هنا محمد تكتب ويمر قطار العمر

 

 

🌼🌼(يمر قطار العمر)🌼🌼

بقلم/ هنا محمد

سريعاً..يأخذ معه مشاعرنا وأحلام صبانا وشبابنا وحياتنا كي تكون وقوداً يسيره..وفي كل محطة يمر عليها، نفقد على رصيفها جزءاً من أنفسنا لا يمكننا أبدا أن نستعيده فيما بعد! ولا يمكن أن نلتقي به مرة أخرى إلا كطيف من الماضي يمُر أمام أعيننا كحزمة من الضوء.. نراها ولا نستطيع أن نلمسها..وفي كل مرة، يقف الواحد منا وقفة طويلة مع نفسه يتساءل في حيرة: “من أنا؟ وإلى أين أنا ذاهب؟ وماذا حققت وأنجزت؟ وهل يمكنني إدراك ما فاتني؟ وكيف سأعيش ما تبقّى لي من عمر؟”…

والقطار ينطلق ويمضي في طريقه فتمزقنا الحياة بأعبائها وشجونها ومشاغلها ودوائرها التي تسير في شكل حلزوني لا نهاية له…دون أن تعطينا فرصة نلتقط فيها الأنفاس ونجيب عن تلك الأسئلة…ويمر بنا الزمن متعجلاً مهرولاً دون أن نشعر به..حتى أنه يسرقنا من أنفسنا ويسرق أنفسنا منا..ويتغير الحال..وتتبدل الأشياء…حتى إذا أفقنا برهة من سكرة الحياة ونظرنا إلى المرآة، رأينا الشعر الأبيض وقد بدأ يغزو رؤوسنا ليمحو السواد شيئا فشيئاً ونحن مستسلمون لغزو الطبيعة هذا الذي لا مجال لمقاومته..

وبعد ذلك، ننسى المرآة وندخل مرة أخرى في مفرمة الحياة لتقطّعنا إلى أشلاء وتمتص دماءنا وتستنزف أرواحنا..ونستمر..ونستمر..فنمر بمطبات الحياة صعوداً وهبوطاً..فيدب الوهن في نفوسنا قبل أجسادنا..حتى يصل بنا القطار إلى خريف العمر..

ثم يأتي الموت بغتة..وكأننا لم نكن…وكأننا كنا طيفاً مرّ على الدنيا واختفى..فلا ذكر له ولا أثر..اللهم أحسِن خاتمتنا وعوضنا خيراً مما مضى في دنيانا ومسكنناً في جنات النعيم عندك💞

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى