يَأْمَن تَقْطَعُون الوعود هَل أَنَّكُم قَادِرُون بِالْوَفَاءِ بِمَا وعدتم بقلم العلياء العلى

يَأْمَن تَقْطَعُون الوعود هَل أَنَّكُم قَادِرُون بِالْوَفَاءِ بِمَا وعدتم . .

 

وَعَد الْحُرِّ دَيْنٌ . . . الْكَثِيرُون

مِن يَتَكَلَّمُوا بِهَذَا الْقَوْلِ وَلَكِنَّ هَلْ مِنْهُمْ مَنْ اوفا بعدهه ؟ سَمِعْت هَذَا الْقَوْلِ مِنْ افواهه الْكَثِير . . مِنْهُمْ مَنْ أَوْفِه بَعْدَه وَمِنْهُمْ مَنْ اِنْقَضّ بِه ، فِي الزَّمَنِ السَّابِقِ . . كَان لِلْوَعْد اثراً عَظِيمٌ ، وَمَن يُوعِد يَفِي بِوَعْدِهِ ، أَنَّهُم كانُو أَحْرَارٌ حقاً وَيُصَدَّقُونَ بِمَا يَقُولُونَ ، أَنَّهُمْ أَصْحَابُ مَبْدَأ وَالْوَعْد كَلِمَة مُقَدَّسَة كَانَتْ فِي قاموسهم و فِي مَصَادِر أَقْوَالِهِم ، فَلَا ينطقو بِكَلِمَة وَعْدٍ أَوْ عَهْدٌ قَبْلَ أَنْ يَقْدِرُو ثَمَنِهَا ، وَهَلْ مِنْ الْمُسْتَطِيع لَهُم بِالْوَفَاءِ بِهَا يُخْلِف الْوَعْدِ لَيْسَ لَهُ مَكَانٌ بَيْنَهُمْ رَجُلًا كَانَ أُمَّ امْرَأَة . وَلِلْمَرْأَة آنذاك الزَّمَان وُجُود وَثَبَات فِيمَا قطعن عَلَى أَنْفُسِهِنَّ مِنْ العهود

 

فالمرء” الْأَصِيل وَالْكَرِيمُ هُوَ مِنْ لَا يُخْلِفُ بِوَعْدِه مَهْمَا كَانَتْ ظُروفِه ، وَيَكُون ملزماً بِعَهْدِه فالوعد وَالْوَفَاءُ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وصفتان يَتَّصِف وَيَتَوَسَّم بِهِمْ مِنْ كَانَ حراً و شُجَاع وَصَادِقٌ بِمَا يَقُولُ ، وَذِكْرُ اللَّهِ الْوَعْدِ فِي الْآيَةِ الكريمة” (ياايها الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ ميقتا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَالًا تفعلون)في هَذِهِ الْآيَةِ نَادَاهُم اللَّه بِوَصْف الْإِيمَان ليوكد أَنَّ مَنْ شَأْنِهِ أَنْ يَمْنَعَ الْمُؤْمِنُ مَنْ أَنَّ يُخَالِفَ فِعْلَهُ قَوْلُهُ ، فَلَيْسَ هُنَاكَ مَنْ مُؤْمِنٍ مِنْ صِفَاتِهِ إخْلَافِ الْوَعْدِ أَو الاسْتِهَانَةُ بِهِ . تَأَمَّل مَعِي كَلِمَة (حر”) قَد اخْتَصَّ بِهَا الرَّجُلُ الْحُرُّ لِأَنَّهُ عَار عَلَيْهِ أَنْ لَا يَفِي بِوَعْدِهِ حَتَّى لَوْ كَلَّفَه ذَلِك حَيَاتِه أَمَّا العبد” أَيْ أَنَّهُ لايلتزم بِوَعْدِه لِأَنَّهُ لَيْسَ مِلْكِ نَفْسِهِ . . فالرجولة صِفَةٍ لَا يَتَّصِفُ بِهَا إلَّا الَّذِينَ تَطَابَق أَفْعَالِهِم أَقْوَالِهِم . فَهُنَاكَ مَنْ النَّاسِ مَنْ تَتَعَلَّقُ امالهم واحلاهم وحياتهم بِكَلِمَة وَوَعَد وَبِخِلَافِ مَا وَعَدُوّ بِهِ قَدْ تد مَرّ حَيَاتِهِم أَوْ يُسَبِّبُ لَهُم مَتَاعِب نَفْسِيَّةٌ تَرْهَقُهُم وتجعلهم متشائمون ، بأسون،

 

والوعد كَوَرَق الشَّجَر . . . وَالْوَفَاءِ بِهِ كالثمر الْوَفَاءَ بِالْوَعْدِ دَيْنٍ وَمِنْ يَفِي بِهِ هُمْ أَصْحَابُ الشَّهَامَة وَالْمُرُوءَة .

 

* بقلمي العلياء العلي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى