ناصر خليفة يكتب : الخلايا الناعمة

 

الخلايا الناعمة والنائمة والكامنة سرطان في جسد العالم بأكمله وظاهرة عالمية تجاوزت الحدود والثقافات والأديان

خلايا تسعى دائما لبث الفوضى في البلاد وافتعال الأزمات خطر يهدد أي مجتمع لأنها تقوض النظام الاجتماعي. وإزدات بعد ما يسمى بالربيع العربي التي ولدت التطرف والتكفير والإرهاب وتحركها قوى عالمية ولا يهنأ لها بال حتى تشاهد الدمار والخراب قد حل في مجتمعاتنا العربية

وفي الفترة الأخيرة وتحديدا فى مصر نجحت أجهزة الدولة العسكرية والاستخباراتية والأمنية في توجيه ضربات كبيرة وهزائم متتالية في قلب التنظيمات الإرهابية إصابتها بسكتات دماغية وشلل تمام في تحركاتها وإجهاض مؤامرتها مبكرا ليأتي التقرير الرابع عشر للأمين العام للأمم المتحدة المقدم لمجلس الأمن الدولي لفت إلى أنه منذ عام 2019، لم ينسب أي هجوم إرهابي إلى تنظيم “داعش” أو تنظيم “القاعدة” في مصر. وفي 2023 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن القضاء على الإرهاب واحتفالية مرتقبة بسيناء ولما لا فمصر نجحت في القضاء عليه في الوقت الذي لم تنجح فيه دول العالم الكبرى في القضاء عليه منذ إعلانهم لمكافحة الإرهاب وتأييد العالم لهم بل نشطت الجماعات الإرهابية في العالم والشرق الأوسط وأفريقيا وأصبحت ظاهرة تنتشر عبر الحدود وفتحت بعضها المجال أمام تدخل هذه الدول في أراضيها بحجة مكافحة الإرهاب من ناحية ومن ناحية أخرى سارعت تلك الحكومات إلى تأييد هذه الدول ضد الإرهاب لإبعاد شبهة التواطؤ عن نفسها وللأسف أصبحت مرتعا للعناصر الإرهابية وما زالت تعاني للآن

أما في مصر فبحمد الله- نجحت بنسبة كبيرة في القضاء على الإرهاب وتفكيك أغلب التنظيمات الإرهابية وهزيمتهم.

كل ذلك دفع المتعاطفين معهم أو منتسبين مخفيين في محاولة منهم للقيام برد الفعل غير العنيف ويسعون حاليا في إيجاد طريقة تساعدهم في التحرك السريع وسط المجتمع عن طريق خلاياهم السرية على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني بعد تضيق الخناق الأمني عليهم ويبتكرون معركة غير أخلاقية تماما عن طريق الخلايا الناعمة التابعة لهم أو مرتزقة مأجورين لهذه المهمة مقابل الأموال الكثيرة جدا وهي كتائب إليكترونية تعمل ليل نهار

هذه الخلايا تتخذ أقنعة كثيرة ومتعددة وتسكن منصات التواصل الاجتماعي فقط مهمتها التشكيك في الأنظمة السياسية وكراهيتها في الدولة والطعن ونشر التعليقات المسيئة للدولة

ومحاولة تجنيد الشباب والنساء وعمليات غسل دماغ لتلك النساء من خلال غرف المحادثات عبر الإنترنت والاستعانة بالنساء في العمل الحركي الإلكتروني من باب تغيير التكتيك

ثم يستخدمون النساء لتجنيد الشباب وبارعين في استغلال تعاطف الآخرين من مستخدمي الإنترنت مع قضاياهم ويجتذبون إليهم صغار السن بعبارات حماسية مثيرة خاصة من خلال غرف الدردشة الإلكترونية مهمتهم التلقين الإلكتروني و “المنهج الإقناعي ونشر الإحباط المعنوي تجاه أي شعاع أمل قادم والسخرية من المواطنين المؤيدين للدولة ونشر الأفكار الهدامة والترويج لها وتأييدها والدفاع كذبا عن شخصيات تدعي الوطنية وهي في الأصل تابعة لهم وتطالب دائما بإسقاط النظام والتظاهر كل ذلك من خلال أحدث التقنيات التكنولوجية لخلق الإرهاب المعلوماتي

يقف ورائهم ويساعدهم دول وجهات كبيرة ماليا وخاصة بعد توسع الصراع بين دول وتحالفات إقليمية شعارهم من لا ينتصر على الأرض ربما يخترع انتصارات وهمية له عبر الإعلام والعالم الافتراضي وللأسف أصبحت التقنيات الحديثة تشكل أنظمة وتشكيلات وخلايا سرية توهمهم بأنهم في حصون وخنادق آمنة يصعب التعرف عليهم يعملون وفق استراتيجية الافتراءات تنتصر على الحقيقة مهنتهم يتنافسون بها مع القراصنة والمنصات والمدونات الموجهة منهم.

وإذا كانت التنظيمات الإرهابية تعيش فسادا في العالم الافتراضي وتسمم عقول البشر، فإن الخلايا الناعمة تمارس فعلا لا يقل جرم وقبح عن تلك فهي تزرع الفتنة في المجتمعات وتغذي الانقسامات وتهول من الحوادث البسيطة والعابرة، وتصنع منها جبال من الأكاذيب وهو يعي أن المعركة غير أخلاقية فالخصم الذي يمتهن تحريف الوقائع ويبرع في بث الكراهية، هو خصم غير نزيه وأما النوع الثاني من الخلايا وهو المعروف اجتماعيا بالخلايا النائمة

ورائي الشخصي أنها خلايا مستيقظة تعرف ماذا تريد بهدف وخطط منظمة ومتأهبة تنتظر الضوء الأخضر لتنفيذ جرائمها ومع انتشار الإرهاب أتاح للخلايا النائمة الفرصة للتحرك في الخفاء لتنفيذ مخططاتها عن طريق أفكار تتعلق أحيانا بالدين أو

المذهب أو السلطة، وتعتبر السرية أمرا ضروريا ليستطيع البقاء في المكان أكبر فترة ممكنة لتنفيذ التكليفات المكلف بها. وتكون في حال قصوى من التنبه واليقظة لاستشعار ما يجري حولها في البيئة القريبة والمحيط المتباعد، والتقاط التفاصيل، واستيعاب المشاهد، حتى لو لم تكن تعنيها مباشرة؛ لكنها تتداخل بشكل أو آخر مع مفردات حياتها وحاجاتها إلى الطعام والشراب والتحرك والعمل رصد أشخاص أو علاقات أو أحداث أو أحاديث متداول، أو صحيحة لكنها مؤذية، وافتعال أزمات اجتماعية واقتصادية أو تضخيمها، والتقاط ردود أفعال عما يجري، أو يثار بشكل طبيعي، أو عن طريقها؛ إضافة إلى محاولة تجميل صورتها، والظهور بمظهر المحسن المبادر إلى العون وتقديم الخدمات، وإبداء الحماسة في ذلك؛ لكسب ثقة المجتمع الذي يعيش أفرادها فيه وأحيانا يدعى الوطنية والخوف على البلاد والعباد ويوهم الكثير بذلك لدرجة تجد الكثير يصدقه وأحيانا تكون تحت غطاء بداخل مؤسسات متنوعة والأنشطة المشهورة رياضيا وفنيا وسياسيا واجتماعيا وداخل جروبات التواصل والصفحات المؤثرة بكافة الأنشطة

ولكن أصعب الخلايا خارج التنظيمات هي الخلايا الكامنة مؤقتا وهي الأفكار الراسخة في بعض العقول للمواطنين العاديين والتي تحتاج إلى وعي معرفي وتصحيح وتتخذ نفس مسلك الخلايا الناعمة والنائمة من حيث الكمون المؤقت وهنا لا بد من أن نتكاتف جميعا مع مؤسسات الدولة ولا نسمح لهؤلاء باختراقنا أو التأثير علينا وكل منا سيحاسب أمام الله في التهاون مع هؤلاء أو التعاطف معهم ونتذكرمعنى الاستقرار الأمني والسياسي والمجتمعي والشعور بنعمة الأمن والأمان وعلي شبابنا توخى الحذر من التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي حفظ الله مصر قيادة وشعبا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى