عبدالرحمن سمير يكتب:الهجرة غيرالشرعية ودورالدولة!

بقلم : عبدالرحمن سمير

إحباط ويأس وأحلام وامنيات وطموح وتمرد علی الفقر والجوع والعوز .احاسيس متباينة و مختلفة وراء مخاطرة ومغامرة شبابنا وصبياننا للهجرة غير الشرعية إلی أوربا عبر البحر المتوسط . رحلة محفوفة بالخطر والغرق والموت من كل جانب .مغامرة يقوم بها الشباب المحبط واليائس والطامح والطامع فی نفس الوقت. محبط داخل وطنه حيث غلاء الاسعار و المعيشة الصعبة من ناحية وقلة فرص العمل من ناحية اخری ويأس من تحسن الوضع الاقتصادی من ناحية ثالثة .ثم الطمع فی حياة وردية يطمح لها فی العالم الغربی المتمدين وخيال الثراء الواسع والغنی الذی فی انتظاره بمجرد عبوره البحر ووصوله الی الشاطئ الاخر نحو اوربا .أحلام وامنيات قد تبدو مشروعة فی عقل وذهن ذلك الشاب الذی يخاطر بحياته وهو غير مدرك لتلك الخطورة وأنها مغامرة فشلها اكبر من نجاحها والخسارة فيها اكبر من المكسب . فشلها معناه الموت غرقا فی أعماق البحر أو الوقوع فی ايدی عصابات الرقيق والاتجار بالبشر واقلها القبض عليه والترحيل الی بلده خائبا خالي الوفاق . إن الهجرة غير الشرعية خطر علی شبابنا واطفالنا واكرر كلمة اطفالنا وانا اقصدها وأعيها تماما لأن كثير ممن يهاجرون هجرة غير شرعية دون سن الثامنة عشر فهم اطفال لا يدركون ما يفعلون بأنفسهم من تلك المخاطرة والمغامرة غير محسوبة العواقب .فی الأيام الأخيرة سمعنا وقرأنا عن غرق اكثر من مركب يحمل مهاجرين غير شرعيين من دول عديدة من دول افريقية ومن مصر والسودان وسوريا وباكستان التی غرق منها فی مركب واحد اكثر من ثلاثمائة مواطن معظمهم شباب فی مقتبل حياته كانوا يحلمون بالثراء والغنی . كما مات عدد غير معروف من الشباب المصری فی غرق ذلك المركب الذی ترك حزنا عميقا فی نفوس كل الشعب المصری حزنا علی زهرة شبابه الذين يخاطرون بحياتهم من اجل مستقبل مجهول . الخطر الاكبر الآخر الذی ينتظر هؤلاء الشباب هو عصابات الإتجار بالبشر التی تستغلهم اسوأ استغلال فی العمل القسری والاستغلال الجنسی وتجارة الأعضاء البشرية . علی الدولة المصرية حماية شبابها واطفالها من خطر الهجرة غير الشرعية لاتتركهم فريسة سهلة لعصابات التهريب او الغرق فی البحر .علی الدولة المصرية رغم المصاعب التی تواجهها اقتصاديا وامنيا ان تستوعب هؤلاء الشباب فی إيجاد فرص عمل تتيح لهم الإحساس بالأمان داخل وطنهم وان هناك مستقبل واعد ينتظرهم .علی الدولة المصرية ان تبث الأمل فی نفوس شبابها حتی لايقتلهم اليأس فيرمون أنفسهم فی الهلاك المحتوم وعلی الأحزاب المصرية و منظمات المجتمع المدنی ووسائل الإعلام والسوشيال ميديا والأزهر الشريف وعلمائه ووزارة الأوقاف والشيوخ في المساجد والخطباء علی المنابر ان توضح لهؤلاء الشباب فی القری والنجوع والكفور والأحياء الشعبية خطورة الهجرة غير الشرعية إلی أوربا وأنها ليست الحل لمشاكلهم .يجب عقد ندوات توعية ومناقشات مباشرة مع الشباب واحتواؤهم حتی لايصبح ابناؤنا طعاما للأسماك فی البحر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى