ناصر خليفة يكتب: نشر الإحباط وفقدان الأمل

اليأس والإحباط داء خطير فتاك حذرت منه الأديان السماوية ولا تعترف به  فكل الأديان تدعو للتفاؤل وعدم التشاؤم وترك اليأس والإحباط فهو يهدم أكثر مما يبني وتدعو بضرورة المضي على نهج  الأنبياء والمرسلين والعظام من البشر فلو أن كل الناجحين استسلموا لما كان هناك دين أو فكرة جميلة أو اختراع صالح للبشرية.

ولكن مع عالمنا الجديد أصبح زرع  اليأس والإحباط حرب نفسية تستهدف الأفراد ودول كثيرة ومساحات شاسعة غير محددة بزمان أو مكان فهي تشمل الجسد القومي بأكمله هدفها الأساسي التأثير في الآراء ووجهات النظر وتدمير الفرد وتفكيك المجتمعات

ومع تسارع وتيرة الحركة والأحداث أصبحت أسرع من زمن دوران الأرض حول محورها وتعدد الغلافات المعلوماتية واختلاف أهدافها وانتقلت ساحة المعركة إلى الوسائل الافتراضية لتنفيذ عمليات لمحاولة الشعور بالإحباط واليأس والارتباك العقلي والقلق لتستهدف الدول ومجتمعاتها.

وواجه المجتمع المصري وتحديدا ﺑﻌﺪ ﺛﻮرة30ﻳﻮﻧﻴﻮ2013 ﺣﺮﺑﺎ ﻧﻔﺴﻴﺔ واﺳﻌﺔ المدى وخطيرة أسلحتها قاذفات إلكترونية تطلق في توقيت واحد وبشكل مستمر واستخدام أساليب الخصم باستثارة النخوة الدينية ونشر الفوضى و النكتة، التشكيك، والإلهاء ونشر الإحباط واليأس أساليب تؤدى إلى الكثير من المشكلات التي تنخر الدول وتحولها إلى دول ضعيفة بل قد تؤدي في بعض الأحيان إلى التقسيم وﺗﻀﺨﻴﻢ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺘﻲ يمكن أن ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻟﻴﺴﺖ مصر فقط

وهناك العديد من الدول والجماعات الإرهابية تحرض ضد الدولة المصرية وتستغل الشباب في بث شعور الإحباط واليأس باستغلال منصات التواصل الاجتماعي ومحاولة قتل الطموح لديهم وإقناعهم في غياب المستقبل وصعوبة العيش والأزمة الاقتصادية الطاحنة في العالم وقلة الضمانات كالوظائف حتى يدخل الشاب في حالة من القلق مما يسهل استغلاله في الأعمال والجرائم الإرهابية مستغلا الشخص المحبط ويرى أن العقل المحبط يرى العيب في كل ما يحيط به وينقل كل مشكلاته

أو عن طريق استخدام فن الإلهاء أحد أهم أدوات  واستراتيجيات الحرب النفسية ومعناه هو تشتيت الانتباه يعني تحويل انتباه الشخص من حدث أو موضوع رئيسي إلى آخرفرعى بغرض صرف انتباهه عن الحقيقة محاولة للحفاظ على الحالة السلبية المنسوجة ويجعله فريسة للقلق حتى يصبح مهيأ لقبول واستقبال أي شيء مغاير للحقيقة تحت وطأة اليأس والإحباط فالإنسان أحيانا يكذب الصدق إذا ما خالف هواه ويصدق الكذب إذا ما صادف هواه

أما عن أحدث الوسائل المستخدمة في إرهاب المواطنين ومحاولة إحباط الشعب المصري لنشر سياسية اليأس بين فئاته فأصبحت اللجان الإلكترونية لهذه الجماعات هي من تقوم وتسارع بالدخول على الصفحات المؤيدة للدولة التي تبث الأمل والنجاح أو قائد مبادرة ناجحة اجتماعيا لاقت قبولا من المجتمع أو عناصر وطنية مشهورة وناجحة في أي مجال فيبدأ هو بالدخول عليها ومعه مجموعة كبير من تابعي اللجان لديهم وهدفه التنكيل واللعان لمسئول الصفحة والتطاول عليه على العام عن طريق تعليقات فقط والتشكيك في نجاح العمل وحجمه بهدف تخويف المسئول عن الصفحة والامتناع عن نشر هذه النجاحات ومحاولة منع مسئول هذه الصفحات من الكتابة خوفا من التعرض للعنات والشتائم والإهانة ويحاول بكل الطريق اللاخلقية أن يثير بداخلة الخوف من خلال محاولة محاصرته في المجتمع الافتراضي ومحاولة إصابته بالضيق والياس فهم أصحاب ألسنة لاذعة سعادتهم في إيذاء الآخرين ورميهم بأفظع الألفاظ

طبعهم الغالب الإدانة واتهام الآخرين والتسلي بالفضائح دون تقدير للنتائج والإنكار لأي مشروعات ناجحة والتقليل من الإنجازات وإياهم المواطنين بأنها مشروعات خاسرة للتقليل من الإنجاز لقتل روح التفاؤل وإهانة رموز الدولة والسخرية منها وذلك لقتل القدوة والإلهام في ضمير الشباب.

فهم أصحاب دوامات التشكيك بالغش والانتقاد والحقد والكذب ويخلطون الخطيئة بالفضيلة والحق الباطل.

من هنا كان تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي متكررا ومؤكدا إن قوى الشر تهدف إلى التشكيك في كل موضوع يستهدف المصلحة الوطنية وان فكرة الإساءة والتشكيك من قوى الشر ليس هدفها مصلحة الوطن بل هو إسقاط وطن ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في البلاد وطالب مرارا برفع مستوى الوعي العام لمواجهة الهجمة الشرسة والدخيلة على المجتمع  المصري ومواجهة الحملات الممنهجة للنيل من استقراره وهي نصائح مهمة جدا لأن من وجهة نظري الشخصية  غياب الوعي هو أول سلاح في هزيمة أي شعب من الشعوب

فالدولة تبذل جهودا كبيرة في مواجهة مخططات الهدم والإسقاط وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل وعلينا أن ندرك خطورة هذا الأمر ونتكاتف جميعا في محاربة أي خطر يهدف لزعزعة الأمن القومي للبلاد وعدم ترك أي فراغات من خلال منصات إعلامية مشبوهة ونحاول أن نوظف شبكات التواصل الاجتماعي لمواجه كل ذلك وتعزيز الرقابة عليها لمنع انتشار ثقافة التطرف بين الشباب وتحصين الوطن والمواطنين ضد هذه الحملات، وتعزيز روح الوطنية بما في ذلك غرس مفهوم الانتماء وحب الوطن في الأجيال، وضرورة التعاون بين أفراد المجتمع الواحد لحماية الوطن من كل ما يهدد أمنه واستقراره حفظ الله مصر قيادة وشعبا.

وختاما  التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله، فمن عرف باب الأمل لا يعرف كلمة المستحيل، ومن عرف حقيقة ربه لم يتوقع إلا الجميل.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى