يوميات الثورة.. «1 يوليو» القوات المسلحة تنحاز لمطالب الشعب.. ومصر على موعد مع أخطر 48 ساعة في تاريخها

مصر في الأول من يوليو 2013م، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً شديد اللهجة بعدما شهدته الساحة المصرية والعالم من مظاهرات وخروج عدد كبير لشعب مصر ليعبر عن رأيه، وجاء فيه:
(إن القوات المسلحة لن تكون طرفًا في دائرة السياسة أو الحكم، ولا ترضى الخروج عن الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب.. إن الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد..إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن ولن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل المسئولية).
وأكمل البيان: (تُهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المُهلة المحددة فسوف يكون لزامًا عليها استنادًا على مسئوليتها الوطنية والتاريخية واحترامًا لمطالب الشعب مصر العظيم أن تُعلن عن خريطة مستقبل وإجراءات تُشرف علي تنفيذها، وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مُفجرًا لثورته المجيدة دون إقصاء أو استبعاد لأحد).
ولقي البيان ترحيب جموع المتظاهرين المعتصمين في الميادين، حيث تعالت الهتافات التي تدعو مرسي للرحيل مع التصفيق المتظاهرين ابتهاجًا وفرحًا، وارتفعت الأعلام المصرية وهتاف “الجيش والشعب أيد واحدة”، أما المتظاهرين عند قصر الاتحادية فقد أشادوا بثقتهم في جيشهم الباسل وحكمة القوات المسلحة في اتخاذ القرارات والعبور من الأزمة والامتثال لرغبة الشعب الأبي.
انتشرت قوى المعارضة بأغلبية ميادين الجمهورية وأغلقوا مقار دواوين المحافظات ومنعوا الموظفين من دخولها وأعلنوا الدخول في عصيان مدني إلي الاستجابة لرغبتهم ورحيل مرسي أو الإعلان عن انتخابات رئاسية جديدة، واستمرت الجماعة الإرهابية في اعتصامها ليومهم الرابع في ميدان رابعة العدوية
وارتفعت حصيلة الاشتباكات التي وقعت في مختلف المحافظات إلى 16حالة وفاة من بينهم 8 أمام مقر جماعة الإخوان الإرهابية بالمقطم بينهم 789مصابا، حيث اقتحم مجموعة من المتظاهرين مقر مكتب الإرشاد بالمُقطم وأشعلوا النيران فيه، كشفت معاينة جثث الضحايا عن مقتلهم بالرصاص الحي والخرطوش.
وقدم وزراء السياحة والاتصالات والشئون القانونية والمرافق والبيئة ومجموعة من أعضاء مجلس الشورى باستقالتهم؛ احتجاجًا علي الوضع السياسي الحالي.
ثورة 30 يونيو في عيون الصحافة العالمية
شغلت أحداث الثلاثين من يونيو بالقاهرة وجميع المحافظات المصرية عناوين الصحف والوسائل الإعلامية العربية والعالمية، حيث نوهت الصحف السعودية بأن الإدارة المركزية الأمريكية استشعرت بالخروج المدوي للشعب المصري ضد حكم الأخوان المسلمين وبدأت بالفعل خطوات في التخلي عن مساندة هذا النظام الوليد.
وذكرت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” أن خروج المصريين في تظاهر سلمي من اجل إرساء دعائم الديمقراطية كان بمثابة رسالة للعالم في حرص الشعب المصري في الحصول علي حريته بشكل سلمي متحضر، وعلى الشعب المصري التعلم والاستفادة بنموذج نيلسون مانديلا من النضال في جنوب إفريقيا، وأشارت إلي واحدة من أهم إسهامات مانديلا هي روح التسامح حتى مع معارضيه مما عمل علي إفشاء روح الوطنية والحرية في جنوب إفريقيا.
وركزت وكالة “رويترز” على غياب حسم الأمور في ظل احتشاد الملايين في جميع المحافظات وخروج المصريين بكل اتجاهاتهم ضد حكم الإخوان المسلمين.
وتوقعت صحيفة “كوميرسانت” الروسية سقوط حكم الإخوان المسلمين، وذكرت صحيفة “فرانكفورت الجماينه تسايتونج” الألمانية انه كان ينبغي علي محمد مرسي اغتنام الفرصة وإرساء فترة حكمه وألا ينساق إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأن يتسم بالشفافية والبعد عن السلوك السري.
وأشارت الصحف الفرنسية إلى الامتثال لرغبة الشعب وعلي السلطة الديمقراطية للدولة أن تستمع لكل الآراء المختلفة والخروج من الأزمة.
ولا زال للحديث بقية عن يوميات ثورة 30 يونيو…