“الثقافة المغربية” و”بيت مال القدس الشريف” تؤكدان دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس

نظمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية بالتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف، ندوة تحت عنوان “دور الإعلام في دعم الهُوية الحضارية للقدس”، شارك فيها مسؤولون وخبراء في الصحافة والإعلام، وذلك على هامش أعمال الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام العرب في العاصمة المغربية الرباط.

يأتي تنظيم هذه الندوة، في سياق التقدير العربي للدور الذي يضطلع به العاهل المغربي الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة وحماية مقدساتها العربية والإسلامية ودعم صمود أهلها المرابطين.

واتفق المشاركون في الندوة، التي تناولت أعمالها، قضية القدس في الإعلام العربي والدولي: المضامين والتوجهات، ونحو معالجة إعلامية ناجعة لقضية القدس في العالم العربي على أهمية بلورة وثيقة عربية مرجعية للتحكم في الرسائل والمصطلحات العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية، يمكن اعتمادها، بالتعاون بين الهيئات ذات الصلة في مجلس الجامعة العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي، وتتبناها الاتحادات المختصة، والمنظمات ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام في الدول الأعضاء.

ونبه المشاركون في الندوة إلى الخطورة التي تكتسيها حملات التضليل والتغرير التي تنهجها الآلة الإعلامية المتمرسة للترويج للرواية الإسرائيلية، ومحاربة الحق الفلسطيني في حماية مقدساته الدينية والحضارية، وصيانتها والحفاظ عليها، وهي الرواية التي باتت أكثر انتشارا في الأوساط الغربية، على الرغم من الجهود التي تبذلها بعض وسائل الإعلام العربية لدحض مزاعمها.

وشدد المشاركون على أن دفاع الإعلام العربي عن القدس، باعتبارها إرثا مُشتركا للإنسانية، يتعين أن يقوم على خطاب يفهمه المتتبع الغربي ومؤسساته، ينتقل من مربع الدفاع المجرد، رغم التضحيات الجِسام التي يتكبدها الجسد الفلسطيني، إلى المبادرة المِقدامة التي تقوم على الترويج لقصص صمود هذا الشعب الأعزل أمام آلة الدعاية، التي لم تنل من الوجود العربي والإسلامي على هذه الأرض المباركة.

ورأى المشاركون أنه لا بُد من مُراجعة مضامين وتوجهات المعالجة الإعلامية لقضية القدس ضمن القضية الفلسطينية، لأنها تحمل عناصر قوتها في خصوصية المدينة المقدسة وتعدديتها، ومركزها الديني والحضاري، وإقبال أهلها الفلسطينيين على الحياة، من خلال نبوغ أبنائهم، وتفوقهم، وتشبثهم بالأمل في مستقبل أفضل، رغم الصعوبات.

وأكد أهمية العناية بمنصات التواصل الاجتماعي لدعم مقومات الترافع الإعلامي عن القدس، باعتبارها مهدا للتعايش الديني والحضاري، وتحصين المُدركات الجماعية الإنسانية، التي تعزز التفاف المجتمع الدولي حول الحق الفلسطيني، من دون التنازل عما يؤمن به إعلامنا العربي من ثوابت لا تراجع عنها.

وقرر المشاركون أنه من الضروري تدخل حاسم من قِبل السلطات الإعلامية في الوطن العربي لتجويد المحتوى الإعلامي المُوجه للخارج حول القضايا العربية ذات الأولوية، وفي طليعتها القضية الفلسطينية وقضية القدس، وجعله أكثر قابلية للترويج على منصات شركات الإعلام الدولية نظير “جوجل” و”فيسبوك” و”أمازون” و”نتفليكس”، التي يجد فيها الخطاب المُضاد رواجا كبيرا، يجعله أكثر انتشارا من غيره.

وأشار المشاركون إلى أن فكرة إحداث منصة عربية مُوحدة للإعلام تبدو مُناسبة لتُشكل قوة اقتراحيه، ومصدرا جادا للمؤشرات والأرقام والدراسات الخاصة بحضور الإعلام العربي ومدى انتشاره وأثره على المتلقي الغربي خصوصا في المعالجات الإعلامية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وبقضية القدس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى