دراسة علمية تعيد اكتشاف الظواهر اللغوية الفريدة في كتاب” الرسالة” للإمام الشافعي

وليد محمد

أوصت دراسة علمية حديثة عن كتاب “الرسالة” للإمام الشافعي، بضرورة إعادة دراسة هذ النص التراثي داخل السياق الحضاري والتاريخي ، باعتباره أحد أهم شواهد النهضة العلمية والأدبية وحضارة النص في التراث الإسلامي ، وأشارت الدراسة إلي أن كتاب الرسالة يعد أول كتاب في العلوم الشرعية تم تأليفه في أصول الفقه الإسلامي وأصول الحديث ، ويصنف أيضا بأنه أهم مؤلفات الإمام الشافعي.
وطالبت الدراسة التي أعدها الباحث الدكتور محمد أحمد رشدان في رسالة ماجستير تحت عنوان ( الرسالة للإمام الشافعي ” دراسة لغوية ” )، لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية من المعهد العالي للدراسات الإسلامية، وتم مناقشتها خلال الأسبوع الماضي تحت اشراف ورئاسة الأستاذ الدكتور محمد صالح توفيق أستاذ علم اللغة وعميد كلية دار العلوم الأسبق – جامعة القاهرة ، وناقش الرسالة الأستاذ الدكتور محمد قاسم المنسي ، أستاذ الشريعة الإسلامية بالكلية ، والأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح العمراوي أستاذ النحو والصرف في كلية دار العلوم، بضرورة الالتفات إلى المؤلفات القديمة فى التراث اللغوي والإسلامي، لتحليل الخصائص الفريدة في التأليف وظواهر اللغة وتصريفات النحو ،وخاصة مؤلفات الإمام الشافعي التي تعد حجة في اللغة والشريعة .
وقال الباحث الدكتور محمد رشدان عن سبب اختياره لكتاب الرسالة للامام الشافعي ليكون عنوانا لدراسته ، إن هذا الكتاب يعد من أوائل التراث العلمى المدون الذى ينبغى أن يكون محل بحث ونظر بغرض معرفة خصائص التأليف فى تلك المرحلة ومعرفة طبيعة لغتها ،لافتا إلي أن الإمام الشافعى أعطى اللغة والعلم في هذا الكتاب درجة بالغة من الأهمية تجلت فى صياغته والظواهر اللغوية التى اشتمل عليها والتي شهد بها كثير من النحاة واللغويين والأدباء مثل “ابن هشام وثعلب والأصمعى والجاحظ وأبو بكر بن دريد ” والذين أجمعوا علي ان لغة الشافعى في كتاب الرسالة تعد حجة تجمع شتات الظواهر اللغوية، لتنتظم فى مصدر واحد يسهل الرجوع إليه وتحليله صوتياً وصرفياً ونحوياً ودلالياً .
أضاف ” رشدان” أن الدراسة شملت تعريفا بالإمام الشافعي ومؤلفاته ومذهبه ،وشيوخه وأشهر تلاميذه ، وسبب تأليفه لكتاب ” الرسالة ” ، ورحلاته العلمية ، ونتناول الفصل الأول في الدراسة الظواهر الصوتية من خلال أربعة مباحث هي ” الإدغام والهمز والتسهيل و الإبدال اللغوي والإمالة”لافتا إلي الإمام الشافعي يتجلي في لغته الإدغام، حيث جاءت لغة” الشافعي الحجازي”مطابقة لبيئته فقد ورد عنه الفك دون الإدغام في عدة مواطن فى الرسالة، و فى كلامه نجد أيضا الإبدال بين الهمزة وحروف المد واللين ، وتضمنت الرسالة تسهيل همزة القرآن حيث كرر كتابةكلمة ( القران ) بدون همزة ، وتعددت أيضاً الظواهر الصرفية في لغة الشافعي ونجد منها ما يتعلق بالجموع ، وأيضاً تعددت المصادر و المشتقات في كلام الشافعي ومنها اسم الفاعل واسم المفعول وصيغ المبالغة .
أشار إلي أن لغة الشافعي تميزت ببعض الظواهر النحوية مثل حذف النون فى الأفعال الخمسة من غير ناصب ولا جازم ، وذكر الفعل المجزوم على صورة المرفوع ونصب اسم كان المؤخر بعد الجار والمجرور ، وتنوعت الظواهر الدلالية لدى الشافعي ما بين توسيع الدلالة وتضييقها وانتقال الدلالة، ومن مظاهر سعة اللغة العربية في كتاب الرسالة الإمام الشافعيّ شواهد عددٍ منها مظهراً ، وهي مسألة تعود إلى أنَ للإمام الشافعي اختيارات في اللغة وشواهد منها ما يخالف أصول النحو واقيسته ، ومنها ما يعزز مذهباً نحوياً أو أكثر في مسألة ، ولأنه كان كثير التنقل مابين غزة ، ومصر ، وبغداد ، ومكة ـ والمدينة ، واليمن ، وغيرها ،فيبدو أنّ هذا التنقل كان سببا رئيسيا فيما يطالعنا به في مؤلفاته من لغات ولهجات عربية مختلفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى