ناصر خليفة يكتب : الحياد في زمن الفتن خيانة.

برغم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم وغلاء الأسعار بمصر وصراع  التجار الكبار الغير شريف  واحتكار السلع لديهم واختلاف سعر السلعة الواحدة بين تاجر وتاجر آخر بجواره  خلل في ضمير بعض التجار فهل يعقل اختلاف تاجرين في سعر السلعة الواحدة  بجوار بعض غلاء.

وضعف الرقابة برغم تشديد القيادة السياسية على تكثيف الرقابة إلا إنني أرى شعاع نور قادم لحل كل ذلك رغم أنف الحاقدين والمتآمرين والمحتكرين وهم ظاهرين وبقدر الإمكان وإن أمكن نحاول ألا نشجع هؤلاء ولا نقف موقف المحايد والناقد والناقم ونتحمل الأزمات التي يمر بها الوطن وحتما ستنتهي- بإذن الله- ككل الأزمات التي تخطيناها من قبل حديثنا اليوم عن المحايد في حياته الاجتماعية واتجاه الوطن فهو شخص يجيد التلون واللعب على كل الاتجاهات والصمت المتعمد والانتظار والمدح أمام القيادات وفي نفس الوقت النقد داخل الجلسات والبارعين في الرقص على هدم الوطن ولكن الحياد في زمن الفتن يعني قبولها والحياد مع الخصوم يعني تمكينهم من مقدرات البلاد والعباد كل هذه الصور تمس أمن الأوطان واستقرارها وتماسكها ومستقبل الأوطان وحياة الشعوب من حقوق وواجبات
وتهدم الحياة الاجتماعية للأفراد فنجد المحايد يضر بنفسه وأسرته ومجتمعه فمن الصعب أن نجد الإنسان يعيش موقف الحياد وهو يتظاهر بحمل القيم والمبادئ ويظهر كذب دفاعه عن الحق ولكن حينما يجد الجد ويتقابل الحق والباطل تراه نحو الحياد يهرب وعن أداء المسؤولية يتقاعس ويكتفى بالمشاهدة مع علمه ومعرفته بواقع الصراع وحقيقة أطرافه، لكن الأطماع والمصالح الدنيوية قد تغلبت عليه ويظل يخادع نفسه بأكذوبة الحيادية وهو في الحقيقة سلبي بعيد عن تحمل المسئولية  له منافع مادية وشخصية وهو منهج أهل الخبث ينتظرون فيه النهاية ليبدءوا هم بقطف ثمارها. وللأسف النتيجة ضياع شخصيته وشخصية أسرته
أما القضايا الوطنية، ومواقف البلد لا تتحمل الحياد إطلاقا ففي قانون الوطنية الحقة الحياد مرفوض إن لم يكن خيانة خاصة من المؤثرين والمؤثرات سواء على الصعيد الديني أو الإعلامي أو السياسي أو الاجتماعي.
وما حدث ويحدث في العالم العربي من كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية نتيجة لما يسمى بالثورات هو أمرا كارثيا لما يحدث حاليا من مؤامرات واضحة لضرب العالم العربي والتحكم في مقدراته وبالتالي أرى أنه لا مجال للحياد على وجه الإطلاق.
وعندما يكون المستهدف وطنا يصبح المحايدين والصامتين والناقدين والناقمين هم سبب في تعكر صفو السلم والاستقرار المجتمعي والعمل على إثارة الفتنة والبلبلة وتشجيع الأعداء الذين يتربصون ويحيكون المؤامرات ضد الوطن بطرق متعددة متعمدين وقف عملية البناء والتعمير والنيل من مكانة الوطن والشق بين صفوف الشعب الواحد
فلا يوجد عرف أو دين أو فكر يبرر موقف الحياد وعار أن تخون وطنك وتقف على الحياد وتصمت في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن وتراه أول من يتسابق إذا قامت الدولة بدعم مالي وأخص تمويني أو مكافآت مالية تراه مهرولا يسعى للكسب منها وفي نفس الوقت ينتقدها وينقلب هنا من المحايد للناقد الهدام دون وعى معرفي
ويجب أن يعي المحايد بأن الدولة لا تقاد بهوى ولا بمزاج شخصي وينبغي عليه أن يعرف أن الدولة لديها أجهزتها الأمنية والسياسية والاستخباراتية ومؤسساتها وخبراؤها ولا تقوم بعمل إلا بعد دراسته بصورة مفصلة مع العلم بأن المحايد والصامت لا يعلم أي شيء من دقائق وبواطن الأمور التي تحاك للدولة ولا يعلم مدى تورط الدول المعادية و “الجماعات” المعادية وما تدبره من مؤامرات أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
فمهما كانت الدوافع والمبررات فالحياد والصمت تجاه من يستهدفون الوطن ومقدراته جريمة مكتملة الأركان وإن أشد أنواع الحياد هدما هو ذلك الذي يبدأ فيه المحايدون بممارسة التضليل على الناس وتغيير الحقائق ويختبئ وراء وهم اسمه الحياد وفي الحقيقة هو من يشعل فتيل النزاع ويسعى إلى تأجيج الصراع
وأتعجب من بعض الذين رقصوا سابقا على هدم الوطن أمام الجميع وما زالوا وهم يعرفون كثيرا من الحقائق ويبخلون على متابعيهم وتوعيتهم ووثقوا في فكرهم وعلمهم وآرائهم ولم ينحازوا للوطن في أزماته ويوضحون مواقفهم بوضوح لتوعية وطمأنة الناس ولكن اكتفوا بالصمت وبعدوا عن النصح والنقد المستنير هؤلاء سيحاسبهم الله ويحاسبهم التاريخ والأجيال القادمة
ومن هنا يجب علينا أن نتكاتف حول القيادة السياسية ونعرض الرأي البناء والحوار الوطني الذي بدأت فاعلياته فرصة كبيرة للتعبير عن شرائح المجتمع وعرض أفكار تساعد القيادة بعد دراستها بقدر الإمكان ومهما اختلفنا في أفكارنا أو مبادئنا بعيدا عن كل الحسابات الشخصية فلا حياد ولا صمت تجاه من يستهدفون الوطن
وهناك دور كبير على المواطن لمؤازرة الدولة فيما تواجهه من أزمات ونتحمل وأن يقف خلف القيادة وهذا لا يلغي رأي المواطن في أي أمر محدد ليحتاج منا جميعا بذل كل الجهد والعمل وحفاظا على أمنه واستقراره، والعمل على تنميته والنهوض به ولا ننسي جميعا الاستقرار الأمني والسياسي الذي نتمتع به الآن و- بإذن الله- انفراجة اقتصادية…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى