البابا تواضروس خلال اجتماع وفدي الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية: الحوار طريق طويل لكنه آمن تحميه المحبة

اجتمع وفدان من الكنيستَيْن القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية اليوم الخميس بالڤاتيكان في إطار زيارة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية للفاتيكان.

جاء ذلك بحضور صاحبي القداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان.

وفي هذا السياق قال البابا تواضروس الثاني: فرحي اليوم كبير بالتواجد بينكم وأصافحكم بقلبي لا بيدي فقط، وأشكركم لإتاحة الفرصة لنا لأن أقوم بهذه الزيارة.

وأضاف البابا تواضروس: المحبة يا أحباء، الأساس الدائم والطريق الرئيسي للكمال، والطريق الوحيد لله، لأن الله محبه، وكل من يعرفه يمشي خطوات المحبة معه وإليه.

استطرد بطريرك الكرازة المرقسية : أنني أرى العالم كدائرة كبيرة مركزها الله، وكل منا يقف عند نقطة على الدائرة، وكلما اقتربنا من الله مركز الدائرة نجد أنفسنا نتقارب تلقائيًّا، ونفهم بعضنا بعضًا بسبب اقترابنا من النور الإلهي، وتزداد محبتنا يومًا بعد يوم بسبب قربنا من الله المحبة.

أضاف البابا تواضروس: ونحن خلال جلسات الحوار بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية نسير في طريق المحبة.

تابع: وفي عصرنا الحديث بدأت زيارات متبادلة بين كنائسنا منذ عام ١٩٦٢، ثم زيارة قداسة البابا شنودة الثالث إلى كرسي روما في مايو ١٩٧٣ في ضيافة قداسة البابا بولس السادس. وخلال هذه الزيارة تسلّم  قداسته جزءًا من رفات القديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور ١٦ قرنًا على نياحته، وهو البابا القبطي من القرن الرابع الميلادي، وقد قال قداسة البابا بولس السادس في كلمته الاحتفالية: “إن القديس أثناسيوس هو أب ومعلم للكنيسة الجامعة.”

أكمل : فى ١٠ مايو ١٩٧٣، وقَّع رئيسا كنيستينا بيانًا مشتركًا فيه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة، مهمتها توجيه دراسات مشتركة في ميادين: التقليد الكنسي، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية، حتى نستطيع أن نعلن معًا رسائل الإنجيل التي تتطابق مع رسالة الرب الأصيلة ومع احتياجات عالم اليوم وآماله.”

أردف : هكذا بدأنا الحوار ومستمرون فيه، فالحوار طريق طويل لكنه آمن، تحميه ضفتان من المحبة، ضفة محبة المسيح لنا وضفة محبتنا لبعضنا، لذلك مهما واجهنا من تحديات فإن المحبة تحمينا، لنكمل مسيرتنا ونستمر من أجل الفهم المتبادل. والصلاة مبدأنا لكي نسند بعضنا البعض.

وأفاد: كما أن القديسين أحد الدعائم الأساسية لكنيستينا، بدأت بالرسل بطرس وبولس ومرقس، والآن نكتب في كتاب سنكسار الكنيسة شهداءً جددًا، حفظوا الإيمان وتمسكوا بالشهادة  ولم يلينوا أمام التعذيب والترهيب ووضعوا لنا مثالًا حيًّا في الشهادة الحقة لله

وهكذا كان الـ ٢١ شهيدًا  في ليبيا، إذ اعترفنا بقداستهم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وصرنا نعيد كل يوم ٨ أمشير، الموافق  ١٥ فبراير، عيدًا لشهداء العصر الحديث الذين استشهدوا خلال السنوات الماضية، ونقدم اليوم جزءًا من متعلقاتهم المغمورة بدمهم ، لكي تُذكَر في سنكسار كل الكنائس في العالم.

واختتم البابا تواضروس بتوجيه الشكر للبابا فرنسيس قائلا : أشكر قداستكم، على دعوتكم لي والوفد المرافق، وعلى كلمات الترحيب الطيبة التي استقبلتنا بها، باسمك وباسمكم جميعًا، وأنا على العهد أذكركم في صلاتي الخاصة يوميًّا كما تعاهدنا منذ زيارتي السابقة هنا، وأصلي أن يعطيكم الله الصحة الكاملة والعمر الطويل والفرح الدائم، وأصلي معكم من أجل كنيسة الله على الأرض أن يثبتها إلى دهر الدهور، لترفع على الدوام التسبيح السماوي، وأن يحرسها بعنايته التي لا تغفل ولا تنام، وأن يباركنا جميعًا إلى الأبد، آمين.