عببر الزلفي تكتب العري كليب مافيا تجتاح الوسط الفني

بقلم/ عبير الزلفي
العولمة بعد تحويلها العالم إلى مصنع وسوق اختارت للمرأة أن تكون الوسيط بينها، ليس من خلال إمكانياتها الفكرية وقدراتها المهنية، ولكن من خلال توظيف الجسد لضمان التصاعد المستمر للرغبات الاستهلاكية بواسطة الترويج للسلع والمنتجات فحولت جسد المرأة إلى وحدة اقتصادية تعمل على تعظيم الربح وجلب المزيد من الفائدة، نازعة بذلك القداسة عن جسد المرأة من خلال تحييد المضمون الأخلاقي لوظيفة المرأة، فهناك وظائف كانت مشينة وهامشية أصبحت مقبولة، بل مرغوبة، ومن ثم أصبحت المرأة تُعرف في كثير من الأحيان والمجالات من خلال حدود الجسد وما يوفره من امتيازات.
في ظل هذه المعطيات ما هي الانعكاسات السلبية لهذه التحولات على وضع المرأة ومسار المجتمع في عالمنا العربي؟
وما هو مستقبل المرأة من حيث الكيان والذات والإنسانية والحقوق في سياق سعي العولمة من خلال يد السوق الخفية لتكريس منظور المرأة الجسد، وتحقيق مشروع يتجه بالمرأة نحو التمركز حول الأنثى فيها علاوه على ذلك ما يحدث على برامج التيك توك وما تفعله بعض الفتيات لجلب الأموال عن طريق إبراز مفاتن جسدها بطريقة تفوق كل الخيال
وهل المرأة العربية هنا مسؤولة عن هذا المصير أم هي ضحية لتدافعات فرضتها تلك المسافة الفاصلة بين الغالب والمغلوب وعوامل الضعف والقوة بين دول العالم الحر والبقية
العري كليب مافيا تجتاح الوسط الفني
باتت الساحة الفنية اليوم أقرب بالمسرح الكبير، تتمايل عليه المغنيات لإبراز أناقتهن وجمالهن غير مكترثين بإمكانياتهن الصوتية، فتشعر وكأنك أمام عرض أزياء كواليسه تزخر بالموضة المدهشة وأحيانا بالمفارقات التي تثري عالمهم.
فالعري كليب حجز لنفسه مقعدا بين تلك الصيحات ليظل مثار اهتمام مغنيات الإغراء. (الحواس الخمس) تجول بين العروض وحصد أراء النجوم حول هذه الظاهرة ومدى تأثيرها على ما يقدم من أعمال فنية.تقول فله الجزائرية: أرى إرهابيين يحاولون تهميش الأصوات القوية، وإهلاك الأغنية العربية، ومافيا تحاول تدمير المطربين المحترمين وإعطاء مساحة للأصوات المؤذية التي تضر العين قبل الأذن، وذلك من خلال تمهيد الخطوات لهم للعالمية، وغنائهم لعمالقة الغناء كأم كلثوم وعبد الوهاب.وتسليط الضوء عليهم، ولا أعرف إن كان الغناء في البانيو أو بعلق المصاصة نوعا جديدا من الطرب، أنا بالفعل مصدومة لما يحدث في الوسط الفني، حتى إنني قمت بتشفير بعض القنوات في بيتي حتى لا ترى ابنتي هذه الكليبات المبتذلة.
في حين ترى أصالة أن الغالبية العظمى من المغنين يندرجون تحت نطاق التسلية، لأنهم باختصار وعلى حد قولها (مهابيل)، ونسبة ضئيلة جدا هم من يقدمون الفن الأصيل بعيدا عن الابتذال والعري المتزايد بكثرة على شاشات الفضائيات. رسالة سامية تسترجع معنا مليحة التونسية ذكرياتها قائلة: زمان كان الفن طربا ومتعة ورسالة سامية ذات معان هادفة، أما الآن فتغيرت الحال للأسوأ، فالبعض اتخذ الفن وسيلة لتحقيق الكسب المادي وبأي طريقة كانت، فيقدمون أعمالا دون المستوى اللائق؛ أغاني أقل ما يقال عنها انها مبتذلة لا تراعي المشاعر والذوق العام، فلم يعد مهما اختيار الكلمات والألحان اللائقة بقدر ما يشترط توافر عدد من العارضات يقدمن المشاهد الجريئة.