرة :جاهزة طبعا.
السجين : أنا مش اسمي المسجون األخرس ، وال
المسجون ١١١،زى ما الكل بيناديني هنا من ست
شهور ،، أنا اسمى حازم عبدالسالم ، طبيب جراحة
و….
أميرة في تعجب: طبيب جراحة !
حازم: هفهمك حاال متستغربيش.
أنا كنت عايش في القاهرة أنا ووالدتي ، ووالدي توفى
قبل دخولي كلية الطب بثالث سنين، ودي كانت فترة
صعبة جدا عليا ،علشان طبعا فقدت والدي وكمان
تحملت مسؤليتي ومسؤولية والدتي ، بعديها حاولت
اعمل ما في وسعي واجتهد في دراستي علشان ادخل
كلية الطب ،وفعال دخلت الكلية وتخصصت في قسم
الجراحة وكنت متفوق جدا في دراستي وفي نفس الوقت
مرن ومرح في حياتي وعالقاتى ،وفي أخر سنة في
الجامعة تعرفت على بنت وكان لقائنا األول زي ما
بيقولوا كدا إنه لي طابع خاص وكأنه بيقول إن في
حاجة هتحصل وتقدري تقولي إن الحاجة ديه هي
وجودي قدامك هنا بالطريقة ديه ..
فقطع السجان حديثه بفتحه الباب ودخل عليهما ومعه
الطعام.
السجان : امسك أكلك أهو يا مجرم.
فنظرت أميرة إلى السجان بغضب شديد وحزن أشد .فلم
يعطى السجان اهتمام لنظرتها وخرج من الزنزانة
وجلس أمامها.
أميرة : تحب تاكل األو ل وبعدين نكمل.
حازم لم يجيبها بالحديث ،بل أجبها بالفعل فقد بدأ في
تناول الطعام وكأنه أمر كلفه به سيده وإن خالفه سيعاقبه
عليه ..وبعد أن انتهى من الطعام .
أميرة : كمل أنا سمعاك.
حازم : متستعجليش استني دقيقتين دلوقتي يدخل وياخد
االطباق و يبصلي بعصبية ويخرج.
وبالفعل بمجرد أن انهى جملته دخل السجان ونظر له
بغضب ، وأخذ االطباق وخرج يجلس مكانه.
حازم: دلوقتي تقدري تسمعي ، قولتلك إني اتعرفت
على بنت ،تعالى بقا أعرفك اتقابلنا إزاي و إيه جبني
هنا.
حازم يعود للماضي : في يوم و أ نا في الطريق وراجع
البيت ،شوفت منظر بشع للغاية؛ وهو إن واحدة ست
تقريبا عمرها ٤٥ او ٥٠ على ما اعتقد ماسكة طفل
عمره تقريبا ١٠ سنوات من االطفال اللي بيطلبوا
اإلحسان وبتضربه ومتهماه إنه سرق عشرة جنيه كانت
في إيديها، والناس متجمعة حوليهم وبيحاولوا ياخدوا
الولد من إيديها ويهدوها وهي بردو مصممة إنه حرامي
،والحقيقة كنت واقف مستاء جدا من المنظر وفجأة
ببص الناحية التانية شوفت بنت بت طلع عشرة جنية من
شنطتها وبترميها على األرض ،استغربت وفضلت اسأل
نفسي هي بتعمل إيه فجاوبتنى هي بصوتها وهى بتنادي
على الست .
البنت وهي بتجري ناحية السيدة: يااااااااا طنط ،ياااااااا
طنط العشرة جنية بتاعتك أهي لقيتها واقعة هنا تقريبا
وقعت منك وانتى ماشية ومخدتيش بالك.
السيدة في خجل شديد: أاااااا ،لقتيها، واقعة ،شكرا يا
بنتي .
البنت في ابتسامة: لو عاوزة تشكريني فعال طيبي خاطر
الطفل.
السيدة في استعالء : خالص يا حبيبي معلش.
وذهبت السيدة وتفرق الجميع وظلت الفتاة مع الطفل
تالطفه.
البنت مزيلة دموع الطفل: خالص بقا متعيطش ،
محصلش حاجة ، المهم تتعلم إنك متعملش كدا تاني
اتفقنا.
الطفل: اتفقنا.
البنت وهي تفتح حقيبتها: خد الشوكوالتة ومتزعلش.
وذهب الطفل ،وهمت هي بالذهاب أيضا ولكنها فوجئت
بشخص أمامها.
حازم: انتي ليه عملتي كدا؟
البنت في تعجب: عملت إيه؟!
حازم: ليه رميتي الفلوس وكدبتي علي الست وقولتلها
إنك لقتيها على االرض؟
البنت وهي تخبط رأسها بيدها: غبية أنا إزاي مخدتش
بالي إن في حد شايفني.
حازم :أنا أسف بس شوفتك بالصدفة واستغربت موقفك
.
البنت تنظر إليه بغضب وتضع أحد أصابعها في وجهه:
انت أكيد مش هتعمل حاجة للولد وال هتقول للست
الحقيقة؟
حازم : ال ال طبعا أكيد مش هعمل حاجة زي كدا
أنا…..
البنت في شموخ: ال ال اهدى ،انت أصال متقدرش
تعمل حاجة.
حازم في انزعاج: ليه إن شاء هللا مقدرش.
البنت : أوال :عشان شكلك سنحوف .ثانيا :عشان الست
لسه راكبة التاكسي وماشية فمش هتلحقها ههههه.
حازم : استني إيه سنحوف ديه.
البنت في سرعة : ال ال مش فاضية اشرحلك وكمان
مش ذنبي إنك ضيق األفق، يال بعد إذنك دلوقتي سالم
يال سالم.
حازم في استغراب شديد :وكمان ضيق األفق، سالم إيه
خدى هنا ،…انتي يااااااا……
وجرت الفتاة بسرعة شديدة ، ووقف حازم متعجبا من
أمر هذه الفتاة ،فمن يراها وهي تساعد الطفل بقلب رقيق
ال يصدق أنها مشاكسة لهذه الدرجة ،ثم ضرب يده
اليمنى بيده اليسرى مع ابتسامة واضحة وانصرف إلى
منزله.
وع ندما وصل بيته استراح وجلس يتتاول الغداء مع
والدته وبدأ الحديث بينهم.
الوالدة: ها يا حبيبي يومك كان عامل إزاي؟
حازم: وهللا يا حببتي كالعادة ،روحت المستشفى وبعد ما
خلصت طلعت على الجامعة خلصت شوية حاجات
وجيت .
الوالدة: و…
قاطعها حازم: أيوة حصل معايا موقف النهاردة غريب
من بنت أغرب.
الوالدة في ابتسامة خبيثة : بنت !!!!غريبة ازاي عملت
ايه؟!
حازم: أيوه غريبة وسخيفة و…
الوالدة: بس بس ليه كل ده .
حازم: و أنا راجع شو فت)حكى موقف الطفل والست
والبنت( وبعدين استغربت ومعرفش إيه وداني قدامها
ولقيت نفسي بسألها)حكى موقف البنت وسنحووف(
شوفتي إنها سخيفة انا تقولي سنحوف وضيق األفق دي
لو كانت وقفت كنت وريتها بس لألسف مشيت.
الوالدة في خبث :اهدى عادى موقف وعدى وياما
بيحصل حاجات كدا غريبة للواحد، بس قولي البت ديه
حلوه وال ؟
حازم في اندفاع: حلوه جداااااااا و… إيه اللي بتقوليه ده
يا ماما ، أنا بقول إيه وانتي بتقولي إيه .الحمد هلل شبعت
وداخل انام.
دخل غرفته وارتمى على سريره ،وحاول أن يخلد إلى
النوم ولكن في كل مرة يحاول أن يغمض عيناه يراها
ويتذكر ما حدث فأخذ يحدث نفسه: إيه ده بقا ،مالك يا
حازم في إيه اتخمد بنت عادية ال وكمان سخيفة .انشف
يال كدا احنا هنتهبل وال إيه يال اتخمد.
ومرت األيام بعد هذا الموقف ،وفي كل يوم يمر كان
حازم يتمنى لو أ نه يرى تلك الفتاة مرة أخرى ،حتى أنه
ظل يمر كل يوم على ذلك المكان لعله يراها هناك، ولكن
دون جدوى . وانتهت السنة الدراسية وهى السنة األخيرة
بالنسبة له . وبعد تخرجه تعين في ) مستشفى الشفاء(،
وكان طبيبا متميزا ومحبوبا من الجميع ، وبعد تعينه
بشهر قام بفتح عيادة خاصه به فحالته المادية ليست
مرتفعة ولكنه ورث مبلغ عن أبيه استطاع أن يفتح به
العيادة.
وفي يوم ،وه و جالس في عيادته مساءا ،سمع صوت
عالي يصدر من أناس كثيرين فخرج مسرعا ليرى ماذا
يحدث، وإذا به يراااها نعم يراها تلك الفتاة المشاكسة
التي تمنى أن يراها ثانية، ولكنها كانت مصابة بجرح
عميق في يدها اليسرى ومعها حوالي خمسة أشخاص .
أحد األشخاص: دكتور إلحقها بسرعة .
حازم في خوف وسرعة: دخلوها بسرع ة دخلوها.
ودخلت غرفة الكشف هي واألشخاص ،وتسطحت على
السرير، وقام حازم بالكشف على الجرح ووجده عميق
،والبد أن يخيطه.
حازم في حزن شديد وينظر اليها: الجرح الزم يتخيط.
الفتاة في خوف : خياطة ال ال لو سمحت انا بخاف.
حازم في نبرة اطمئنان: اهدي ومتخافيش مش هتحسي
بحاجة أو عدك.
الفتاة في هدوء: تمام .
فخدر يدها حتى ال تشعر بألم ،ولكنها كانت تشعر بخوفه
عليها في عينيه ويديه .فانتهى حازم من خياطة جرحها .
حازم في ابتسامة: ها حسيتي بحاجة؟
الفتاة في مرح وضحك: وعدت ووفيت يا دكتووور يال
أنا الزم امشي.
حازم : يا ستي اتهدي بقا شوية .وقوليلى الجرح ده
حصل إزاي؟!
أحد األشخاص: يا دكتوور دا……
قاطعته الفتاة بنظرتها الغاضبة ثم وجهت حديثها للدكتور
: اعتقد حاجة متخصكش، أنا مريضة وانت عالجتني
ومش الزم تعرف .
حازم في خبث : عندك حق مش من حقي اعرف ، بس
أنا كدكتور عرفت كويس إن الجرح ده سببه أله حاده
زي سكينة مثال وواجبي كطبيب ابلغ الشرطة
وخصوصا إن الجرح كان عميق وممكن يؤدى للوفااة
…ها لسه عاوزة نتعامل كدكتور ومريضة وال نمشي
الموضوع بالحب .
الفتاة في قلق واستسالم: ال ال ش شرطة اااايه نمشيها
بالحب طبعا.
حازم موجه حديثه ألحد األشخاص : ها ايه اللي حصل؟
أحد األشخاص : الحكاية يا دكتور إن كان في ست
عجوزه بتصوت وبتقول إن في حرامي سرق شنطتها
واألنسة ربنا يبارك فيها شافت الحرامي وفضلت تجري
وراه لحد ما مسكته و أخدت منه الشنطة بس لألسف
المجرم ضربها بالمطوه وهرب ،والمسكينة وقعت
وجرينا عليها ورفضت تيجي العيادة إال أما ترجع للست
شنطتها وتهديها ولما اطمنت إن الست هديت جت معانا
هنا.
حازم : طب اتفضلوا انتوا امشوا واألنسة اول ما تكون
أحسن هتخرج.
خرج الجميع، وظل حازم ناظرا إليها في صمت وهى
تنظر له واستمر الوضع هكذا إلى أن قامت من مكانها.
الفتاة: طب يا دكتور واضح إن حضرتك فااضي و أنا
مش فاضية الحقيقة استأذنك.
حازم بصوت عالي : اقعدي مكانك ،ومش هتقومي من
هنا إال لما اعرف كل اللي عاوز اعرفه اترزعي.
الفتاة وهى تجلس في خوف : من غير اترزعي
حضرتك اسالني وانا أجاوب.
حازم: إيه ده ايه ده طب ليه كنت عاملة فيها أسد .
الفتاة: ال بقولك إيه انت….
حازم : بس بس خالص ، هو سؤال واحد عاوزك
تجوبيني عليه انتي مين و إيه حكايتك وليه بتعملي كل
ده؟
الفتاة: بس دول ٣ أسئلة ،بس مش مشكلة أنا هجاوبك
علشان صعبت عليا وعلشان كمان اخلص منك.
أنا اسمى ندى عبدالرحمن ،أما شغلي فأنا مؤسسة
جمعية خيرية بتساعد الناس مش بالفلوس وبس ال ده
ممكن مساعدات بشكل أخر أما بقا إيه اللي بعمله فأنا
معرفش بس اللي اعرفه اني مش بقدر أشوف حد
محتاج مساعدة واقف اتفرج وكمان مش بقدر اشوف
غلط واسكت عليه هي دي الحكاية .خالص كدا ممكن
أمشي ، سالمو عليكم.
حازم: ومش بتخافي يحصلك حاجة زي النهاردة كدا؟
ندى في سخرية: أااا إيه! أخاف مين دي أنا ، الخوف ده
للناس الجباانة و أنا مش جبانة.
حازم : أوف، طب ازاي شخصيتك ديه مع لساانك ده
نفسي افهم!
ندى :أقولك خليك في حاالك.
حازم: أهو شايفة لسانك بيرمي دبش إزاي إيه بقا
التركيبة الغريبة ديه ؟!
ندى: ال معلش اسيبك أنا إلن واضح فعال إنك فاضي
سالم يا دكتور.
وقامت واقتربت من الباب وقبل أن تخرج استدارت إليه
ندى : قولتلي أجي افك الغرز امته؟
حازم في ابتسامة :كمان أسبوع تقدري تيجي ونشوف.
ندى: اممممم أسبوع ،طب مش ممكن نطمن عليه بكرا
الساعة ٢ في المطعم اللي جنبكم ده؟
حازم: أه ممكن طبعا .
ندى : إيه السرعة دي يا عم طب اتقل رخم عليا مش
كدا.
حازم يخبط يداه ببعضهما: وهللا انتي مجنونة.
ندى: تمام اتفقنا الساعة ٢ سالااااام.
ذهبت ،وجلس هو يبتسم ويحاول فهم شخصيتها ،يبدو
أنه أحبها دون أن يعلم سنعرف ذلك …
و رجع بيته وجلس طوال الليل يفكر بها فذهب في النوم
،واستيقظ في العاشرة صباحا و أخذ يستعد لموعده ،وكان
حريصا أن يبدو في أبهى صورة ،وعندما دقت الساعة
الثانية عشر ظهرا نزل وركب سيارته ووصل المطعم
قبل الموعد بنصف ساعة، وقد طلب لنفسه كوبا من
الشاي .وفور مجي ء الجرسون إليه بالكوب، كان ت
األميرة المنتظرة قد وصلت ، فحين رآها شعر وكأن
الموسيقى تمأل المكان ،فكانت جميلة حقا ترتدى فستانا
زهري اللون ،وشعرها منسدل على كتفيها ،فاقتربت من
الطاولة التي يجلس عليها .
ندى: هاي ، ازيك.
حازم مازال مسحورا بجمالها: هاااا هاااي ،ازيك انتي
اتفضلي اقعدي.
ندى : اتأخرت عليك؟
حازم: ال خاالص ، انتي جاية في المعاد بالظبط.
حازم وهو ممسك بكوب الشاي : ها تحبي تشربي إيه؟
ندى وهي تأخذ كوب الشاي من يده وتشربه: ناقص سكر
بس مش مهم.
حازم: ده الشاي بتاعي .
ندى : إفضل قول بتاعي وبتاعك وارغي بقا وصدعني.
حازم: يا بنتي يخربيت لساانك أعوذ باهلل يا شيخة،
مبتعرفيش تقولي كلمة عدلة.
ندى في استهزاء: كلمة عدلة.
حازم: كدا انتي لطيفة يعني.
ندى في ضحك : ال سميرة سعيد هههههههههه.
حازم وهو يخبط وجهه بيده : يا سنيني السوده.
ندى: هههههههههههههههههههههههه
وبينما ند ى تضحك كان حازم ينظر إليها ،حقا لقد سحره
جمالها وظرفها ،ووقع في حبها.
ندى: هتفضل بصصلي كدا كتير يا سنحوف؟
حازم: أيو ه سنحوف ، أنا عاوز اعرف حاال معناها
ايه.
ندى وهي تضحك: هههههه هقولك بس ف األخر.
ندى في جدية: طبعا انت بتسأل نفسك أنا ليه قولتلك
نتقابل .
حازم: الحقيقة أه ، يعني بسم هللا ما شاء هللا من ساعة ما
قابلتك وانتى تقريبا مش طيقاني ولسانك بيرمي عليا
دبش و أنا ساكت ..
قاطعته ندى: بالظبط هو ده .
حازم مستغربا : نعم!
ندى : أيوه هو ده السبب ، يعني من ساعة ما شوفتك
وزي ما بتقول برمي دبش وانت ساكت يعني لو حد
غيرك أنا متأكدة إنه مكنش سكت. ومش كدا بس الحقيقة
في سبب تااني.
حازم: إيه هو السبب التاني ده؟.
ندى: أنا شوفتك قبل يوم الموقف اللي اتقابلنا فيه .
حازم: شوفتيني أنا فين؟!
ندى: قبل موقف الطفل بيوم أنا كنت في مستشفى
الشفاء بزور حد هناك ، وشوفت موقف هناك عمري ما
هنساه.
حازم: موقف إيه؟
ندى : شوفتك وانت داخل غرفة العمليات والطفلة
الصغيرة مسكتك من إيدك وقالتلك وهي بتعيط رجعلي
بابا وخليه كويس ولقيتك مرة واحدة نزلت ومسحت
دموعها وحضنتها ووشوشتها في ودنها ودخلت غرفة
العمليات. بصراحة كان عندي فضو ل كبير اعرف
قولت للطفلة إيه خالها تهدى كدا ،وفعال روحت للطفلة
وقعدت جنبها.
ندى: حببتي بابا هيكون كويس إن شاء هللا.
الطفلة: أيوه هيبقا كويس.
ندى: طب كنتي بتعيطي ليه ؟
الطفلة :عشان كنت خايفة يموت ومشفهوش تااني.
ندى : طب وبطلتي عياط ليه دلوقتي؟
الطفلة: علشان الدكتور قالي إن في كاميرا هنا مستخبية
،وقالي إن ربنا هيشوفني في الكاميرا ،ولو ربنا لقاني
مش بعيط وبدعي لبابا فربنا هيخلي بابا يخف ويخليه
كويس ،و قالي كمان لو معيطش هياخدني عند بابا أو ل
ما يخرج ،و أنا بطلت عياط ع لشان الكاميرا متصورنيش
و أنا بعيط وعلشان ياخدني لبابا .
ندى ودموعها في عيناها: انتي عارفه بابا هيكون كويس
علشان عنده بنوته جميلة زيك كدا .
– وبعدين فضلت و اقفة اشوف إيه هيحصل ياترى ،
وبعديها بساعة تقريبا شوفتك خاارج وكانت زوجة
الراجل بتسألك عن حالة جوزها بس انت مكنتش
مركز مع حد وفضلت ماشي و أول ما قربت من
الطفلة ابتسمتلها ومسكت إيديها وقولتلها يال تعالي
بابا مستنيكي ودخلت بيها فعال عند باباها وقعدتها
جنبه .
كنت واقفه مذهولة لسه في ناس جميلة كدا إزاي
،وبعدها مشيت وتانى يوم قابلتك ولما سالتني انتي
عملتي كدا ليه كان نفسي ساعتها أ قولك نفس اللي
خالك تعمل كدا مع الطفلة امبارح ،بس سكت
ورميتلي دبشتين كالعادة .
ومكنش في بالي إني هاقبلك تااني بس حصل
والصدفة قابلتني بيك امبارح، وبعد موقف أله حادة
وسكينة والكالم ده حسيت إنك عندك فضول ومهتم
تعرف إيه حصل معايا مش الشرطة والهبل ده ،بس
بردو كالعادة رميت دبشتين بس بردو لقيتك
مستحملني وبتعديلي الكالم فاحتارت أكتر ولما قربت
من الباب جالي شعور غريب أ ووي هو خالص كدا
هتمشي ويخلص الموضوع ولقيتني بقولك نتقابل هنا.
حازم يستمع إليها وقد زاد اعجاابه بها ،وتأكد من أ نه
وقع في حبها حقا.
ندى: يا دكتووووور، سرحت في ايه ؟
حازم: تتجوزيني ؟
ندى متعجبة: أااا إيه تت تتجوزني ، إيه اللي بتقوله ده؟!
حازم: بقولك تتجوزبني؟
ندى: ممكن نمشي .
حازم: جاوبيني االول.
: أجاوبك على إيه ! انت مجنوون ،احنا نعرف بعض
من يومين بس مش أكتر وياريتهم يومين دول موقفين
وكمان أنا معرفش حاجة عنك وال انت كمان ،ده جنان.
حازم: مستعد أكون مجنون معاكي.
ندى: حازم بس….
حازم :مفيش بس ، طب بصي أنا بعترف حاال إني
عاوز اتجوزك ، ومش هقولك خالص ردي دلوقتي بس
كل اللي عاوزه إنك تقولي موافقة أديك فرصة نتعرف
وبس ياستي .
ندى: انت بتقول إيه ! انت كويس.
حازم: انتي رفضاني طيب؟
ندى: مقصدش كدا ، أنا بس …..
حازم: فكري كدا بعد تالتين سنة لو قولتي يارتني كنت
اديته فرصة وساعتها هتحسي بالندم فتعالي ندي فرصة
نتعرف ولو لقينا نفسنا تمام نتجوز ملقناش يبقا خالص
عمر ما لحظة الندم ديه هتحصل ها إيه رأيك ؟
ندى : انت بتفتح العيادة الساعة كاام؟
حازم : نعم!
ندى : اخلص .
حازم: الساعة ٧.
ندى: اتفقنا بكره هبلغك ، يال بينا بقا نمشي
حازم مبتسما: يال.
ذهبت إلى بيتها ال تعلم ما الذي حدث وكيف حدث
،و أخذت تسأل نفسها هل ستعطيه فرصة أم ال؟ فلم تجد
إجابة على سؤالها استغرق األمر منها ساعات ،فأطفأت
المصباح وغاصت في النوم ، بينما هو كان سعيدا بما
حدث ويتمنى لو أ نها تأتي غدا وتخبره بموافقتها .
السجان : أستاذة أميرة الساعة ٨ والوقت المسموح به
خلص.
أميرة وهي تحمل حقيبتها وتنظر لحازم: أنا أسفة إنك
مش هتكمل الحكاية النهاردة ، هكون عندك بدري بكرا
بإذن هللا علشان نكمل.
حازم: بإذن هللا.
خرجت أميرة من عنده حزينة ، فكانت تتمنى لو ان
الوقت توقف فتعرف حكاية هذا السجين .وقد رن هاتفها
أميرة: ألو يا مريم ، أسفه وهللا بس كنت مشغولة ،بجد
كويس ده أنا عشر دقايق وهكون في البيت هستناكى.
ركبت سيارتها متجهة إلى بيتها ،فوصلت وبدلت
مالبسها وجلست في غرفتها ،فرن جرس الباب فقامت
بفتحه.
أميرة فرحة: مريم وحشتيني جداااا.
مريم :وانتى كمان اوى ،فينك يابنتى من الصبح ؟
أميرة: ادخلي بس ونتكلم.
مريم: ها يا بنتي دخلت أهو وقعدت كمان كنتى فين بقا
طول النهار؟
اميرة: كنت في الشغل.
مريم: تقصدي السجن ههههه.
أميرة: أه ياختى السجن.
مريم: أنا مش عارفة دكتوره زيك وراجعه من أمريكا
ايه يخليها تروح سجون وتعمل أبحاث والكالم ده وانتي
ممكن تشتغلي في مكانك المناسب.
أميرة: يوووه، حتى انتي محدش هيفهمني صدقيني اللي
بعمله أهم بكتيييير من إن أكون دكتورة نفسية وبس
،بصي سيبك من ده دلوقتي قوليلي بجد هتقعدي معايا
يومين .
مريم: أيوه.
أميرة وهي تعانقها: بجد! أنا مبسوطة جداااا.
مريم : ها احكيلي بقا عن مغامراتك في السجن.
أميرة: عادي يعني كل يوم كنت بقعد مع مسجون
واعرف حكايته واسجل عندي ،بس كلهم أسبابهم
متشابهة وباين عليهم اإلجرام ،إال مسجون واحد بس
شوفته بالصدفة وحسيت بحاجة غريبة )حكتلها كل
حاجة من ساعة ما شافته ( تعرفي أنا عندي احساس
قوي بيقول إنه برئ في حاجة إيه هي هعرفها من
حكايته.
مريم: مش يمكن احساسك غلط ،وتطلعي بضيعي وقت
.
أميرة: ال، أنا متأكدة من احساسي ويال بقا ننام عشان
ألحق اصحى واروح اعرف انا صح وال بضيع وقتي يا
فليسوفه.
وفي اليوم التالي، استيقظت و اسرعت إلى السجن
ووصلت قبل موعدها المعتاد وهذه المرة على غير
عادتها لم تمر على السيد طارق ،فإنها ال تطيق صبرا
لمعرفة قصة السجين فقد مضت إليه فور وصولها
السجن ،و أمرت السجان بفتح الزنزانة ودخلت.
أميرة: صباح الخير دكتور حازم .
حازم مبتسما: صباح الخير.
أميرة: يال نكمل الحقيقة.
حازم متعجبا: حقيقة!! انتي ليه مصدقاني مش يمكن
أكون بضحك عليكي.
أميرة: من أول مرة شوفتك فيها وقلبي بيقولي إنك مش
مجرم و إن في حاجة غلط وحقيقة مخفية ،وقلب اإلنسان
عمره ما بيكدب أه مش بيبقا عارف الحقيقة بس حاسس
بيها.
حازم مبتسما: يال نكمل.
دقت الساعة السابعة ودق معها الباب .
حازم متلهفا: ادخل .
الموظفة: في حالة جت يا دكتور أدخلها.
حازم: أنا قولتلك إني مش هاخد كشوفات النهاردة
علشان مستني حد مهم.
ندى :إزاي مش هتاخد يا دكتور كشوفات و أنا حاجزة
من امبارح.
حازم واقفا :اتفضلي انتي دلوقتي ومتستقبليش حاالت .
الموظفة: حاضر يا دكتور بعد إذنكم.
حازم مبتسما: اتفضلي اقعدي ،ها تحبي تشربي ايه؟
ندى: أنا موافقة.
حازم: ايه قولتي ايه؟!
ندى: موافقة.
حازم: بجد!! طب ليه.
ندى: ليه إيه انت مكنتش عاوزني أوافق وال إيه!!
حازم: ال ال ، بس أقصد إنك امبارح كنتي رافضة فإيه
السبب اللي فرح قلبي ووافقتى بسببه؟
ندى: بصراحة وال أي حاجة هههههههه ،بس تقدر تقول
إني عندي كام دبشه كدا محتاجة اقولهم لحد و أهو اللي
نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش.
حازم: أوذ باهلل سترك يارب ههههههه. ها تحبي تعرفي
إيه عني؟
ندى: مش حاجة معينة ،كلمني عن نفسك.
حازم: تمام .)أنا……( حكى حكايته من ساعة والده لما
اتوفى لحد ما قابلها.
ندى: دوري أنا بقا، قولتلك قبل كدا إني مأسسة جمعية
خيرية و أنا المسؤولة عنها، بس هي مش مؤسسة وال
جمعية كبيرة ال دي جمعية صغيرة جدا حاجة على قدى
كدا ، والدي توفى و أنا عندي خمس سنين ، كان رجل
أعمال كبير وكانت حالتنا المادية ممتازة جدااا وقبل ما
يتوفى كان واخد قرض كبير بضمان أمالكنا علشان
مشروع كبير وطبعا لما مات البنك حجز على كل
أمالكنا ومفضلش غير فيال كانت مكتوبة باسمي
والعربية و عشنا انا وماما فيها حياتنا بشكل طبيعي لحد
ما بقا عندي ١٩ سنة وماما اتوفت ،ومش عاوزة اقولك
إيه حصلي ساعتها وخصوصا بعد ما عرفت إنها كانت
مريضة سرطان وكانت مخبية عليا علشان متقلقنيش
،وبعدها بفترة قدرت افوق من الصدمة و ساعدني على
ده إني لوحدي ومعنديش قرايب هنا في مصر إلن كل
قرايبنا عايشين برا مصر وتقريبا مبقاش فيه صلة بينا
كحال كل الناس اللي على مستوى عالي ،فقررت بقا
ياسيدي اعتمد على نفسي فاشتغلت في شركة والد
واحدة صحبتي وبعت الفيال اللي كنا عايشين فيها إلنها
كانت كبيرة أووي عليا وبتمنها اشتريت شقتين ، واحدة
أنا ساكنة فيها والتانية قررت اعمل الحاجة اللي بحبها
فيها وعملتها زي جمعية بتساعد الناس بشتى الطرق
مش بالفلوس بس، ومعايا شوية اصدقاء بيساعدوني فيها
وبس. اااه أما بقا طريقة الدبش ديه هي مش قلة ذوق
مني وال حاجة بس كنت بحاول اعمل نفسي جامده
ومفيش حد قدي كنوع من الحماية علشان قاعدة لوحدي
بس تقدر تقول اني حبيت الدبش هههههه.
حازم: قومي نروح اعرفك على ماما.
ندى مذهولة: وهللا انت مجنون ، الموضوع مبيتاخدش
كدا وبعدين هتقول لمامتك إيه واحده عارفها من يومين
وعاوز اتجوزها مش منطقي طبعا.
حازم: ياستي بس يال اسمعي كالمي.
ندى: اسمع كالمي انت بس واستنى لغاية ما نتأكد من
قرارنا ده وبعدين نعمل كل اللي انت عاوزه.
حازم في ابتسامة خبيثة: قرارنا اعتبر داا..
قاطعته ندى في خجل: دا إيه ال مش ده وال حاجة.
حازم مبتسما : ال مترجعيش في كالمك كل شئ اتكشف
وبان بصوت عادل امام ههههه.
ندى : أهي لطافتك العسل دي هتخليني افكر ،يال سالم
بقا الزم امشي.
حازم: طب استنى هوصلك.
ندى: استنى اهدى رايح فين يا دكتور في عياانين
وكشوفات ومسؤوليات اقعد شوف شغلك أومال عاوز
تتجوز اقعد ياعم.
واتجهت ندى نحو الباب ،ومسكت بقبض الباب لتفتحه.
حازم: ندى
ندا وهي تلتفت له :نعم.
حازم: بحبك.
فنظرت له ندى في خجل شديد مع ابتسامة هادئة وبقيا
في نظرتهما وابتسامتهما لبعض الوقت ، ثم انسحبت من
نظرته الساحرة بهدوء و أ غلقت الباب وراءها.
مرت األيام وهما يتقابالن ويتبادالن الحديث فيما بينهم ،
ويزداد الحب بينهما كل يوم ، وفي يوم رن هاتفها.
ندى: ألو يا حازم صباح الخير.
حازم وهو يبكي : ندى والدتي توفت تعالي أنا محتاجك.
نهضت ندى مسرعة وذهبت إلي بيته و حين رأته عانقته
بشدة وأخذت تخفف عنه ،وظلت بجانبه تخفف عنه
،وكل يوم يمر عليه بعد فراق أمه كانت ندى بجانبه تشد
من أزره .وتوالت االيام وهدأ نار حزنه وزاد حبه ،وتأكد
حينها أن اختياره صحيح وأن ندى خير رفيق وحبيب في
حياته القادمة. وقرر أن يعيد عليها طلب الزواج وهو
متأكد هذه المرة أنها لن ترفض.
حازم يمسك هاتفه: ألو يا ندى، ازيك.
ندى: الحمد هلل تمام ، طمني عليك انت.
حازم: تمام، بقولك كنت محتاج أقابلك بكرا عاوز اتكلم
معاكي في حاجة.
ندى :أكيد طبعا تحب نتقابل إمته وفين؟
حازم: هخلص شغلي في المستشفى واكلمك.
ندى: تمام، بس قولي انت كويس؟
حازم: أنا تمام طول ما انتي جنبي ، بجد بحمد ربنا على
ظهورك في حياتي ، مش عارف ممكن كنت اعدي
الفترة دي ازاى من غيرك.
ندى في خجل : أنا بحبك.
حازم في سعادة: إيه قولتي ايه؟
ندى: بكرا هقولك ، سالم
حازم: ندى ال، قفلت.
ندى كانت سعيدة بما فعلته ؛ألنها حقا تشعر اآلن أنها
تحبه وأنه الشخص المناسب لها، وحازم أيضا سعيدا بما
حدث وتأكد من أنها ستوافق غدا على طلبه.
وفى اليوم الموعود ذهب إلى المستشفى لينجز عمله
ويذهب سريعا إليها ليحصل على سعادته ، وفجأة وهو
واقفا في أحد ممرات المستشفى سمع صوت أحد
االشخاص يستغيث ، صوت يألفه كثيرا ،نعم هو صوت
حبيبته.
ندى: بسرعة حد ينقذها أرجوكم.
حازم متجها نحوها: ند ى! في إيه؟
ندى تبكي : حازم إلحقها بسرعة إلحقها علشان خاطرى.
أخذ حازم المصابة واتجه بها نحو غرفة العمليات
سريعا، وبعد ساعتين خرج من الغرفة .
ندى متلهفة: حازم طمني عليها هي عاملة إيه؟
حازم :الحقيقة حالتها صعبة اوووى ،احنا عملنا اللي
علينا بس الحالة صعبة وهندخلها دلوقتي غرفة العناية
وربنا كريم ،بس أنا عاوز اعرف منك مين ديه و إيه
اللي حصلها علشان المستشفى أكيد هتبلغ البوليس.
ندى في سرعة: أيوه الزم تبلغوا البوليس الزم.
حازم: اهدي بس وقوليلي ايه الحكاية؟
ندى وهي تحاول التقاط أن فاسها :أنا قولت اعملك مفاجأة
وأجيلك هنا وأنا بركب العربية ولسه ماشية لقيتها وقعت
من العمارة قدامي ،أنا اتصدمت ومعرفتش افكر ولقيت
نفسي بنزل من العربية عندها وببص فوق شو فت
المجرم اللي حدفها أنا عرفاه يا حازم كويس وبعدين
لقيتها بتكلمني وبتقولي إلحقيني بسرعة متسبنيش أموت
ال.. وفجأة سكتت فخدتها بسرعة في عربيتي وجبتها
هنا.
حازم: ومين الشخص ده ؟
ندى وهي تبكي : شاب في العمارة بسمع البواب بيقوله
سالم بيه .
حازم : طب اهدي بس اهدي دلوقتي زمان البوليس
جاي وهيسألك عن اللي حصل باعتبار إنك جيتي وربنا
يستر.
ندى في اندفاع: بس أنا مش خايفة ياحازم من حاجة
وهقول كل حاجة شوفتها.
حازم: اهدي بس يا حببتي بس اللي متعرفهوش إن
البنت دي..
ندى : مالها ياحازم مالها؟
حازم: البنت كانت حامل.
ندى: حامل! يبقا ده اللي كانت هتقولي عليه قبل ما تفقد
الوعي شوفت إن الموضوع في حاجة والحيوان ده
الزم ياخد عقابه.
الممرضة: دكتور حازم الشرطة جت وعاوزين
حضرتك واألنسة اللي جابت المصابة.
حازم: ماشي اتفضلي انتي.
حازم ناظرا لندى: أنا عاوزك تكوني هادية وتحكي اللي
شوفتيه ومش هقدر اعمل حاجه إلني عارفك مش
هتسمعي كالم حد ،بس عاوزك تعرفي أنا جنبك ومش
هسيبك.
أخذها حازم وذهب بها غرفة المدير ليقابال وكيل النيابة،
وعندما وصال عند باب الغرفة وقف حازم ينظر لعينيها
دون أن بتحدث وهى األخرى لم تتحدث بل فتحت باب
الغرفة
ندى: أنا مستعدة أقول كل حاجة.
وكيل النيابة: اتفضلي يا أستاذة واهدي األول بس.
وكيل النيابة ناظرا إلى حازم: حضرتك الدكتور اللي
كشفت على المصابة؟
حازم: أيوه يا فندم تحت أمرك.
وكيل النيابة: حضرتك ممكن تقولي حالة المصابة إيه؟
حازم: حالتها سيئة لألسف عندها كسور في أماكن كتير
أخطرها في العمود الفقري والحوض و ارتجاج بس
جامد جدااا وهي دلوقتي في غيبوبة ومش عارفين
هتصحى منها امته.
وكيل النيابة : تمام، تقدري دلوقتي يا استاذة….
قاطعه حازم سريعا: في حاجة كمان الزم تعرفها
حضرتك .
وكيل النيابة: إيه هي؟
حازم : اتضحلنا أثناء الكشف إن البنت كانت حامل.
وكيل النيابة: واضح إنها جريمة قتل متعمدة.
ندى في اندفاع: بالظبط حضرتك .
وكيل النيابة: احكيلي ايه اللي حصل؟
ندى: انا…….)حكت اللي حصل(.
وكيل النيابة: والشخص ده اسمه سالم ايه؟
ندى : مش عارفة حضرتك هي الشقة دي كانت مقفولة
وسمعت إن صاحبها اسمه)عبد العظيم الورداني( بس
أنا عمري ما شوفته في العمارة بس الشاب ده بقاله
حوالي سنة بيجي الشقة بس مش كل يوم بس كان بيبقا
شكله غريب زي ما يكون سكران .
وكيل النيابة: انتي متأكدة من االسم ده )عبد العظيم
الورداني(.
ندى: ايوة يا فندم ، و يأكد كالمي إن كل شقة في
العمارة جنبها لوحة مكتوب عليها اسم الساكن.
وكيل النيابة: غريبة.
حازم: خير يا فندم في ايه؟!
وكيل النيابة: عبد العظيم الورداني ده كان من أكبر
رجال األعمال في مصر ودلوقتي هو عضو في مجلس
الشعب ومعاه حصاانه.
ندى في غضب: وده إيه عالقته أي واحد غلط الزم
يتعاقب حتى لو كان مين وال إيه؟!
وكيل النيابة: أكيد طبعا محدش فوق القانون. اتفضلي
حضرتك وقعي على أقوالك و أكيد هنحتاجك تاني،
وحضرتك يا دكتور أول ما المجني عليها تفوق ياريت
تبلغنى، بعد إذنكم.
عبدالعظيم: إيه يا فهمي مش شايف إنى في اجتماع!
فهمي: أنا أسف ، بس في كارثة الزم حضرتك تعرفها.
عبدالعظيم: اتفضلوا دلوقتي االجتماع انتهى…ها يا
فهمي كارثة إيه؟!
فهمي في اضطراب: سالم ابن ساعتك…
عبدالعظيم في زعرشديد: ماله سالم انطق؟
فهمي: ارتكب جريمة قتل .
عبدالعظيم ثائرا: انت اتجننت ، انت بتقول إيه؟!
فهمي: اللي حصل يا باشا إن سالم قتل بنت ورماها من
بلكونة شقة التجمع.
عبدالعظيم: بنت مين ديه؟
فهمي: واحدة معرفهاش.
عبدالعظيم وهو يسقط على الكرسي: انت بتقول إيه !
طب قتلها ليه و إيه وداهم الشقة مع بعض وانت عرفت
إزاي؟
فهمي: عرفت من عوض البواب كلمني وقالي ، أما
عمل كدا ليه فإلن سالم مصاحب البنت والنهاردة جت
وبلغته إنها حامل منه وطبعا شدوا مع بعض وحصل
اللي حصل.
عبدالعظيم : وهو فين دلوقتي؟
فهمي: في البيت يا باشا ،أول ما عوض بلغني روحت
وجبته ووديته البيت لحد أما نشوف هنتصرف ازاي في
المصيبة ديه.
عبدالعظيم: أيوة الزم نتصرف أنا مش هسيب ابني
يضيع يا فهمي وكمان صورتي تتهز قدام الناس.
فهمي: هو بس في مشكلة ساعتك.
عبدالعظيم: مشكلة إيه يا فهمي انطق؟
فهمي: في واحدة من العمارة شاف ت البنت وهى بتقع
وشافت سالم وهو واقف في البلكونة وكمان نقلت البنت
المستشفى وزمانها بلغت البوليس.
عبدالعظيم وهو يضرب رأسه بيده: يااادي المصيبة
روحنا في داهية، إيه العمل دلوقتي يا فهمي.
فهمي: مقدمناش غير إننا نسفر سالم أي مكان شرم
الشيخ مثال وينزل في أوتيل تبع حد حبيبنا ويقول إنه
نازل في الفندق من إسبوع ،ونسكت البواب ويقول إن
سالم مجاش العمارة من شهر وبكدا محدش هيصدق
كالم البنت ديه و كمان مفيش دليل يثبت إنه كان موجود
.
عبدالعظيم: الكالم ده يتنفذ فورا يال، روح انت شوف
البواب و أنا هسفر الغبي د ه.
فهمي: تمام يا باشا ، بعد إذنك.
وخرج عبدالعظيم من مكتبه وذهب إلى بيته.
عبدالعظيم بصوت مرتفع: انت يا غبي.
زوجة عبدالعظيم : براحة يا عبدالعظيم سالم مش
مستحمل.
عبدالعظيم: ابعدي عن وشي دلوقتي إحنا في مصيبة.
عبدالعظيم وهو يمسك سالم من قميصه: إيه اللي انت
هببته ده؟ ضيعت نفسك وضيعتنا معاك ،اسمع انت
هتعمل اللي هقولك عليه من غير مناقشة سامع وال ال.
سالم: بس…..
عبدالعظيم: مفيش بس انت تقوم حاال تاخد شنطتك
وتنزل هتالقي سعيد مستنيك تحت بالعربية تروح معاه
، ولو حصل حاجة والبوليس باعتلك فانت مسافر شرم
بقالك اسبوع ومروحتش الشقة دي من شهر سامع وال
ال يال غور من قدامي.
زوجة عبدالعظيم وهي تبكي: عبدالعظيم أنا مش
هستحمل لو ابني حصله حاجة .
عبدالعظيم في غضب: ابنك ضيع نفسه وضيعنا معاه
سبيني اشوف هنعمل إيه في الكارثة ديه.
خرج عبد العظيم من البيت غاضبا .
وكيل النيابة: قولي بقا يا عوض ،البنت ديه كانت جايه
لمين في العمارة؟
عوض البواب: وهللا يا باشا أنا معرفش ،أنا كنت بجيب
حاجات لسكان العمارة ولما جيت لقيت المصيبة دي
حصلت.
وكيل النيابة: يعني انت عمرك ما شوفت البنت ديه هنا
في العمارة قبل كدا؟
عوض: ال يا باشا أنا اول مرة اشوفها )يبدو إن فهمي
سكت فعال عوض(.
وكيل النيابة في غضب: بس أستاذة ندى قالت إنها لما
صوتت واستغاثت انت خرجت من العمارة وساعدتها
في نقل المجني عليها للعربية.
عوض مضطربا: ها أيوة يا باشا مهو اقصد إني
خرجت اجيب الحاجات ومشوفتش البت ديه وهي داخلة
العمارة ولما جيت طلعت الحاجة لصحابها وساعتها بقا
هى وقعت ولما االستاذة ندى صوتت أنا خرجت اجري
عليها من جوه.
وكيل النيابة: انت بتتالوع ياعوض وده مش في
مصلحتك.
عوض: يا باشا وأنا لو اعرف حاجة هخبي ليه ،ايه
مصلحتي !
وكيل النيابة: أيوه إيه مصلحتك يا عوض؟
عوض مرتبكا: ها..
وكيل النيابة : طب قولي يا عوض في شقة هنا في
العمارة صاحبها اسمه عبدالعظيم الورداني.
عوض: أيوة يا باشا في الدور الثامن.
وكيل النيابة : حلو طيب مين ساكن فيها ؟
عوض : ال يا باشا محدش ساكن فيها .
وكيل النيابة في خبث: طب محدش بيجي الشقة خالص؟
عوض: ال يا باشا.
وكيل النيابة : يا عوض.
عوض: أه يا باشا أه افتكرت سواعي كدا ابن عبدالعظيم
بيه االستاذ سالم بيجي لوحده يومين وبمشي.
وكيل النيابة: وسالم ده كان موجود في الشقة ساعة
الحادثة؟
عوض: موجود إيه يا باشا ده أستاذ سالم بقاله شهر كدا
أو أكتر مجاش الشقة.
وكيل النيابة: متأكد ياعوض؟
عوض: أب وه يا باشا متأكد زي ما أنا متأكد إني واقف
مع حضرتك دلوقتي .
وكيل النيابة: بس ياعو……..)رن هاتفه( ألو ، إيه ! أنا
جاي حاال.
وكيل النيابة: خير يا دكتور حازم في إيه؟
حازم: لألسف المصابة ماتت .
وكيل النيابة: أ….
قاطعته ندى بمجيئها: حازم في إيه ليه قولتلي ارجع
تاني؟
وكيل النيابة: المجني عليها ماتت.
ندى في صدمة : ماتت!………طب حضرتك مسكت
المجرم اللي عمل كدا؟
وكيل النيابة : الحقيقة لسه ، أنا روحت العمارة وحققت
مع السكان بس ده تحقيق روتيني إلنك انتي حددتي
المجرم بس كان الزم احقق مع الكل واعرف حد شاف
البنت دي هناك قبل كدا وال ال …..
ندى: يافندم سكان العمارة كلهم مشغوليين بأعمالهم
وشبه محدش في العمارة يعرف مين ساكن جنبه إل ن
العمارة السكان اللي فيها معظمهم جداد أو كلهم أنا
شخصيا معرفش حد فيهم مع إنى ساكنه بقالي مدة
وعرفت اسم عبدالعظيم ده إل نه في نفس دوري مش
أكتر، مفيش غير البواب هيأكد على كالمي إلنه يعرف
العمارة كلها وعارف مين بيطلع وينزل.
وكيل النيابة: كالمك صح كل أصحاب العمارة فعال مش
عارفين حاجة حتى مكنوش يعرفوا إن في حد اسمه
عبدالعظيم في العمارة، أما عوض البواب فده…
ندى: ماله عوض؟!
وكيل النيابة : عوض نفى وجوده ساعة الحادثة ،وقال
إنه عمره ما شاف البنت ديه وكمان قال إن سالم ده بقاله
شهر مجاش الشقة ويمكن أكتر.
ندى: ده كدااب يا فندم ، لما ندهت ع لى حد يساعدني
خرج من العمارة وساعدني يبقا إزاي مكنش موجود!
وكيل النيابة: مهو قال إنه مكنش موجود لما هى جت
ودخلت العمارة ولما انتي استاغثتي كان جه ودخل
وخرج ع لى صوتك.
ندى في انفعال: يا فندم ده أكيد بيكدب أنا شوفت سالم ده
واقف بعد ماهي وقعت وهللا شوفته.
وكيل النيابة: أنا مصدقك ، وحاسس إن في حاجة غلط
بتحصل، على العموم أنا هستدعي سالم ده وهنعرف إيه
الحكاية ، بعد إذنكم.
ندى: حازم أنا مش بكدب وال كان بيتهيألي ،أنا شوفته
فعال.
حازم: اهدي أنا مصدقك ،انتي بس الحادثة تعبتك، يال
تعالي اروحك.
عبدالعظيم: إيه في إيه ؟
السكرتيرة: في ظابط برا عاوز حضرتك.
عبدالعظيم في اضطراب: ظابط!
السكرتيرة: أه يا فندم، ادخله؟
عبدالعظيم: أه دخليه .
السكرتيرة: اتفضل يا فندم.
عبدالعظيم: أهال حضرت الظابط اتفضل.
وكيل النيابة: أهال حضرتك أنا اسف اني جاي من غير
معاد بس أنا جاي لحضرتك في أمر هام.
عبدالعظيم في خبث: متقولش كدا ده مكانك ، بس خير
إيه األمر الهام ده؟
وكيل النيابة: بصراحة في بالغ متقدم في ابن حضرتك
في جريمة القتل.
عبدالعظيم: نعم ابني أنا في جريمة قتل! انت واعي انت
بتكلم مين .
وكيل النيابة: أنا عارف كويس أنا بكلم مين وعلشان كدا
جيت لحد حضرتك ومستدعتش سالم واتهمته، وعارف
كويس إن حضرتك معاك حصانه بس ابنك هو اللي
متهم وفي شهود عليه.
عبدالعظيم: وياترى قتل مين وفين و إمته؟
وكيل النيابة: قتل بنت لسه مش عارفين أي معلومات
عنها رماها من بلكونة في شقة في عمارة ٩ في
التجمع، إمته بقا النهاردة الساع ة١٢ الظهر وفي واحدة
من العمارة شافته.
عبدالعظيم: النهاردة إيه يا فندم ! أنا ابني مش هنا بقاله
اسبوع في شرم وتقدر تتأكد بنفسك، أكيد البنت ديه
بتكدب.
وكيل النيابة: في شرم من إسبوع!!!
عبدالعظيم : أيو ه وتقدر تتأكد ،و أنا أهو بقولك لو ابني
قتل أنا هسلمه بنفسي.
وكيل النيابة: طيب بعد إذنك سالم الزم يجي القسم بكرا
نحقق معاه ولو ثبت إنه برئ أكيد هيمشي.
عبدالعظيم: بكرا يكون عندك ، بس لو ثبتلك إن ابني
برئ الزم تجيب حقه من البنت الكدابة ديه )واضح إنه
مرتب كل حاجه ومطمن(.
وكيل النيابة: أكيد، استأذن حضرتك .
حازم: وصلنا خالص عاوزك تطلعي وتهدي وتحاولي
تنامي و أ نا الصبح هاجى اخدك ونروح النيابة.
ندى: ماشي ،خد عربيتي روح بيها علشان انت سايب
عربيتك وكدا كدا انت هتعدي عليا الصبح فمش
محتاجاها.
حازم: حاضر
ندى: بس ممكن تجبلي شنطتي وحاجتي من ورا.
حازم: عيوني ياسالم…..إيه ده الشنطة مرميه والحاجة
برا!
ندى: أه ما أنا من لخمتي الصبح رميتها ومكنتش
مركزة.
حازم: شنطتك أهي يا ستي وحططلك الحاجة فيها يال
اطلعي.
ندى :حازم أنا خايفة اطلع خلينا شوية كمان .
حازم: ياحببتي احنا بقالنا حوالي ٤ ساعات بنلف
بالعربية علشان تهدي والساعة دلوقتي ١٢ وانتي الزم
ترتاحي علشان تقدرى تروحي بكرا النيابة.
ندى: طيب ممكن تطلع معايا لحد أما أنام وتنزل علشان
خايفة أوي؟
حازم: ولو إنه غلط بس ماشي.
ندى: أنا عارفه إنه مش صح إنك تطلع في الوقت ده
بس أنا بجد خايفة يا حازم .
حازم مبتسما: تخافي من إيه يا عبيطة و أنا معاكي ويال
أنا هطلع معاكي حتى لو غلط .
و صعدا االثنان ودخال الشقة.
حازم: يال أنا هقعد هنا استناكي وانتي ادخلي غيري
ونامي و أنا أول ما أحس إنك نمتي همشي.
ندى : ال أنا هنام هنا قدامك على الكنبة و أول ما أنام
انزل.
حازم: ماشي يال.
ندى وهي متسطحة على الكنبة: تفتكر المجرم هيعترف
بكرا ؟
حازم: هشششش نامي ومتفكريش في حاجة.
ندى: تصبح على خير.
حازم: وانتي من أهله.
وحين تأكد حازم أنها غاصت في النوم ،خرج متسحبا
من الشقة حتى ال يوقظها ورجع بيته.
استيقظ حازم على صوت هاتفه.
حازم: ألو يا حببتي
ندى: ألو ياحازم انت فين؟
حازم: أنا لسة صاحي أهو هجهز نفسي و أجيلك.
ندى: طب بسرعة علشان في حاجة مهمة الزم تعرفها.
حازم: إيه هى، مالك؟
ندى: ال مش هينفع في التليفون لما تيجي هقولك يال
بسرعة سالم.
حازم: يا ندى ند ى ،قفلت بردو ربنا يستر.
وصل حازم بعد ساعة فوجدها على األرض والسكينة
غارزة في بطنها ،فجرى نحوها ومسك السكينة محاوال
اخراجها ؛ظنا منه أنه سينقذها وظل يقول: ال يا ندى
مش هتموتي ، طب مين عمل فيكي كدا ؟
ولكن ندى لم تقدر على اإلجابة من شدة األلم ،فرفعت
يدها وبها سلسلة اعطتها له، وحين أخذها سمع.
عوض البواب: قتلتها، ياناس إلحقونا وبلغوا البوليس.
فتجمع سكان العمارة وحازم مازال مكانه ال حول له
وال قوة ،وفي يده اليسرى السكينة ويده اليمنى السلسلة
إلى أن جاءت الشرطة وقبضت ع ليه.
داخل غرفة التحقيق كان يجلس وكيل النيابة على مكتبه
،وأمامه الدكتور القاتل واقفا صامتا ،ومذهوال وكأنه
ضرب بصاعق كهربائي افقده الشعور.
وكيل النيابة: قتلتها ليه يا دكتور حازم؟
حازم واقفا ولم يجيب:……
وكيل النيابة: من مصلحتك يا دكتور تتكلم السكوت مش
هينفعك ،قتلتها ليه؟
وحازم أيضا مازال صامتا:…
وكيل النيابة وهو يكبس على زر: يعني مش عاوز
تتكلم؟
دخل العسكري: تحت أمرك يا فندم.
وكيل النيابة: خده على الحبس ودخلي عوض البواب.
خرج العسكري ومعه حازم .
فجلس وكيل النيابة متحيرا ،أحقا الدكتور حازم هو من
ارتكب الجريمتين ،أما أن هناك أمر خفي وراء كل
ذلك؟! وبعد ساعات طلب من العسكري إحضار الدكتور
حازم إليه ،وبعد دقائق دخل العسكري ومعه الدكتور
المتهم.
وكيل النيابة: اتفضل اقعد.
حازم: ……..
وكيل النيابة: لسة مش عاوز تتكلم وتقول إيه عالقتك
بند ى وايه خالك تقتلها؟
حازم: ………….
وكيل النيابة: مهو الزم تتكلم ،طب أحب أقولك إنك
متهم في قضية القتل بتاعت امبارح كمان وفي شهود
بكدا.
مازال حازم ناظرا له صامتا ال يصدر حتى انفعال لما
سمعه، وكأنه جثة بال روح .
وكيل النيابة: مهو علشان اساعدك الزم تتكلم.
حازم: ……………
وكيل النيابة: يبقا انت اللي حكمت على نفسك.
وجرت التحقيفات و أدلى الشهود شهاداتهم الكاذبة ، وقام
أحد اصدقاء حازم بإيجاد محامي ليدافع عنه ، لكن كل
هذا دون جدوى فمازال حازم صامتا وال يريد أن يحكي
الحقيقة لماذا ؟حقا ال نعلم لماذا. وفي النهاية تكلم حازم
إلى محاميه و أخبره بالحقيقة بعدما استحلفه صديقه بحبه
لندى، ومن هنا علم المحامي الحقيقة ولكن لم يكن بيده
شئ فليس معهم دليل واحد وال اثبات وكل األمور ضدهم
والشهود كثيروون. وظل المحامي يحاول إلى أن جاء
موعد المحاكمة ،وقام المحامي بكل ما في وسعه ولكن
القضاة يأخذون باالدلة، ولم تصدق ما قاله حازم وحكاية
سالم، فأعلن القاضي الحكم باإلعدام على حازم في قتل
مها و قتل ندى. وحين اعلن الحكم أ حس حازم بأنها
النهاية وأن ليس لديه مايثبت شرف حبيبته وبراءته و من
حينها التزم الصمت ولم يتحدث مع أحد.
أميرة وهى تمسح دموعها: إزاي مفيش دليل واحد
يساعدك؟!
حازم: علشان اتحبكت صح .
أميرة: وانت ليه فضلت ساكت ومتكلمتش غير متأخر.
حازم: عارفة الواحد لما حد يضربه ضربة جامدة على
دماغه فيحس إنه عمال يلف ومش حاسي باللي حواليه
،أهو أنا كنت كدا ،ومنظر ندى قدامي وهي بتموت كان
زي الضربة اللي أخدتها ومحستش بعدها بحاجة.
أميرة : طيب وليه فضلت ساكت بعد الحكم ولمدة ستة
شهور؟
حازم: إلني لما جربت اتكلم متصدقتش وهيفيد بإيه
الكالم خالص.
أميرة: طب انت ليه دايما مبتسم؟ حساك مش زعالن
إنك هتتعدم.
حازم : علشان حاجتين أولهم إن ي عرفت قد إيه ربنا
بيحبني علشان لو مكنش بيحبني مكنش اتحكم عليا
باإلعدام وساعتها من الفراق ممكن أموت نفسي فسبحان
الرحيم. التانية إن ده مش ع قاب بالعكس دي أجمل
حاجة هتحصل علشان هروح لروحي اللي فارقتني من
قريب.
أميرة: انت قولتلي ان المحامي عمل نقض صح ؟
حازم: بيتعب نفسه على الفاضي وهللا .انتي عارفه طول
الست شهور دول بتمنى إنهم ينفذوا الحكم بقا عارفه
ليه؟
أميرة : ليه؟
حازم: عشان أميرتي وحشتني أوى.
أميرة: في حاجة غلط في الحكاية، احنا الزم نعمل
حاجة.
حازم: انتي مش هتعملي حاجة.
أميرة: ليه؟
حازم: علشان أنا مسمحتلكيش تعملي حاجة وال عاوزك
أصال تعملي حاجة.
أميرة: بس انت محكتليش حكايتك ديه أكيد من باب
الفضفضة و إال كنت حكيت لناس كتير، وال علشان أول
ما جيت سألت انت مين ، أكيد في سبب .
حازم: أكيد.
أميرة: إيه هو؟
حازم: عاوزك تروحي األمانات تستلمي حاجتي
،وهتالقي فيهم سلسلة ممكن تبقي تجبيها معاكي كل يوم
وتدهاني وانتي ماشية تاخديها.
أميرة: دي السلسلة بتاعت ….
قاطعها حازم: أيوة . و أو ل ما يتنفذ حكم الرحمة ابقي
خلي السلسلة معاكي أنا واثق إنك هتحافظي عليها.
أميرة وهى تبكي: طب خليني اساعدك.
حازم: هتساعديني بجد باللي طلبته منك، واتفضلي بقا
من غير مطرود علشان حاسس إنى عاوز أنام.
وقامت أميرة وفي عيونها دموع متأللئة تنهال على
خديها وعندما اقتربت من الباب التفتت للخلف ونظرت
له ،ثم فتحت الباب وخرجت وقالت للسجان لو تعرف
حقيقة هذا الرجل النحن يت لتطلب منه العفو وتركته
وذهبت إلى غرفة السيد طارق.
طارق: أستاذة أميرة اتفضلي.
أميرة وهي تجلس: شكرا يا فندم.
طارق: يعني لما جيتي الصبح مجتيش تنوري مكتبي!
أميرة: بعتذر لحضرتك جدا بس كنت متلهفة اجي
و أكمل حكاية الدكتور حازم.
طارق: تقصدي المسجون ١١١.
أميرة: مش مهم االسم أنا جاية لحضرتك في موضوع
مهم.
طارق: خير ياترى إيه؟
أميرة: الدكتور حازم طلب مني إني استلم حاجته اللي
في االمانات، فده ممكن وال فيه مشكلة؟
طارق مبتسما: هو في مشكلة، بس أنا ممكن امشيها
علشان حضرتك جاية بتوصية من طرف األستاذ مدحت
عبد الشكور.
أميرة: متشكرة جدا يا فندم ، ممكن اخدهم دلوقتي؟
طارق مازحا: أنا اه بقولك تحت أمرك وبتاع بس مش
للدرجة .
أميرة: أنا اسفة جدا بس لو ينفع من فضلك ،أنا عارفة
إني طلباتي كتير بس اعتبره الطلب اللي قبل األخير.
طارق ضاحكا: ههههههههه ، واشمعنا اللي قبل األخير.
أميرة: أصل أنا متأكدة إي هطلب طلبات تاني فهبقا
رخمة وكمان كدابة ميصحش يعني ههههههه .
طارق وهو يكبس الزر: هههههه ، تحت أمرك ياستي.
العسكري: تحت أمرك يا فندم.
طارق: تروح مع األستاذة األمانات وتفضل معاها لغاية
ما تتأكد إن اللي عوزاه أخدته و أنا هكلمهم.
ومضت أميرة مع العسكري إلى غرفة األمانات ،
وتسلمت ما جاءت ألخذه ،وذهبت بيتها فأخذت تقلب في
االشياء ووجدت بينهم السلسلة ومسكتها بيدها وظلت
تتفحصها جيدا إلى أن أ تت صديقتها مريم.
مريم: إيه يابنتي مش كفاية سيباني طول النهار لوحدي
كمان لما تيجي تدخلي وتسيبيني لوحدي.
أميرة وهى تنظر للسلسلة :هشششششششش.
مريم: إيه ده! وإيه السلسة ديه؟
أميرة: سلسلة أميرته.
مريم: أميرة مين؟
أميرة: اسكتي بقا.
مريم وهي تأخذ السلسلة بقوة: اسكت، طب مش
هتاخديها إال لما اعرف حكايتها.
أميرة وهي تحاول أخذها: بقولك هاتيها متستهبليش.
وظلت كل واحدة منهما تجذب السلسلة إليها إلى أن
انكسرت في يدهما.
أميرة وهى تبكي: ليه كدا يا مريم .
مريم في أسف: أسفة وهللا مكنتش اقصد أنا…
قاطعتها أميرة: هقوله إيه الحاجة ا لوحيدة اللي كانت
هتسعدك وطمنك اليومين الفاضلين في حياتك اتكسرت
زي ما روحك اتكسرت!
مريم: تقصدي مين يا أميرة؟
لم تجيبها أميرة وتوقفت فجأة عن البكاء وظلت تنظر إلى
يدها يبدو أن شئ ما حدث.
مريم: أميرة ساكتة ليه ردي عليا؟
أميرة: بصي لعبة السلسلة فيها أيه.
مريم: إيه الكارت ده وإيه جابه هنا؟!
أميرة: قومي هاتي الالب بسرعة.
مريم: الالب أهو.
فوضعت أميرة الكارت بداخله وفتحته فوجدت به شيئا
اسكتها للحظات .
مريم: إيه ده يا أميرة ؟
أميرة: ده اللي هيساعده.
مريم: هيساعد مين ؟أنا مش فاهمة حاجة.
أميرة: هقولك كل حاجة .)وحكت لها حكاية الدكتور
البرئ(.
مريم: معقولة كل ده يحصل! إ حنا عايشين فين؟!
أميرة في حزن: عايشين في غابة القوي فيها بياكل
الضعيف ،بس ربنا رحيم وعادل و أخيرا وصلني للدليل
اللي يثبت برائته .
مريم: وانتي هتعملي إيه؟
أميرة: هحقق العدالة.
جلست تبتسم وتنظر له بفرحة بالغة ،فتعجب من حالها .
حازم: هتفضلي بصالي كدا كتير؟
أميرة في حب: نفسي.
حازم: نعم!
أميرة في ارتباك: ال ال اقصد أقول….
حازم: بس خالص مش مهم ،المهم قدرتي تعملي اللي
طلبته منك.
أميرة: وده سؤال بردو وهللا عيب عليك .
حازم: أنا مش عارف مالك النهاردة الحقيقة ! بس مش
مهم هي فين ؟
أميرة وهى تفتح يدها أمامه: أهي .
فمكث ينظر إليها تارة وإلى السلسلة تارة كأنه لم يصدق
ما يراه ، ثم مد يده المرتعشة نحو يدها ليأخذ روحه،
فأخذها وقبلها ووضع يده على صدره وكأنه يعانقها
،فمسكت أميرة يده التي بها السلسلة ووضعتها على قلبه
.
أميرة وهي تبكي: ازيك يا حازم وحشتني؟
حازم مذهوال:…………….
أميرة: كدا بعد المدة دي مش عاوز ترد عليا ، طيب يا
سيدي بس أنا كند ى بقولك إنك وحشتني خالص ونفسي
اسمع صوتك.
حازم والدموع تنهال من عينه: انتي كمان وحشتيني
أوي ، بس متقلقيش يا حببتي قربت اجيلك واشوفك.
أميرة: تجيلي فين ال ياعم انت مش من مستوايا.
حازم مبتسما: وحشني دبشك كمان أو ي.
أميرة: أهو هنبتدي نلبخ بقا.
حازم: بحبك.
أميرة: كداب انت لو بتحبني كنت سمعت كالم البنوتة
القمر اللي قدامك ديه.
حازم: صدقيني هتتعب على الفاضي .
أميرة: ال اسكت انت بس أنا فهمتها تعمل إيه .
حازم: يعني ايه ؟
أميرة: يعني أنا ادتها الدليل اللي هتجيب بيه حقنا .
حازم نظر إلى أميرة نظرة تساؤلية تخرجهما من الخيال
إلى الواقع ،فرفعت اميرة يدها وأخذت منه السلسلة.
أميرة: أيو ة ندى اديتني الدليل اللي ادتهولك من ست
شهور وانت مختش بالك إيه هو.
حازم: وإيه هو؟
أميرة: السلسلة ديه.
حازم: مش فاهم.
أميرة: افهمك ، بص السلسة ديه فيها ايه.
حازم: ايه ده ؟!
أميرة: الكارت ده لما فتحته لقيت عليه بالوي سالم
وأبوه عبد العظيم ،و ندى تقريبا عرفتها واتقتلت بسببها.
حازم: يعني إيه انا مش فاهم!
أميرة وهي تضع الكارت في جهازها: بص هنا واقرأ
وانت تعرف.
حازم متعجبا غاضبا: إيه القرف ده كل دي بالوي
عاملها سالم و أبوه، بس ده إيه عالقته بموت ندى،
تقصدي….
أميرة: بالظبط ندى اتقتلت علشان عرفت الحقيقة اللي
مكنش ينفع تعرفها .
حازم: ياوالد ال……
أميرة : الكالم ده مش هيفيد دلوقتي احنا الزم
نتصرف وبسرعة ،الزم نحققلها رغبتها في عقاب
المجرمين دول ونجيب حقك وحقها.
حازم: أيوة الزم ،بس إيه أول خطوة هنعملها.
أميرة: سيب الموضوع عليا، و أوعدك هجيب حقها
وحقك وهنعاقب المجرمين دول.
حازم: موافق بس خلي بالك من نفسك دول ناس
ميعرفوش ربنا.
أميرة: متخافش عليا أنا بميت راجل.
حازم: لماضتك ديه بتفكرني بيها.
أميرة: خطوة ممتازة)الظاهر كدا إنها حبيته(.
حازم: نعم!
أميرة: ال ال مفيش ، أنا الزم أمشي بقا حاال وأوعدك
إنك هتخرج قريب جدا .
حازم: و أنا واثق فيكي.
فابتسمت له وانطلقت بكل ثقة واندفاع لتثبت الحق
وتزيل الباطل .
أميرة في اندفاع: طارق باشا عاوزة مساعدتك في حاجة
وتقدر تقول إن ده أخر طلب بجد.
طارق: مالك بس اهدي في إيه؟
أميرة: األو ل أسألك سؤال وترد عليا بكل صراحة.
طارق: مش مرتبط.
اميرة: نعم!
طارق: أسف أنا لقيتك جايه ومشدودة أوى فقولت
ألطف.
أميرة: ماعلينا، المهم دلوقتي لو عرفت إن في مسجون
هنا برئ هتساعده وال ال.
طارق: لو برئ فعال وفي دليل على برأته هساعده أكيد.
أميرة وهي تعطيه الكارت: اتفضل ده دليل براءة دكتور
حازم.
طارق: ايه ده ؟!
أميرة: افتحه وانت تعرف.
فقام طارق بفتحه وقراأته وفهم ما تقصده أميرة ولكنه .
طارق: وده إيه عالقته بقتل ندى؟
أميرة: يافندم الكارت ده كان موجود في السلسلة اللي
كانت موجودة في األمانات وأنا استلمتها امبارح
،والسلسلة ديه ندى اديتها لحازم قبل ما تموت بلحظة
وطبعا مكنش يعرف فيها إيه.
طارق: تقصدي إن ندى اتقتلت علشان الكارت ده.
أميرة: بالظبط هو ده يا فندم ،دلوقتي حضرتك الزم
تفتح القضية وتحقق تاني مع عبد العظيم وابنه .
طارق: طب اتفضلي انتي دلوقتي و أنا أو عدك إنك بكرا
هتيجي وهتالقي القضية اتفتحت.
أميرة : و أنا عندي ثقة كبيرة في حضرتك
ففام السيد طارق بكل مجهوداته و أخذ كل اإلجرا ءات
ليفتح ملف القضية ويستدعي عبدالعظيم وابنه سالم.
فوجئ عبدالعظيم بفتح باب مكتبه من قبل السيد طارق
ورجاله .
عبدالعظيم: طارق باشا خير اتفضل.
طارق: معتقدش زيارتي ليك النهاردة خير خالص.
عبدالعظيم: ليه بس كدا؟
طارق: إلن جاي النهاردة علشان اقبض عليك انت
وابنك سالم.
عبدالعظيم: انت بتقول ايه! أنا معايا حصانه.
طارق: الحصانة اترفعت عنك النهاردة الصبح.
عبدالعظيم: اترفعت إزاي ، انت بتقول ايه!
سالم: بابا إيه ده في إيه؟
طارق: كويس إنك جيت وفرت عليا المشوار، يال
اتفضلوا معانا.
سالم :نتفضل معاك فين، في إيه؟
طارق: هناك هتعرف كل حاجة هاتوهم.
كانت أميرة منتظرة مجئ السيد طارق في مكتبه لتعرف
منه ماذا فعل فيما حدثته به أمس ، فوجدته يدخل عليها.
طارق: كنت عارف إني هالقيكي هنا.
أميرة: ها يافندم طمني عملت إيه؟
طارق : تقدري تخرجي دلوقتي تن ظريني بره وهتفهمي
كل حاجة اتفضلي،
خرجت أميرة ولم تفهم شئ ،ولكن بمجرد أن رأتهما
علمت بأن السيد طارق وفى بكالمه معها.
وبعد وقت أمر السيد طارق بدخول األستاذة أميرة وعبد
العظيم وسالم ،وبعد دخولهما أمر العسكري بجلب
السجين ١١١
عبدالعظيم: اقدر أفهم احنا هنا ليه؟
طارق: هتفهم حاال.
وجاء السجين ١١١، ونظر له سالم باضطراب شديد.
طارق: ها يا استاذ سالم تعرف السجين ده.
سالم وهو يبلع ريقه: أأاااايوة مش ده اللي قتل ندى
جارتي.
طارق: تمام أو ي الكالم ده . اقدر اقولكم دلوقتي انتوا
هنا ليه ،انتوا هنا متهمين بجرايم مخدرات وبيع
اعضاء وقتل .
عبد العظيم :إيه اللي انت بتقوله ده ؟
طارق : متنفعلش اوي كدا براحة على نفسك ، أنا
عاوزك بس تتفرج على ده وبعدين نتكلم.
وبعد انا شاهدا الكارت الذي يوجد عليه دليل إدانتهم.
عبد العظيم مضطربا: إيه ده وجبتوه منبن ؟
طارق: إيه ده ،ده الدليل على كل جرايمكم، جبناه منين
،ده بقا يجاوبنا عليه سالم.
سالم مسرعا: مقتلتهاش.
طارق مبتسما: اهدى اهدى حد جاب سبرة القتل، بس
أحب اقولك معلومة كدا كدا انت داخل السجن سواء
اعترفت بقتلها وال ال.
سالم صامتا يبدو عليه االستسالم والخضوع.
طارق: ياريت تعترف بكل هدوء إلن خالص مفيش
قدامك حل تاني ، اتفضل احكي اللي حصل.
سالم مستسلما: أنا اللي قتلت ندى ، عشان عرفت اللي
مكنش ينفع تعرفه . اللي حصل بعد أما الدكتور حازم
وصلها بليل ونزل……
فاقت ندى من نومها ،فأمسكت حقيبتها لتخرج هاتفها،
فوجدت شئ غريب في حقيبتها.
ندى: إيه الفالشة والسلسلة والموبيل دول بتوع مين؟
فتذكرت الفتاة التي نقلتها للمستشفى ،وتذكرت أنها حين
وقعت كان بجانبها حقيبة ويبدو أنها عندما وضعتها في
السيارة هى وعوض ،قام عوض بوضع الحقيبة وظن أ ن
الحقيبة لند ى.
ندى: أيوه الحاجات ديه بتاعت البنت اللي اتقتلت أنا
فاكرة كويس إنها لما كانت مرمية على األرض كان فيه
شنطة جنبها والحاجات ديه خارجة منها وتقريبا عوض
افتكرهم حاجتي وحاطهم في العربية بس ياترى الفالشة
دي فيها إيه ؟
جلست على جهاز الحاسوب الخاص بها ووضعت
الفالشة بداخله ، واذ بمفاجأة غير متوقعة ،وجدت بها
مستندات لصفقات مشبوهة لعبد العظيم الورداني
واكتشفت من المستندات والفديوهات أنه تاجر مخدرات
،ليس هذا فقط بل أنه تاجر بشر. فعرفت أنه كان يشتري
البنات الصغار من آبائهم الفقراء بحجة أنهم سيتزوجون
من رجال اثرياء خارج مصر أو بحجة أخذهم كخادمات
ألسر ثرية خارج مصر وفي المقابل يحصلون على
المال ولكن الحقيقة كانوا يأخذهم أل غراض أخرى
شنيعة. فعلمت حينها أن المجني عليها كانت تعمل معهم
ويبدو أنه حدث خالف أدى إلى قتلها، ثم اخذت ندى
الهاتف وقامت بفتحه فوجدت عليه تسجيل وقت الحادثة
لسالم و المجني عليها.
المجني عليها: سالم أنا حامل.
سالم: انتي بتفولي إيه ؟!
المجني عليها: بقولك حامل.
سالم: الحمل ده الزم ينزل.
المجني عليها: انت اتجننت انت بتقول إيه!
سالم وهو يمسك شعرها بقوة: اتلمي واعرفي بتكلمي
مين ، الحمل ده الزم ينزل، مها اعقلي بدل ما اعقلك أنا.
المجني عليها)مها(: سيبني ،أنا عارفة أنا بكلم مين
كويس بس أحب تفتكر انت بتتكلم مع مين .
سالم: انتي تقصدي إيه؟
مها: اقصد إنك متنساش إني عارفة كل حاجة .
سالم: متنسيش إن لو اتعرف حاجة هتروحي في داهية
معانا.
مها وهي تتجه نحو الشرفة: يال يبقا كلنا نروح في
داهية.
سالم وهو يتجه نحوها ويعانقها: مها يا حببتي انتي
عارفة أنا بحبك إزاي بس أنا مش عاوز أطفال دلوقتي
نزليه و أوعدك إن بعد العملية الجاية اللي بنجهزلها
هتجوزك ونجيب عيال براحتنا.
مها: ال ياحبيبي مش هتضحك عليا بكلمتين زي كل مرة
،انت لو متجوزتنيش رسمي وكتبت الطفل ده باسمك
هطربقها عليكم.
سالم: وهطربقيها عليكي بردو.
مها: يال هي كدا كداا خربانة.
سالم وهو يمسك ذراعيها بقوة: طب اسمعي بقا الجنين
ده هينزل يعني هينزل وانتي مش هتقدري تعملي حاجة
إلن اصال مفيش ورقة تثبت حاجة علينا وانتي عارفة ده
كويس.
مها وهى تفتح حقيبتها ويبد و أنها بايعة القضية : انت
متعرفش حاجة شايف ديه فالشة عليها كل بالويكم من
غبائك انت و أب وك كنتوا واثقين فيا بزيادة ومن ذكائي
كنت عاملة حساب يوم زي ده ومأمنة نفسي، وكمان
كنت واثقة من اللي هيحصل النهاردة فأمنت نفسي
وسجلتلك ، مشكلتكم إنكم فاكرين نفسكم جامدين وانتوا
أغبية. )هي اللي غبية كشفت ورقها كله و أكيد مش
هيسبها صحيح األمومة بتعمل أكتر من كدا(.
سالم : أه يابنت ال…..
مها وهى تضع الفالشة في الحقيبة : ال اهدى وشوف
مين األقوى دلوقتي.
سالم وهو يشد حقيبتها: هاتي الحاجة دية .
و أخذت تدافع عن حقيبتها وهو يجذب الحقيبة إليه فكانت
المشاجرة بينهم لث واني معدودات ، وتوقف الشجار
بسقوطها من الشرفة.
ندى: دول عصا بة ومجرمين أنا الزم أكلم حازم اقوله .
وكانت السلسة قد انزلقت على االرض فقبل أن تتصل
بحازم ،أخذت السلسلة وتعجبت من شكلها الذى كان
يشبه الحمامة وحين ضغطت عليها بدون قصد ،انشقت
الحمامة نصفين فوجدت بداخلها كارت ذاكرة ،فظنت
ندى أن هذا الكارت يحمل كارثة مثل الفالشة وبالفعل
حين وضعته في الهاتف ووجدت به نفس ما وجدته في
الفالشة وعرفت حينها أ ن مها احتفظت بنسخة أخرى
لهذه البالوي، فاتصلت بحازم وطلبت منه المجي ء
سريعا.
وبعد وقت، دق باب الشقة فظنت ندى أنه حازم فقامت
وهي ممسكة السلسة في يدها وفتحت الباب، فحدقت
عيناها حين رأت شخصا يقف أمامها يرتدي قناعا على
وجهه وفي يده سكينة فقام بدفعها على األرض وطعنها
طعنة قوية في بطنها وجرى ،و أخذ الفالشة والهاتف
وهرب سريعا) يبدو أنه ال يعرف أمر السلسلة(.
وفي نفس اللحظة وصل حازم ووقع القبض عليه .
عبدالعظيم : يعني محدش اتصل ؟
سالم: متقلقش دلوقتي يتصل….)رن هاتفه(، ألو ها
القاتل: كله تمام يا سالم بيه ،الحاجة معايا والبنت عند
ربها ،والدكتور زمانه اتقبض عليه.
سالم: هايل، استنى مني تليفون .
عبدالعظيم: ها قالك ايه؟
سالم: مش قولتلك متقلقش.
عبدالعظيم : طب فهمني عملت إيه؟
سالم: اللي حصل كاالتي:
لما مها وقعت اللي خلى ندى ديه تشوفني إن كنت ببص
على الحاجة اللي كانت مع مها، فمهمنيش وفضلت
باصص علشان اشوف إيه هيحصل فلقيت عوض الغبي
دخل ٠الحاجة العربية إلنه افتكرها حاجة ندى، ولما
فهمي جه مكنش قدامي غير إني اقوله إنها صاحبتي
واتخانقنا بسبب الحمل إلنه طبعا ميعرفش مها وال
يعرف حاجة عن شغلنا، وطبعا روحني كإني عيل
وخايف ولما انت جيت وانفعلت وصممت إني اسافر
ومدتنيش فرصة مكنش قدامي غير إني اتصرف وكلمت
واحد من رجالتنا يراقبها ويجيب الحاجة من العربية،
ولألسف معرفش ياخد الحاجة من العربية بسبب أمن
المستشفى ولما خرجت كان معاها الدكتور وركبوا
العربية وفضلوا فيها وبردو معرفش ،في األخر لما
وصلوا العمارة وطلعوا فالمهمة بقت اسهل وفتح العربية
وطبعا عوض ساعده في ده بس لألسف ملقوش الحاجة
فمن هنا عرفت إنها لقت الحاجة وخدتها ولما بلغني إن
الدكتور قعد عندها ساعتين اتأكدت إنهم أكيد عرفوا كل
حاجة فلما الدكتور خرج من عندها الراجل بتاعنا استناه
تحت وعمل إنه اتخبط فيه من غير قصد وقلبه فملقاش
معاه حاجة فبكدا تكون الحاجة معاها هى فوق وعشان
اتأكد إنها مبلغتش حاجة للظابط قولتله ميعملش حاجة
غير لما اقوله ولما روحت النيابة النهاردة واتأكدت إنها
مبلغتش لسه رنيت عليه وهو فهم وقام بالواجب.
عبدالعظيم: عمل ايه؟
سالم: دخل وقتلها وجاب الحاجة والدكتور لبسها.
عبدالعظيم: وانت كنت عارف إن الدكتور جاي في
الوقت ده؟
سالم: عيب عليك ،أكيد طبعا كنت عارف ، بعد ما
الراجل بتاعنا عمل نفسه بيتكعبل في الدكتور علشان
يقلبه كان الدكتور بيتكلم في الموبيل فصاحبنا سمعه
وهو بيقول إنه هيجي الصبح بدري، فأنا فهمت الراجل
أو ل ما أرن عليه علشان ينفذ مينفذش علطول غير لما
أرن عليه تاني وده ليه إلني كلفت واحد تاني يراقب
الدكتور وقولتله أول ما الدكتور يقرب من العنوان ده
ترن عليا وبكدا يقدر الراجل التاني ينف ذ في اللحظة اللي
الدكتور جاي فيها ويلبسها. أما بقا بالنسبة إزاي عوض
طلع في نفس اللحظة فديه أسهل حاجة أنا اتصلت بيه
وقولتله إنه لو شاف الدكتور ده جاي الصبح وداخل
العمارة يطلع وراه ويحاول يتصنت عليه هو وند ى
ويعرف بيقولوا إيه وطبعا هددته بعياله و إني هديله
فلوس لو نفذ ده والحقيقة هو الراجل عمل اللي عليه
و أكتر .وبكدا القضية لبسته .
عبدالعظيم: طب ما كدا يمكن الدكتور يحكي للظابط
على اللي يعرفه ويصدقه ويبتدي ينخرب ورانا.
سالم: إيه يا والدي انت مش عايش في البلد ديه وال إيه!
احنا بلد أدله واثباتات والدكتور وال عنده دليل وال
اثبات.
عبدالعظيم: ماشي أنا معاك بس ممكن الظابط يحاول
يفتش ورانا .
سالم: أومال أنا كنت في النيابة بعمل إيه ، ما أنا كنت
بسد النخربة والمحاوالت ديه، وبعدين حتى لو
فكر،فمحدش يقدر ينخرب ورانا احنا في السالم مفيش
حد هنا في مصر يعرف شغلنا ده أو معاه أدلة غير أنا
وانت ومها وأهي مها هللا يرحمها ومفيش غيري أنا
وانت يبقا نخاف ليه.
عبدالعظيم : استنى بس انت عملت إيه في النيابة قولي ؟
سالم وهو يضحك: ههههه
*اسمع يا سيدي اللي حصل هو إن وكيل النيابة لما
سألني :
وكيل النيابة: كنت موجود في العمارة وقت ارتكاب
الجريمة؟
سالم: الحقيقة ال ،أنا كنت مسافر ومش موجود في
القاهرة أصال وسمعت بالحادثة لما والدي اتصل عليا
وقالي إني اجي النيابة النهاردة.
وكيل النيابة: وكنت موجود فين حضرتك؟
سالم: أنا كنت في شرم الشيخ بقالي اسبوع وكنت نازل
في أوتيل )استيفا( وتقدر حضرتك تتأكد من ده بنفسك.
وكيل النيابة: البواب قال إنك ساعات بتيجي الشقة
ياترى إمته أخر مرة جيت العمارة؟
سالم: أيوة فعال أنا باجي الشقة ،ساعات أنا وصحابي
وساعات لوحدي وتقريبا بقالي شهر مروحتش الشقة.
وكيل النيابة: بس إزاي وفي شهود بيأكدوا إنهم شافوك
ساعة الجريمة .
سالم: شافوني! إزاي بس يافندم و أ نا لسه بقول لحضرتك
إن كنت في شرم بقالي اسبوع وكمان مروحتش الشقة
من شهر.
وكيل النيابة: واضح إنك مش فاهم ، اللي شافك و أخد
البنت المستشفى اتهمك وقال في المحضر إنك انت اللي
ارتكبت الجريمة.
سالم: يافندم إزاي ! طيب مين اللي متهمني ده؟
وكيل النيابة: جارتك اللي في الشقة قصادك ، أستاذة
ندى عبدالرحمن.
سالم: ندى! أنا كدا فهمت.
وكيل النيابة: فهمت إيه؟!
سالم :يافندم ندى دي بتكدب وبتتبال عليا .
وكيل النيابة: إزاي وهتتبال عليك ليه؟
سالم: يافندم الحكاية بصراحة إن األستاذة ديه ست مش
محترمة و أنا شوفتها كذا مرة راجعة بليل ومعاها راجل
غريب و كل يوم راجل غير التاني وحاجة قذرة جدا
ونبهت كذا مرة على البواب إنه يقولها عيب دي عمارة
محترمة وتقدر تسأله وفي مرة لما قالها، لقيتها بتخبط
عليا وصوتها عالي ومضايقة إن ي بلفت انتباهها ألفعالها
القذرة ديه ،ولقيتها بتهددني وبتقولي عوزاك تعرف إني
مش هعديلك كالمك ده بس اصبر عليا، بس أنا طبعا
مخدتش الكالم في دماغي ؛إلنها كانت سكرانة و أكيد
هى اتهمتني عشان تنتقم وتخلص مني إلنها كانت
متأكدة إني مش هسكت علي أفعالها القذرة ديه. ومش
بعيد تالقيها هي اللي ارتكبت الجريمة مهى بيجي عندها
ستات ورجالة كتير.
وكيل النيابة: بس دي باين عليها إنها محترمة جدا.
سالم: ما هي لألسف كلنا كنا فاكرين كدا لحد ما انكشفت
على حقيقتها، وحضرتك عارف كويس أنا مين وابن
مين واحنا بنعمل إيه عشان البلد دي وأكيد واحد في
مركزي ده مش هيكدب وتقدر تتأكد من كالمي ده ولو
ثبت لحضرتك إن ي أنا ارتكبت الجريمة ،فأنا تحت أمرك
وهتالقيني في بيتي أو شركتي مش ههرب يعني.
وكيل النيابة في تنهد: اتفضل يا أستاذ سالم وقع على
أقوالك ، و أكيد هنحتاجك تاني لسه القضية مخلصتش.
سالم وهو يوقع: أنا تحت أمرك في أي وقت.
*و هو ده اللي حصل يا والدي.
عبدالعظيم مبتسما: جدع يا واد ابن أبوك بصحيح ، بس
قولي ندى وماتت وشهادتها ماتت معاها والدكتور ولبس
القضية طب قضية مها البوليس مش هينخرب وراك
ويشك فيك خصوصا لما ندي اتقتلت ؟
سالم: ال كفاية عليك كدا يا والدى ،ده بقا هتعرفه في
معاده ،و أه صحيح بالنسبة لفهمي متتصلش بيه إل نه
مش هيرد عليك.
عبدالعظيم: ليه؟!
سالم: تعب معانا بقا وكان الزم يرتاح وياخد مكافأته.
عبدالعظيم: عملت في إيه؟
سالم: ريحته راحة أبدية.
عبدالعظيم حزينا: ليه كدا هو عمل إيه بس؟!
سالم: جاتله الفرصة اللي يحطنا فيها تحت سنانه ،أنا
وانت عارفين كويس أن فهمي مش سهل وتعبان كبير
ولما عوض الغبي كلمه وجه معملش كل ده من حبه لينا
ال خالص بالعكس ده كان هيستغل الفرصة ويساومنا
بعد كدا، وبعدين انا كمان مسيبش حد يحطني تحت
ضرسه.
عبدالعظيم: وخلصت عليه إزاي؟
سالم: حادثة عربية عادية جدا لو الجن بذات نفسه
بيحقق مش هيعرف إنها مدبرة.
عبدالعظيم: طب ما عوض البواب كمان كدا عارف
الموضوع وممكن يغدر بينا في أي وقت.
سالم وهو يضحك: عوض! ال عوض ده غلبان
وميقدرش يعمل حاجة وخصوصا إنه عارف لو راح
وبعد كدا وحب يغدر ويقول الحقيقة إنه أو ل واحد
هيضر وهيتحبس بسبب شهادته الزور ال مش بس كدا
دا كمان ابنه هيتسجن فهيخاف ومش هيتكلم .
عبدالعظيم: وابنه هيتسجن ليه إيه عالقته بالموضوع؟
سالم: ال مهو ده من ضمن البعدين اللي هقولك عليه،
وكفاية بقا علشان هموت و أنام شوية بعد إذنك يا والدي.
عبد العظيم : ال تعال هنا وكمل عملت إيه تاني؟
سالم: حاضر يا والدي يا سيدي لما اتقبض على الدكتور
وكيل النيابة طبعا استدعى عوض البواب علشان
يستجوبه وطبعا أنا كنت مرتب للقاء ده .
عبدالعظيم: إزاي؟
سالم: اسمع……
أمر وكيل النيابة باستدعاء عوض البواب، وعندما دخل
عليه.
وكيل النيابة: اقعد يا عوض.
عوض: تشكر يا باشا.
وكيل النيابة: ها قولي بقا إيه اللي حصل؟
عوض: اللي حصل يا بيه إن أنا كنت عند األستاذ منير
في الدور التاسع ووانا نازل لقيت شقة االستاذة ندى
مفتوحة فحسيت إن في حاجة غريبة إلنها مبتسبش
الباب كدا فقربت من الباب وببص لقيت األستاذة ندى
على االرض سايحة في دمها و الدكتور حازم ماسك
السكينة فعليت صوتي وندهت على السكان وطلبنا
البوليس وفضلنا ماسكينه لحد ما ساعتك جيت.
وكيل النيابة: طب قولي يا عوض الدكتور كان بيجي
كتير عند المجني عليها؟
عوض: أه يا باشا كتير ،ده حتى كان عندها امبارح .
وكيل النيابة: عندها امبارح!
عوض: أي وه يا باشا هما االتنين جم مع بعض بليل كانت
حوالي الساعة 12 او ١ وطلعوا الشقة وبعدها بحوالي
بردو ساعتين كدا لقيت دكتور حازم نازل بس كان باين
عليه متعصب أوي فأنا فهمت إنهم تقريبا اتخانقوا مع
بعض.
وكيل النيابة: طب ياعوض هو كان في رجالة تانية
بتيجي عند المجني عليها؟
عوض: بصراحة يابيه إن هللا حليم ستار .
وكيل النيابة : يعني إيه؟
عوض: أيوة يابيه كان في رجالة بتيجي عندها كتير
،والدكتور حازم كان واحد منهم.
وكيل النيابة: ومفيش حد اشتكى منها وال حاجة؟
عوض: يا ب يه سكان العمارة كلهم محترمين ومش
فاضين ومبشوفوش حاجة ؛إلن كمان الرجالة ديه كانت
بتزورها متأخر، بس أه يا بيه استاذ سالم مرة قالي
اقولها إن دي عمارة محترمة ومينفعش اللي هي بتعمله
ده اكمنه شافها مرة وهو جاي متأخر.
وكيل النيابة: ماشي يا عوض وقع على أقوالك وامشي.
ع وص: لمؤاخذة يا بيه أنا ببصم.
وكيل النيابة: ابصم يا عوض ابصم.
عوض وهو ي بصم: صحيح يابيه في حاجة مهمة
بخصوص جريمة امبارح بتاعت البت اللي وقعت ،أنا
عرفتها النهاردة الصبح وكنت جاي ابلغ بيها ساعتك
بس اللي حصل نساني بس كويس إنى افتكرت.
وكيل النيابة: حاجة إيه ياعوض قول؟
عوض: ال األحسن اللي يقول محمد ابني ؛إلنه هو شاف
وقالي.
وكيل النيابة: وهو فين محمد ده؟
عوض: بره يا باشا معايا ثواني هخرج اجيبه وأجي.
وكيل النيابة: هاته بسرعة.
خرج عوض ودخل سريعا بابنه محمد.
وكيل النيابة: ها شوفت إيه يا محمد؟
محمد: أن امبارح انتهزت إن أبويا خرج يجيب حاجات
للسكان وقولت اخرج شويه ولما خرجت ويدوب مشيت
خطوتين افتكرت إن نسيت فلوسي ورجعت تاني علشان
أجبهم لقيت األستاذة ند ى داخلة العمارة هي و واحد بيه
وواحدة تانية كدا بس أنا كنت وراهم فمشفونيش وبعديها
علطول بخمس دقايق لقيت االستاذة ندى نازلة وواقفة
عند العربية وعمالة تتلفت حوليها، المهم أنا بقا مخدتش
في بالي وخرجت ولما رجعت لقيت ابويا بيقولي على
اللي حصل.
وكيل النيابة: وبعدين.
محمد: بعدين بردو يابيه مخدتش فبالي ، لكن النهاردة
الصبح لما طلعت على صوت أبويا ولقيت األستاذة
مقتولة، ولقيت القاتل جنبها فركزت في وشه فافتكرت
إن ده الراجل اللي كان طالع مع ا الستاذة امبارح والبنت
التانية. وقولت أكيد هو واالستاذة ندى هما اللي قتلوا
البنت ديه امبارح.
وكيل النيابة: وانت مكنتش تعرف الدكتور حازم؟
محمد: ال يا باشا أنا أول مرة اشوفه امبارح والنهاردة .
وكيل النيابة: إزاي يا عوض ابنك بيقول ميعرفهوش
وانت قولت إنه كان بيجي كتير وانت تعرفه كويس؟!
عوض: يابيه أنا أيو ه اعرفه لكن ابني ال، إلن الدكتور
حازم كان بيجي لألستاذة بليل متأخر زيه زي الباقي
وابني بينام بدري علشان بيصحى بدرى للمدرسة.
وكيل النيابة: وقعو ا على أقوالكم وامشوا.
سالم: ها ياوالدي إيه رأيك؟
عبدالعظيم: ابن أبوك صحيح.
سالم: ها عرفت بقا إيه حصل في قضية مها ،وابن
البواب كان إيه عالقته بالموضوع ؟
عبدالعظيم: عرفت يا ابن العفريت.
دق الباب ففتحه الخادم ، فكان عوض .
سالم: تعال ياعوض تعال.
عوض: تحت أمرك يا بيه كل اللي أمرت بيه حصل.
سالم: عارف يا عوض عارف، وعشان كدا تروح
تجيب مراتك وعيالك وتيجي هنا انت من النهاردة
هتكون بواب الفيال ديه وكمان في مكان صغير في
الجنينة تقدر تسكن فيه انت ووالدك ومتحملش هم حاجة
خالص.
عوض وهو يقبل يده: تشكر يابيه كتر خيرك وهللا ده
كتير .
سالم: ياراجل مفيش حاجة تكتر عليك وبعدين انت من
رجالتنا خالص ،يال روح هات عيالك وتعال.
عوض وهو يتجه نحو الباب: ربنا يكرمك يا بيه زي ما
كرمتني .
عبدالعظيم وهو ينظر لسالم بفخر: أه يا ابن …
سالم: إه يا والدي عيب هههه، يال ندخل المكتب نشوف
شغلنا.
سالم: بس هو ده كل اللي حصل.
حازم وهو يمسك سالم من قميصه: أه يا مجرمين تقتلوا
الناس وتظلموهم وتتهموهم في شرفهم علشان تداروا
على جرايمكم.
طارق وهو يمسكه: بس ياحازم سيبه حقك هيجيلك،
سيبه أو عدك.
طارق وهو يكبس الزر: أظن عرفت دلوقتي انت هنا
ليه يا عبدالعظيم بيه.
العسكري: تمام يا فندم.
طارق: خد االتنين دول على الحبس.
فأخذهما العسكري وخرج.
طارق: اتفضل اقعد يا دكتور حازم.
حازم: صدقت دلوقتي إني برئ يا طارق باشا.
طارق في خجل: صدقت ، وحقيقي أنا أسف على كل
اللي عملته معاك.
حازم: أسف ع إيه وال إيه علي إنكم سايبين المجرمين
دول ال وكمان بتعظموهم وال على حببتي اللي ماتت
غدر وال على سجني ودمار مستقبلي. مش هيفيد بحاجة
أسفك ده لألسف.
اميرة: احنا الزم كلنا نعتذرلك يا دكتور ودي فعال أقل
حاجة ممكن نقدمهالك.
حازم: أنا المهم عندي دلوقتي إن الكالب دول ياخدوا
عقابهم اللي يستهلوه
في المحكمة
بعد سماع النيابة والشهود وتقديم األدلة واإل ثباتات ،
وقبل نطق القاضي للحكم .
أميرة: بعد إذن عدالة المحكمة ممكن أقول كلمة
القاضي: وإنتي مين؟
أميرة: أنا الدكتورة أميرة عبد الظاهرة ،دكتور نفسية
متخصصة في الجرائم ،حصلت على الدكتوراه من
أمريكا وبعدها جيت هنا مصر علشان أفيد بلدي بعلمي
،والحقيقية صدمت جدا لما جيت هنا علشان أفيدها
ولقيت إن أهلها مظلومين ومتهانين فيها ، لقيتها بتعظم
الظالم وبتهين المظلوم، لقيتها بتحم ي المجرم وبتسجن
البرئ.
تقدر حضرتك تقولي ياترى هنقدر نديها وهي واخدة منا
روحنا وحريتنا ، واحد زي دكتور حازم ده ياترى
هيقدر يرجع ويشتغل ويفيدها بعد ظلمها ليه كل األيام
ديه ؟
بس الحقيقة لو بصينا كويس هنالقي إن المشكلة مش
فيها المشكلة فينا إحنا .أيوه فينا إحنا .
إحنا اللي سدينا ودا نا وغمضنا عنينا عن الحقيقة ،
سمحنا للمجرم يعيش وسطينا ودفنا البرئ بإيدينا.
ياريت لو نفوق قبل ما الدوامة تاخدنا ونالقي نفسنا
عايشين في غابة إحنا اللي صنعناها وساعتها مش
هنقدر نلحق نفسنا من أنياب أسدها.
واتمنى إن البلد اللي اتولدت فيها وكان نفسي أخدمها
ترجع للدكتور حازم حقه وكرامته وتقدره وتعوضه
علشان يقدر يرجع يبنيها بعلمه زي األول .وشكرا سيادة
القاضي
القاضي: معاكي حق يا دكتورة ،دكتور حازم ألول مرة
في تاريخ القضاء المصري أنا بعتذرلك بالنيابة عن كل
مصري و عن مصر نفسها وأشهد أنك أشرف وأنقى
إنسان أنجبته مصر ،
ومن هنا تعلن المحكمة براءة الدكتور حازم ورد
إعتباره أمام كل الحاضرين، كما حكمت بعقوبة كال من
عبدالعظيم محمد الورداني وسالم عبدالعظيم محمد
الورداني بإحالة أوراقهما لفضيلة المفتي ، رفعت
الجلسة.
وانتهت الجلسة وصفق الجميع لنصرة المظلوم ومعاقبة
الظالم.
كانا يقفان أمام قبرها ،يبدو أنهما جاءا ليخبراها بأنهما
نجح في كشف الحقيقة ومعاقبة المجرمين.
أميرة: صدق هللا العظيم.
حازم: دلوقتي تقدري تنامي مرتاحة يا أميرتى .
أميرة: أنا متأكدة إنها دلوقتي سعيدة وفرحانة ببرأتك
وخروجك ،وهتبقى فرحانة أكتر ومرتاحة لما ترجع
لشغلك وترجع تبني حياتك تاني.
حازم: حتى لو رجعت أبني حياتي ،فحياتي ناقصة
بغيابها….أنا بشكرك جدا يا دكتورة على كل حاجة
عملتيها علشاني.
أميرة: بتشكرني على إيه ، أنا المفروض اشكرك على
ظهورك في حياتي .
حازم وهو يمد يده: دلوقتي أقدر أودعك ، وأتمنالك حياة
ناجحة بإذن هللا.
أميرة وهي تمسك يده: أكيد مش هيكون اللقاء األخير
بينا.
وأعطى كل منهما ظهره لألخر وبدأ االثنان في السير
وفجأة
أميرة وهى تلتفت: دكتور حازم.
حازم ملتفتا إليها: نعم.
أميرة : تتجوزني .
حازم متعجبا: ها…
النهاية…………