عطش شعر د.علي أحمد جديد

عطش ..
د.علي أحمد جديد
الأرضُ عطشى ..
وآلافُ الرجالْ ..
يُكابدونَ ..
ويعبرونَ ..
مُنهمكين بِلا ظِلالْ .
يعرقونَ في جحيمِ الصيفِ ..
يحترقونْ ..
وتحتَ سياطِ البَردِ ..
يُذبَحونْ !!.
هُم يحرثونْ ..
ويزرعونْ ..
ويحصدونْ ..
والقِلَّةُ ينهبون في الغِلالْ .
آلافُ الرجالِ تُلهِبُ
السياطُ في ظهورِهم ..
تأكلُ من لحومِهم ..
تَجلِدُ صمتَهُم ..
وقَهرَهُم ..
والقِلَّةُ تحتَ الظِلالْ .
تتآكلُ الرجولةُ في الرجالِ ..
كغِراسٍ ظمأى ..
على قِمَمِ التِلالْ ..
كخِرفانٍ تعرفُ أنها للذَبحِ ..
في لمعِ النِصالْ .
يزرعونَ ..
ويعبرون ..
ويحصِدونْ
والقِلَّةُ من الخنَّثِ الخصيان ..
على الريشِ ينامونْ ..
وبالحريرِ يرفِلونْ ..
مُتسلقينَ على الظُهورِ ..
والأكتافْ ..
وكطُحلُبٍ على الجِباهْ .
يُرابضونْ ..
كجذوعِ نَخلٍ في الدورِ ..
والقُصور ..
وللرجالِ ديدانُ القهرِ ..
والجرذانْ ..
وقيعانُ السجونِ ..
وعصا السَجّانْ .
لهم الجوعُ ..
والسوطُ الغليظةْ ..
وكلُّ أشباحِ الليالي ..
والهَوانْ .
القهرُ لِمَن اشتكى ..
و استجارَ ..
أو استدارْ .
لهُم السلاسلُ والحَديدْ ..
والدَمُ ..
والجِراحُ ..
والصَديدْ .
الأرضُ عطشى ..
والرجالْ .
هُم يزرعونَ ..
ويعرقونَ ..
ويحصِدونْ
والقِلَّةُ تنهبُ في الغِلالْ ..
تَنهَبُ في الغِلالْ .
والأرضُ عطشى !!.
لعَرَقِ الرجالِ ..
وللرجالْ .