هدى شاويش تكتب الحبّ خير العمل

الحبّ خير العمل
رجلٌ كالوطنْ
يختبي فيه وجهُ المحنْ
قالَ ـ والصّوتُ أرضٌ يسافر فيها الزّمنْ :
استقيلي من الأمس وامتزجي بي
لكي ننتمي لكلينا
ونسحق كل انتماء بنته لنا الأزمنة ْ
وامزجي دمك الحلو في دمي المر
ذوبي بدمّي أذبْ بدمائك حتّى نشكّلنا واحداً
علّ روحي وروحك تلتمسان فتشتعل الأمكنة ْ
*
الظلام يسيل على شرفات القلوب
وهنا الحاضر الآن ينجب هيكل أجدادنا
ويمد مخالبه الأمس يسرقنا من يدَي غدنا ويُجَرّحهُ
فنصير كما يقظة نائمهْ
كغريق رأى أملا سابحا في البحارِ
فمدّ يديهِ الغريقُ إليهِ فإذ هوَ ليس سوى
جثّةٍ عائمهْ
*
عانقيني بِكلّك كي نحرق المسافات
تلك التي مُلئتْ أنفسا مظلمهْ
عانقيني لكي ، أستطيع سماع تغاريد عصفور قلبكِ ،
كي ، تسمعي بمداكِ ، صهيل حصان فؤادي ،
و كي تسمعي صمت روحي
ولنفتحْ شبابيك أحلامنا علّنا
نتنفّس أحلام أُخرى
ونُشمّس غرفة أحلامنا بشمس
تنشّف تلك الرطوبة في ثوب أحلامنا
وتُطهّر ما قد ترسب فيها من الفِكَرِ المجرمةْ
وافتحي بين أحلامنا الحدودْ
علها تتزاوج ، تنجب أحلامَ أُخرى
فتبني سماء الخلودْ
*
لقد يبّستنا شموس الزمانْ
وقد بعثرتنا رياح الزمانْ
فلم نستطع أن نميّز بين النعوش وبين العروشْ
ولم نستطع أن نميّز بين القشور وبين البذورْ
ولم نستطع أن نميز بين السلاح وبين الجراحْ
قد تجعّد عالمنا و اهترأ ْ
والحضارة تكسوه مثل الصدأ ْ
وتدور بنا الأرض تأخذنا إلى زمن آخرٍ
فنسير عليه ونبحث عن نقطة نستريح
ولكننا نصير لها مُتّكأ ْ
كلما ينتهي درب آلامنا وطريق النزيف
نراه ابتدأْ
*
عانقيني بعشقكِ
مدّي شفاهك سجادة من أملْ
لتصلي عليها شفاهي صلاة القُبَلْ
واسكبي بعدها الهمس في أذنيّ
فسمْعي يقول بأن لهمسك طعم العسلْ
واشهقيني ازفريني ازفريني اشهقيني
إنّه الحبّ
خير العملْ .
/
هدى محمد يحيى شاويش / سورية