العارف بالله طلعت يكتب:الإعلام الوطني ودوره التنويرى

العارف بالله طلعت يكتب:الإعلام الوطني ودوره التنويرى

89 عاما مرت على انطلاق الإذاعة المصرية العريقة حين انطلقت معها جملة (هنا القاهرة) يوم 31 مايو عام 1934 عبر موجات الإذاعة لتعطي أولى إشارات بث الإذاعة الرسمية المصرية

وتعلن بدء رحلة عظيمة من العمل الإعلامي المهني المتميز ويوما بعد يوم تتنوع وتتعدد شبكاتها ويتطور محتواها بتعاظم دورها ويزداد تأثيرها من خلال أجيال عملاقة ورواد العمل الإذاعي الذين صنعوا إعلاما هادفا قدم رسالة إعلامية جادة
واتقدم بالتهنئة لجميع الإعلاميين بمناسبة عيدهم التاسع والثمانين متمنيا لهم مزيدا من النجاح والتقدم ومواصلة دورهم الوطني

والاذاعة شكلت وجدان وفكر المواطن وغرست قيم وأخلاقيات وسلوكيات المجتمع المصري، وامتد تأثيرها لكل البلاد العربية من خلال شبكاتها المتعددة. ولاتزال الإذاعة تحتفظ بمكانتها وتأثيرها ولها جمهوره الكبير من مختلف شرائح المجتمع لما تقدمه من إعلام وطني هادف حقيقي.

وملتزمون بمبادئ ومواثيق الشرف الإعلامي خيارهم التميز هدفهم تثقيف وتوعية المواطن وكان لهم دورا بالغا الأهمية جعل منهم ظهير قوي للدولة المصرية الوطنية وجعل من ماسبيرو قلعة الإعلام في مصر والعالم العربي.

وأبناء الإعلام الوطني لا يزالون على الدرب ماضين ولهم منا التقدير والدعم لمواصلة دورهم الوطني بتقديم المساندة الإعلامية لجمهوريتنا الجديدة التى تشهد تنمية شاملة حقيقة بكافة المجالات وانحيازهم دائما للوطن والمواطن بتقديم رسالة إعلامية توعوية بحرية مسؤولة تحافظ على قيم ومبادئ المجتمع وثوابت الدولة الوطنية وتحافظ على أمنها القومي .

وعلى مدار التاريخ يعمل أبناء الإعلام الوطني بإخلاص وتفاني وندعوهم لمزيد من كل جهد مخلص والتدريب المتواصل والتكاتف لتعظيم دور الإعلام الوطني لملاحقة التطورات الهائلة في عالم الإعلام ومواكبة ما تشهده مصرنا الحبيبة من نهضة حديثة حقيقة تلبي طموحات وتطلعات شعبها العظيم.

فقد شكلت الإذاعة وجدان وتثقيف جموع المصرين بل الوطن العربى أيضا بكل التكنولوجيا والتقدم فى هذا المجال. إلا أنها ستبقى الإذاعة أحد أهم ركائز الوعى والتثقيف والترويح لأنها تتمسك بالشرف الإعلامي والأخلاقى للمهنة لا تعبث بالعقول ولا تطمس هويتهم، فتحية واجبة لكل القائمين على هذا الصرح الكبير .

والإذاعة المصرية لها طابع وتأثير خاص على المصريين ولها دور كبير في نقل الأحداث والتاريخ المصري للمواطنين كما أنها تساعدهم على تحليهم بالسلوكيات الرفيعة من خلال البرامج الدينية وإذاعة القرآن الكريم.
وتحتوي الإذاعة على تنوع كبير، مما يفيد تنوع طبقات المجتمع المصري وللإذاعة الدور الأكبر في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للمصريين .

ولم يقتصر دور الإعلام المصري على عملية الوعي ونشر الثقافة والفكر بل ساهم بشكل كبير في إبراز خطط التنمية التي تقوم بها الدولة المصرية في كل ربوع مصر وصولا للجمهورية الجديدة. والإعلام دائما سندا وظهيرا للدولة في أشد التحديات ودافع عنها

وتستمر الإذاعة المصرية والتليفزيون المصري في تقديم رسالة إعلامية هادفة شكلت فكر وثقافة ووجدان الأمة بإبداعات مؤثرة بمهنية ومصداقية.ولا يزال الإعلام الوطني يواصل دوره التنويري التوعوي لإعلام الرأي العام بكافة التحديات التي تواجه الدولة المصرية بجهود أبناء الإعلام المصري المخلصين . بمختلف تنوعاته ودورهم الرائد في توعية المجتمع بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية في مختلف المجالات لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء للشعب المصري.

والإعلام له دور كبير وخاصة على مستوى نشر ثقافة التفاؤل بين الناس في ضوء ما يتم من جهود تنموية بمختلف محافظات الجمهورية من أجل الحياة الكريمة وكذلك شرح ما يحدث من إنجازات حقيقة على أرض مصر.ويمتلك من المقومات التي تمكنه من تحقيق أهدافه ومواصلة دوره الوطني في دعم كافة جهود مؤسسات الدولة المصرية بإقامة مشروعات قومية عملاقة تحقق طموحات وتطلعات الجمهورية الجديدة .

سيظل الإعلام المصري الذاخر بخبرات إعلامية كبيرة وبمقومات هائلة قادراً على تحقيق أهدافه ومواصلة دوره الوطني في دعم كافه جهود مؤسسات الدولة المصرية
وتسليط الضوء على الإنجازات والإصلاحات التي ساهمت وبحق في تغيير وجه مصر نحو جمهورية مدنية ديمقراطية حديثة في ظل القيادة الوطنية المخلصة للرئيس عبد الفتاح السيسي.

ولعبت الإذاعة المصرية منذ نشأتها دورا كبيرا في المحيط العربي والعالمي وكانت مواكبة لجميع الأحداث التي شهدها العالم بصفة عامة ومصر على وجه الخصوص.
وظهرت الإذاعة الأهلية عام 1926‏ ‏‏وتميزت بتركز معظمها في مدينتي القاهرة والإسكندرية‏.

وكانت الإذاعة الأهلية تتميز بتقديم المحتوى باللغة العربية فقط في كل برامجها بينما كانت تذيع بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية للأجانب فى مصر .واصحاب هذه المحطات كانوا من التجار الذين يرغبون في ترويج سلعهم بصفة عامة‏ وتجار أجهزة الراديو بصفة خاصة‏ الذين أقاموا المحطات الإذاعية للترويج لتجارتهم وتحقيق الربح من وراء إذاعة الإعلانات التجارية‏.
وكان هناك عدد من المحطات الأهلية الشهيرة حينها في مصر مثل محطة راديو فؤاد التي أنشأها عزيز بولس‏‏ ومحطة راديو فاروق التي أنشأها إلياس شقال‏.

وتراوح إرسال معظم هذه المحطات الأهلية ما بين ‏2‏ – 4‏ ساعات يوميا‏‏ سواء على فترة ارسال واحدة أو على فترتين‏‏ وكان الجزء الأكبر من المضمون الإذاعي الذي تقدمه معظم هذه المحطات ترفيهيا‏ مما دفع الجمهور إلى الشكوى من بعض المضامين الإذاعية‏‏ وكانت المهاترات بين المحطات الأهلية من أهم أسباب إغلاقها‏‏ وتوقفت عن الإرسال في‏ 29‏ مايو ‏1934‏ لتترك مكانها للمحطة الحكومية التي بدأت إرسالها في ‏31‏ مايو‏ 1934.‏

ويعتبر أحمد سالم أول مذيع في الإذاعة المصرية وكان من أوائل الإذاعيين المصريين وهو أحد سبعة تولوا مسؤولية الإذاعة الوليدة ووضعوا أسس العمل بها وهم : محمد سعيد لطفى باشا ومحمد فتحى على خليل واحمد كمال سرور ومدحت عاصم وعفاف الرشيدي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى