ناصر خليفة يكتب : تطوير مساجد آل البيت ومسار العائلة المقدسة

« يا أهل مصر: نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً».

دعاء السيدة زينب حفيدة رسول الله وقرة عينه لأهل مصر لخص كل شيء وسيظل حصن وملاذ لكل المصريين والبلد الوحيد في القرآن الذي آمن الله داخليه و وعد من يمكث فيها بالأمن والأمان وعلى الجميع أن يقف احتراماً وتأدباً أمام هذا الدعاء لحفيدة رسول الله ولمصر المحروسه التي حظيت بوجود آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أشرف الآل فخراً وحسباً ونسباً وذرية طاهرة

وكرم الله مصر بمجيئهم إليها وعرفوا أن في قلوب أهلها محبة لهم وعرفوا أن هذه الأرض طيبة.

وبشرف تواجدهم حمى الله المصريين من السقوط في صراعات المذهبية، وارتباط أهل مصر بآل البيت قصة عشق روحاني مليئة بالتفاصيل التي تستحق أن تُروى وحب متبادل يكشف الخصوصية المصرية في قلب الرسالة المحمدية،. ونحن نعشقهم ونحبهم حباً جماً ونحب من يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعطرته، فهم مصدر للسلام النفسي والطمأنينة فمحبتهم ثابتة بالقرآن والسنة.

وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحب آل بيته والتمسك بهم، ووصانا بهم عليه السلام في كثير من أحاديثه الشريفة.

ونفس الحب للسيدة مريم العذراء أم نبي الله عيسى عليه السلام، فهى تحتل مكانة كبيرة في نفوس المسلمين والأقباط، وهو ما جعل المصريين يجتمعون على حب السيدة العذراء، كما أنها جاءت إلى مصر وسكنت فيها، وهو ما يزيد ترابط المصريين مسلمين وأقباط بالسيدة العذراء مريم، وكرمها جميع الأديان السماوية. فلها مكانة مقدسة عند المصريين وتحمل رمزية خاصة لدى المسلمين والأقباط والمحبة للسيدة العذراء مريم التى ترمز أيضا إلى وحدة المصريين جميعاً، فالمسلم مع المسيحى سواء فى حب السيدة العذراء، ففى كل بيت مصرى هناك اسم مريم، تعبر عن توحد يعم القطر كله فى حب مريم العذراء، حالة تجسد معنى الانصهار المصرى فى حب السيدة التى اختارت يوما مصر فدخلت العائلة المقدسة مصر بأمان وخرجت منها بسلام. وخلقت حالة روحانية إيمانية، وسبباً فى خلق حالة من الحفاوة لدى المصريين بآل البيت، هى السيدة مريم التى ترمز للنموذج الكامل المكمل بالنسبة للمرأة وتمثل لنا سيدة نساء العالمين، واستطاع المصريون أن يعيشوا معاً ويقدمون أنفسهم كنموذج للتعايش فى الدنيا

فهنيئاً لمن احبهم ومن ودهم وهنيئاً لمن أخذ قرار التطوير لمساجد آل البيت ومسار العائلة المقدسة وهنيئا لكل من فكر وخطط ونفذ لتكون هذه الاماكن على قدر من فيها وتليق بمصر والحفاظ على هذا الميراث الروحانى الذى تتميز وتنفرد به مصر.

من هنا حظي ملف السياحة الدينية باهتمام كبير من الدولة المصرية وكان آخرها توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتبني مشروعات كبرى تهدف لوضع هذه الأماكن على الخريطة السياحية في مصر. ومن بين أهم المشروعات التي تتبناها مصر في الفترة الأخيرة مشروع مسار تطوير مساجد آل البيت في مصر ومسار زيارة العائلة المقدسة.

مشروع مسار تطوير مساجد آل البيت في مصر

تشهد القاهرة حالياً، أكبر عملية تطوير في تاريخ البلاد منذ أكثر من ألف عام لمنطقة رحاب آل البيت وتجديد حضاري وتاريخي على نحو متكامل يتماشى مع طابعها التاريخي والروحاني، بالتوازي مع التطوير الشامل للخدمات والمرافق المحيطة بمواقع تلك المساجد، بما في ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية إليها بهدف تنشيط وتنمية مقومات السياحة الروحية لكل الأديان والجنسيات بعد إغلاقها خلال السنوات الماضية لاستكمال أعمال الترميم والتطوير، فقد تم فتح مواقع أثرية إسلامية وقبطية بالقاهرة

فبعد الانتهاء من افتتاح مسجد سيدنا الحسين تم تنفيذ خطة لعمل مسار للزيارات الخاصة بمساجد آل البيت بأحياء المنطقة الجنوبية بالقاهرة، والذي يبدأ من مسجد السيدة زينب، وينتهي عند مسجد السيدة عائشة، وتتضمن الخطة تنفيذ مشروع لرفع كفاءة وتطوير مسار آل البيت، بطول 2كيلو متر تقريباً، والذي يضم عدة مواقع منها: (مسجد السيدة زينب- ضريح سلار وسنجر- مسجد أحمد بن طولون- متحف جاري أندرسون- بيت ساكنه باشا- مسجد السيدة سكينة- ضريح محمد الأنور- قبة شجرة الدر- قبة عاتكة والجعفري- مسجد السيدة رقية- قبة فاطمة خاتون- قبة الأشرف خليل- حديقة متنزه الخليفة- وصولا إلى مسجد السيدة نفيسة)، ويضم عدة شوارع مثل شارع بورسعيد وشارع عبد المجيد اللبان وشارع الأشراف وشارع الخليفة. وأيضا في نفس السياق هناك تشييد وعمارة فريدة في مسجد مصر ومركزها الثقافي ودار القرآن الكريم بالعاصمة الإدارية الجديدة

المشروع القومي لمسار العائلة المقدسة

انطلاقا من توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تعمل الحكومة المصرية على تذليل جميع العقبات أمام المشروع القومي لإحياء مسار العائلة المقدسة، حيث يمثل إضافة مهمة للمزارات السياحية خصوصا السياحة الدين

ية باعتبار أن طريق المسار يعد أحد المقاصد الدينية التاريخية.

وتستهدف الخطة التنفيذية للمشروع تطوير 25 موقعا أثرياً تتضمن المناطق الأثرية التي سارت وعاشت فيها العائلة المقدسة بالمحافظات خلال رحلتها لمصر، وبحث وتذليل أي معوقات تقف أمام تنفيذ المشروع، بالإضافة إلى تقديم كل محافظة رؤيتها فيما يخص التطوير خلال الفترة المقبلة، واحتياجاتها لوضعها في الخطة التنفيذية. وتحمل رحلة العائلة المقدسة لمصر الكثير من المعاني أهمها أن مصر بلد السلام والاطمئنان، وأن رحلة المسيح فيها ملأت ربوعها بالبركة؛ كما تمثل المعنى الديني والروحي في البعد الكتابي وهناك أيضا بعد حضاري يمثل جزءا من الهوية المصرية وتلامسا مع البعد التاريخي، زادت أهمية أرض مصر بين العالم لأنها الأرض الطيبة التي قدمت الحماية واحتضنت العائلة المقدسة منذ وقت مبكر من التاريخ، بل بني في معظم مسار العائلة المقدسة الأديرة والكنائس التي عمرت مصر بالإيمان بالله، كما حملت قيماً إنسانية رائعة تتمثل في المحبة، والسلام والتعايش علي أرض مصر.

من هنا كان حرص الدولة على افتتاح مسار العائلة المقدسة بصورة تليق باسم مصر وحضور دولي رفيع المستوى بعد استكمال كافة مراحل البنية التحتية للمشروع والحفاظ على ما تم إنجازه بكافة المحافظات خلال الفترة الماضية،

وبرغم أن مشروعات التطوير لمساجد آل البيت ومسار العائلة المقدسة واقعا ملموساً وأمامنا جميعا فقد انتشرت شائعة خلال الأيام الأخيرة تداولت بعض المواقع الإلكترونية فيديو يزعم اعتزام الحكومة تنفيذ خطة شاملة لهدم وإزالة مساجد “آل البيت” لصالح مشروعات استثمارية، وزارة الأوقاف نفت وأوضحت أن المعلومات المتداولة في الفيديو بهذا المضمون مغلوطة، ولا تمت للواقع بأي صلة مناشدة المواطنين عدم الانسياق وراء مثل تلك الشائعات المغرضة التى تهدف للنيل من عزيمة المواطنين وتشويه الانجازات التى تتم على الأرض  و محاولة هدم جسور الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، من خلال ميليشيات إلكترونية التي تزداد وتنشط أكثر مع افتتاح  المشروعات القومية والتنموية، وأن تعرض كل وسائل الإعلام  ومنصات التواصل  كل  هذه الانجازات الايجابية للدولة وفى نفس الوقت لا تغض النظر عن السلبيات لكن ان تطرحها بغرض البحث عن الحلول ولا تعطى فرصة للمغرضين ان يضعفوا الدولة ويؤثروا عليها بهذه الشائعات .

حفظ الله مصر قيادة وشعباً .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى