للشامِ أفراحٌ مَحكيّة شعر د/ على احمد جديد
للشامِ
أفراحٌ مَحكيّة ..
د.علي أحمد جديد
ياشام ..
يُصَوِّحُ حزنيَ المزروعُ في عينيكِ
مرتدّاً على وَجهي
أُحاورُ فيه عينيكِ ..
أقولُ لها :
أنا حزنٌ ..
وأيضاً أنتِ ..
كالأحزانِ مَنسِيّة .
يُحاورُني وَميضُ الخنجرِ المَسمومْ ..
أُسْبِلُ فوقَ دَمعِ العَينِ أَهدابي ..
أُلحِفُ قهريَ المخنوقَ ..
بينَ العينِ و الدمعِ .
ياشامْ ..
دَمي – أهٍ – تَصَلَّبَ في شَراييني
وسِكّيني ..
يَدُ الجلّادِ تَحمِلُها ..
تُلَوِّحُ لي ..
وتَرسمُ لي ..
على مَدِّ الرُؤى أقواساً من النيرانِ ..
جَحيمية ..
أنا حزنٌ ..
وأيضاً أنت ..
ِ كالأحزانِ مَنسيّة .
ياشامْ ..
تَلوبُ عيونُنا الظَمأى ..
عَن الماءِ الذي جُفَّتْ مَنابِعُهُ
تُطارِدُنا ..
جُيوشُ الرُعبِ بَينَ المَدِّ و الجَزْرِ
وما مِن نورَسٍ يَغدو ..
إلى الشطآنِ يوقِظُها ..
يُهَدهدُها ..
بِرِقَّةِ جانِحٍ أَخضَرْ ..
ويُوقِظُ قَلبَها الغافي
على الأَحلامِ و الحُبِّ ..
يَعودُ إلينا بالتُفاحِ والسُكّر
ويُطعمُنا ..
ويَسترُ عُريَنا المَسكونَ بالخَوفِ ..
وبالخَجلِ ..
أَمِ الأيامُ تَنسانا ؟!!..
نُجَدِّفُ في بِحارِ الصَمتِ ..
مَنسيّاً و مَنسيّة ..
أنا حزنٌ ..
وأَيضاً أنتِ ..
كالأحزانِ مَنسيّة .
ياشامْ ..
تَعالَيْ نَصلِبُ السِكينَ ..
بينَ الجرحِ و الجرحِ
نُسَلِّمُ للملايينِ التي تَأتي ..
مشاعِلَ حزنِنا المَمهورِ ..
فوقَ الجرحِ بالملحِ ..
وبالقَهرِ .
أعودُ إليكِ إنساناً ..
تَحَمَّلَ خيبةَ الأَحلامِ ..
والغَدرِ ..
أعودُ إليكِ بالحبِّ الذي سَرقوه مَقتولاً ..
وبالحقدِ الذي يَنمو قَناديلاً ..
يُزْكّي رَقصةَ النيرانِ في قَلبٍ
تَوَهَّجَ ضوؤُهُ الوَرديُّ أحلاماً ..
سَماويّة ..
فهذا الصَوتُ أعرفُهُ
بُكاءُ وَليدكِ المَبحوحِ ..
بَعدَ مَخاضكِ الدامي
وحَبْلُ السرَّةِ المقطوعِ يُخبِرُني
أنا فَرَحٌ …
فَرشتُ الحزنَ قدّامي ..
عَلى سَيفِ جِلجامِشْ ..
كَتبتُ إليكِ ..
مِن قَلبي ..
مِن نَبضي ..
أنا فَرَحٌ ..
وأيضاً أنتِ ..
كالأفراحِ مَحكيّة .