د. حاتم العنانى يكتب: حكايات الأميرة مريم
د. حاتم العنانى يكتب: حكايات الأميرة مريم

“إهداء”
بكل الحب أهدى (كتابى):
إلى منبع الطموح، والإلهام، من تعلمت منهما أبجدية الوجود (الوالدين).
إلى من تعلمت منهم أبجدية الحياة (معلمتى ياسمين)
إلى الداعم والمحفز المعنوى (جدو حاتم “د. أحمد حاتم العنانى”)
إلى كل من أوقفته عقبات الطريق، وصعوبات الحياة عن تحقيق أحلامه.
المؤلفة/ القاصة: مريم وليد الحداد

أمك ثم أمك ثم أمك
كانت والدة الطفلة مكة مهتمة بكل ما يخص ابنها لأنها كانت تحبها جداً وحريصة على سعادتها، فكانت تلازمها عند الذهاب والعودة من المدرسة خوفاً عليها ن التعرض للمخاطر، وتساعدها فى تحصيل دروسها المدرسية، لأنها ابنة مطيعة ومهذبة كانت تكافئها أمها وتخرج معها إلى النادى للترفيه، وممارسة الرياضة، وعند مرضها تلازمها الفراش، وتهتم أكثر برعايتها، وتحرص على اعطائها العلاج فى التوقيت الزمنى المحدد له، حتى يعافيها الله ويشفى بدنها من المرض، ولكن فى يوم ما، مرضت الأم، وكان الزوج مسافر تبع عمله، ولم يكن مع الأم غير ابنتها الوحيدة مكة، فحزنت مريم على أمها، وعملت جاهدة على رعاياتها، وقامت ببعض مهام والدتها المنزلية فى إعداد الطعام، والشراب، وتنظيف وترتيب البيت، ومنح والدتها الدواء بانتظام، وكانت تجلس بجوارها فى الفراش لتذاكر دروسها وتسهر على راحة أمها حتى شفيت أم مكة، وضمت أمها إلى صدرها وأثنت عليها، وفرحت الفتاة الصغيرة وقالت للأم: حمداً لك على سلامتك ياأهى، هذا جزء من رد الجميل، لقد أخذنا يا أماه حديث نبوى شريف فى المدرسة ألا وهو: ((جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أبوك))، حفظك الله أمى الحبيبة.

فانوس السعادة
بحلول شهر رمضان المبارك، طلبت الطفلة هند من والدتها فانوساً جديداً، فواقت الأم، وتسوقت مع ابنتها وقاما بشراء فانوس رمضان، وكانت ألوانه زاهية، وعند العودة إلى المنزل تفاجاءت بشراء والدها لفانوس آخر لها، ففرحت هند بامتلاكها فانوسين جديدين، وخرجت تلهو وتغنى مع جاراتها الصغيرات بالفوانيس المضيئة، ويرددن: (وحوي يا وحوي اليوحة، رمضان جانا، قولوا معانا، وحوي يا وحوي، اليوحه..)، ولكن أثناء اللعب لمحت هند ابنة حارس المنزل حزينة، وشاهدت دمعتها على خديها وهى تنظر إليهن، فتوجهت نحوها هند وسألتها: ما بك؟، فردت: لا أمتلك فانوس، فقالت لها سأتركك لحظة، وأرجع لك، وتحرك هند بسرعة حتى صعدت إلى أمها، وقالت لها: من فضلك والدتى، سأأخذ الفانوس الآخر، وأهدية لابنة الحارس، لأنها لا تمتلك فانوساً، ففرحت الأم، وقالت لها: هذا عمل رائع يا هند.، وحملت هند الفنانوس، وأهدته لبنت الحارس ففرحت به كثيراً، فأشعلته، وتوجهت للعب والغناء مع الأطفال، والسعادة تملأ فلبها

حيلة ذكية
كان هناك طفلة جميلة وذكية تدعى ليليان، كانت تتميز بالنشاط والحيوية، ومعروف عنها أنها منظمة، فكلما استيقظت صباحاً، تنسق وتنظف غرفة نومها، وذات يوم كانت أسرتها على موعد للزيارة من أسرة خالتها، فعملت ليليان على مساعدة والدتها فى تنظيم البيت والطهى، استعداداً لاستقبال الضيوف، لكن أبناء خالتها كانوا من النوع الشقى، بدأوا فى أعمال همجية فى المنزل، ولكن ليليان أدركت الموقف، وفكرت فى شغل وقتهم بمشاهدة برامج الأطفال التليفزيونية، استمتع أبناء خالتها الصغار بمشاهدة البرامج، وبعد قضاء وقت ممتع أثناء الزيارة، عاد الزوار إلى منزلهم سعداء، أثنت والدة ليليان على ابنتها، وأدركت حسن تصرف والدتها، وقالت ليليان لوالدتها: هيا بنا يا أمى نرتب البيت بعد أن غادر الضيوف، فضحكت الأم وقالت: هيا غاليتى

لغز اختفاء الطعام
كات هناك غابة جميلة متناسقة الألوان الزاهية، يسكنها ثعلب مع باقى الحيوانات، ولكن فى الآونة الأخيرة لاحظ سرقة ما جمع لنفسه من طعام، فقرر البحث عن السارق، وجاءته فكرة، بأن يتسلل إلى بيوت الحيوانات وهى نائمة لعله يجد طعامه، وكان أول بيت تسلل إليه هو بيت الفيل، وعندما تأكد أن الفيل فى نوم عميق، مشى على أطراف أصابعه حتى لا يقظه، ولكنه للأسف لم يجد طعامه، وبعدها توجه لبيت الأرنب لكنه لم يجد طعامه أيضاً بل وجد جزراً، ثم ذهب إلى بيت الغزالة، وكذلك كان الوضع لم يعثر على طعامه، بل وجد أعشاباً، وأخيراً رحل إلى بيت الذئب، فوجد طعامه والذئب نائم، فأخد طعامه بهدوء وانسحب برفق حتى لا يشعر به الذئب، وعاد إلى بيته وهو فى غاية السعادة وقال لنفسه لابد من إحكام غلق الباب حتى لا يتكرر الأمر

لا محبة إلا بعد عداوة
كان هناك زرافة اسمها مرمرة كانت تعاملها مع الحيوانات الأخرى معاملة حسنة،وكانت محبوبة من الجميع، أما الزرافة التى تدعى زيزى فقد كانت تغير من الزرافة مرمرة وتحقد عليها لحب الآخرين لها، وكانت تتعمد وضع بعض مخلفات أما منزل مرمرة، علاة على أنها تسئ معاملتها، وفي أجد الأيام أصيب بالإعياء، فسارعت بالذهاب إلى منزل الزرافة مرمرة لأنها تعلم جيداً أنها طيبة القلب، فطرق باب البيت ، وعندما فتحت لها، شكت لها من مرضها المفاجئ ، وطلبت منها مساعدتها، رحبت بها مرمرة، ودعتها للدخول، وظلت جوارها، وأخذت ترعاها حيث اهتمت بشؤونها حتى تعافت زيزى تماماً، قامت زيزى من الفراش، واحتضنت مرمرة شكرتها لوقفتها جوارها، على الرغم من أنها كانت سيئة التعامل معها، واعتذرت لها على كل ما صدر منها ن تصرفات، فرحت مرمرة، وعفت عن زيزى وصارا من تلك اللحظة صديقتين حميمتين

التعريف بالكاتبة

القاصة مريم وليد الحداد، لها أسلوب مميز مختلف عن الآخرين، حيث تتحدث بكلمات بسيطة رائعة، حقاً أديبة وإعلامية تستحق التكريم والتقدير حيث اجتهدت وأبدعت ونالت الشكر والإحترام والتشجيع، لقد أدهشت الجميع بإبداعاتها المتجددة؟ فهى نموذج منفرد يحمل نكهة الإبداع فى كل إصدار ثقافى تصدره، نتمنى لها التوفيق فى دربها الثقافى، ما أروعه من كتاب (حكايات مريم أميرة الحكايات) .. للقاصة المصرية مريم وليد الحداد
((مريم .. إبداع لا يحتاج ليُتَرجَم للغات لكنه يصل بتؤدة إلى كل الكون وبلا استئذان، تشق طريقها في مجال الثقافة بجدية وإخلاص شديدين .. مريم موهبة ومسار نامى قادم)). (مازالت مريم فى بداية مشورها الأدبى لحداثة عمرها وننتظر منها المزيد بمشئة الله)، والله ولى التوفيق
مع أطيب أمنيات د. أحمد حاتم العنانى