وَهْمُ المسافات شعر د.علي أحمد جديد

وَهْمُ المسافات ..
د.علي أحمد جديد
ياشامْ ..
حَطَّتْ رِحالُنا في سهولِ القهرِ
والنسيانْ ..
والأيامُ مسغبةٌ تنامُ على الخواءْ
فحملتُ زاداً وقلتُ :
– أدفعُ دِيَّةَ القتلِ المُرابي
بالدماءْ .
وخرجتُ أسألُ :
– مَنْ يُقارفني المحبّةْ !!.
ياشامْ ..
أنتِ فاتحتي ..
و سرُّ خاتمتي بدايةُ الأشياءْ .
تفجَّرَ من دمِ الشهقاتِ قلبي ..
ويسألوني عن تعويذةِ العشاقِ ؟..
فقلتُ :
– عيونُها ..
تهويمةِ الأشواقِ ؟
قلتُ :
– عيونُها ..
أَلَقِ المحبّةِ ..
– عيونُها ..
وعيونها ..
وعيونها السمراءْ .
سألَتْني :
– أعرفتَني ؟..
فأجبتُها :
– وقرأتُ وجهَكِ في زمانِ الصومِ ..
وفي تراتيلِ الكنائسِ ..
والسِوَرِ القِصار .
– أعرفتَ عنواني ؟..
– نعم ..
لكنَّ عيني فَرَّ منها الدربُ ..
طَمَستْ معالمَهُ التتار ..
كحّلتُ العيونَ بهوائكِ المعسولِ ..
فانطلقتْ خيولُ الريحِ ..
تلثُمُ الأرضَ ..
وأشجارَ النخيلِ باشتهاءْ .
ياشامُ مازالوا يسألون :
– ما مهرُها الحسناءُ ؟..
قلتُ :
– الحبّ ..
– ماطُهرُها ؟..
قلتُ :
– التَزملُ بالوفاءْ .
– هيّا اقترِبْ ..
فاقتربتُ وعانقتُها ..
قَبّلتُها ..
فتتطايرَ الشررُ المُقَدَّسُ من الشِفاهْ .
تَلْهَجُ الكلماتُ ..
والساحاتُ باسمِها ..
فيخضّرُّ الهواءْ .
مَزَّقتُ وَهْمَ المسافةِ بيننا ..
وفَصَلْتُ المَحابِرَ ..
عن كتاباتِ الدِماءْ ..
عن تراتيلِ الدماءْ ..
عن الأسماءِ بالوفاءِ ..
بالوفاءْ .