عسر القراءة
إعداد أ.ماجدة فتح الله فتوح -معلم أول دمج تربوي

ماهية القراءة
القراءة هي تفسير للرموز اللفظية المطبوعة والمكتوبة وقراءة من أجل الفهم تحدث نتيجة التفاعل بين ادراك الرموز المكتوبة التي تمثل اللغة ومهارات اللغة للقارئ.
وتقسم القراءة إلى ثلاث مستويات:
1_مستوى القراءة الحر: يستطيع الطفل القراءة بدون مساعدة أو توجيه, ويكون فيه معدل الفهم بنسبة 90% ومعدل التعرف على الكلمات 99%.
2_مستوى القراءة التعليمي: يستطيع الطفل القراءة بمساعدة وتوجيه, وفيه مستوى الفهم يكون بمعدل 75% ومعدل التعرف على الكلمة حوالي 95%.
3_المستوى المحبط للقراءة: وفي هذا المستوى لا يستطيع الطفل القراءة بصورة ملائمة وغالبا ما يظهر على الطفل التوتر وعدم الارتياح, ويكون معدل الفهم حوالي 50% أو أقل, ومعدل التعرف على الكلمات 90% أو أقل.
وعند المستوى الثالث تقع فئة الأطفال من ذوي صعوبات التعلم الذي يمثل العسر القرائي
مفهوم عسر القراءة
هو اضطراب يظهر في عدم قدرة الطالب على قراءة أو فهم ما يقرأ سواء كانت القراءة صامتة أو جهرية, وعدم القدرة على فك وتفسير الرموز الكتابية والتعرف عليها بالرغم على توفر نسبة ذكاء متوسطة أو مرتفعة, وامتلاكه لحواس سليمة ,وخلوه من العيوب العصبية والاضطرابات الانفعالية والاجتماعية والسيكولوجية مع وجود فرص التعليم المناسبة. حيث تؤدي هذه الصعوبة إلى نمو أكاديمي مضطرب.
تعريف أصل كلمة ديسليكسيا DYSLEXIA
هي كلمة من اللغة اليونانية القديمة مكونة من مقطعين (DYS )ومعناها ركيك أو ناقص غير مكتمل
ومقطع (Lexia) وتعني كلمات أو لغة. وهذا يؤدي إلي معنى قصور او ضعف القدرة على الاتصال اللغوي.
أسباب عسر القراءة
أسباب وراثية:-
لقد أشارت العديد من الدارسات أن للجانب الوراثي دور كبير في ظهور عسر القراءة ومن هذه الدراسات مقارنة بين مجموعة من الأطفال المعسرين ومجموعة غير معسرين وتوضح بأن 40% من الأطفال المعسرين لهم جذور عائلية كانت تعاني من عسر القراءة.
ومن جهة أخري بينت الإحصائيات أن نسبة اصابة الذكور تفوق الإناث بنسبة 4 إلى 10 أمثال.
أسباب عصبية:-
هناك اسباب متعلقة بالإدراك البصري والحركي والذاكرة البصرية, وهذا ما توضحه دراسة (أورتون):
الذي قام بعرض نظريته عن سيطرة جانب من المخ على الجانب الآخر وعلاقة ذلك بعسر القراءة .
ويرى اورتون أن صور المرئيات أو الحروف والكلمات يتم حفظها في الذاكرة في كلا نصفي المخ الأيمن والأيسر على شكل صورتين لشكل واحدكما يحدث تماما في حالة المرآة العاكسة. وأن عملية اتمام القراءة تتضمن انتقاء صورة من ذاكرة النصف المسيطر على الآخر والتي تكتسب مبكرا عند الطفل (الهيمنة) وهنا لا يواجه الطفل صعوبة في تعلمه القراءة,
وتنتج مشكلة عسر القراءة عندما لا تتغلب اخدى فصي الدماغ على الآخر وهنا تظهر مشكلات ناشئة عن الصراع بين نصفي المخ وينتج هذا الصراع عدم وجود نظام واحد لتتابع الحروف. فهي أحيانا في اتجاه اليمين وأحيانا في اتجاه اليسار. مما ينتج عنه أيضا خلل وظيفي في الإدراك البصري والذاكرة البصرية: أو في عدم القدرة على التآزر البصري الحركي ولذلك نلاحظ أن المعسرين يخلطون بين الحروف ذات الشكل المتشابه p\u_n\m B\Pي\ت\ب\ن\ز\ر
أسباب نفسية:-
مثل اضطراب العلاقة الوالدية وسوء معاملة الطفل وكثرة انتقاده يؤدي به لا شعوريا إلى الفشل ,ويسمى هذا الاضطراب (بالديسليكسيا العاطفية).
البرامج والمناهج:–
قد يكون محتوى المقررات الدراسية لا يتناسب مع ميول وقدرات الطالب, أو لطول المنهج فيبذل المعلم وقته ومجهوده لإكمال المنهج وهذا ما يجعله يغفل عن الفروق الفردية, واختيار طرق تدريسية مناسبة.
انخفاض الدافعية:-
قد يتعرض الطفل إلى صعوبة في النطق والقراءة, ومن هنا وجب تشجيعه وجعل النشاط القرائي محببا إلى نفسه عن طريق الاستعانة بالصور الملونة والأغاني والموسيقى.
النمو غير الطبيعي لبعض خلايا المخ:-
نسبة عالية من الأطفال والشباب اللذين يعانون من الديسليكسيا ,يعانون من زيادة غير طبيعية وليس نقص في عدد خلايا أنسجة المراكز العصبية بالمخ.
ومن المعروف أن مخ الإنسان يتكون من نصفين كرويين, النصف الكروي الأيمن وهو يسيطر ويتحكم في الجزء الأيسر والعكس صحيح.
ويقع في الجزء الأيسر مراكز تعلم اللغة والقراءة والكتابة. وهو في الطبيعي أكبر قليلا من الجزء الأيمن, ويقع بينهما ما يسمى بالجسم الصلب ا لذي يقوم بتوصيل الإشارات العصبية بينهما.
و معظم المصابين بالديسليكسيا تتساوى لديهم أحجام النصفين, وإما يكون النصف الأيمن أكبر قليلا من الأيسر وينتج عن هذا التضخم عدد أكبر في الخلايا التي تؤدي إلى خلل في تفسير الرموز اللغوية.
مؤشرات عسر القراءة
- أخطاء في القراءة الجهرية وتتضمن حذف وإضافات بعض الكلمات .
- صعوبة الفهم القرائي وهنا يجد الطفل صعوبة في استخلاص بعض المعاني والاستنتاجات في المادة المقروءة.
- اللاتطابق بين مستوى الذكاء العام والمستوى في القراءة.
- الاتصاف بالجلجلة والتلعثم والتقطيع.
- ترك الكلمات والسطور أثناء القراءة.
- الإضافات أو الحذف في النص المقروء
- هناك أيضا بعض الصفات العامة للطفل الذي يعاني من صعوبات القراءة منها:
- تكون نسبة ذكاء الطفل متوسطة أو أعلى من المتوسطة.
- لا يمكن الطفل استرجاع صورة الحروف المفردة وتنظيمات الحروف بصورة سهلة.
- بعض هؤلاء الأطفال مترددون ولديهم صعوبة في التعبير عن أنفسهم.
- حذف وإضافة كلمات واستبدال كلمات
- تكرار الكلمة أو الجملة خاصة إذا صادفتهم كلمات صعبة بعدها مثلا(ذهبت للنزهة)فيقوم بتكرار كلمة ذهبت عدة مرات دون إكمال الجملة لعدم قدرته على قراءة كلمة (نزهة).
- القراءة البطيئة جدا بهدف إدراك وتفسير الرموز والحروف.
- القراءة في الاتجاه الخاطئ وتشمل الخطافي ترتيب الكلمات.
- تبديل مواضع الكلمات والجمل.
- انتقال العين بشكل خاطئ في السطر الواحد
طبيعية العلاقة بين معدل الذكاء وعسر القراءة
إن انخفاض معدل الذكاء ليس هو العامل المسبب للديسليكسيا فهي تصيب الطفل عالي ومتوسط ومنخفض الذكاء, وجاء الاعتقاد الخاطئ بأن قصور الذكاء هو أحد العوامل المسببة للديسليكسيا, يرجع إلى أن هناك عامل مشترك بين الديسليكسيا والتأخر العقلي ,فكلاهما يحدث تأخر في تعلم القراءة, ويكون عدد السنوات أكبر كلما زاد انخفاض ذكاء الطفل.
وفيما يتعلق بطفل الديسليكسيا فإن التأخر يكون من عام إلى عامين عن أقرانه.
الفحوصات التي يجب إجرائها للتأكد من وجود مشكلة عسر القراءة.
1-قياس قدرة السمع.
2-قياس قوة الإبصار ومجال الرؤية.
3-فحص شامل للجهاز العصبي .
4-تحديد مستوى التناسق والتآزر العضلي والإدراك البصري والسمعي.
5-الفحص الإكلينيكي للأذن الداخلية
6-قياس مدى التكامل الحسي داخليا وخارجيا
7-قياس حركة العين.
برامج الكمبيوتر ودورها في معالجة عسر القراءة
تمكن العلماء من خلال برنامج كمبيوتر تفاعلي من تحسين المرحلة العمرية التي يستطيع فيها المصاب بعسر القراءة تخطي أزمته بشكل نسبي,
وقد ساعدت هذه البرامج والألعاب الأطفال على النطق الصحيح, حيث أن الأطفال المصابين بعسر القراءة اللذين استخدموا البرنامج المعروف باسم FAST FOR WARDلمدة لا تزيد عن 100 دقيقة يوميا على مدار ستة أسابيع قد حققوا تقدما نسبيا في عمر القراءة الخاص بهم, وطبيعة عمل البرنامج تعتمد على مساعدة الطفل على تعلم الفصل بين الأصوات الكلامية والفترة الزمنية بين كل فونيم والتالي له فيما يلعب الأطفال لعبة كلمات بسيطة.
FAST FOR WORDكيف يعمل برنامج
ولأن الطفل يحتاج إلى المهارات اللغوية والسمعية قبل البدء في تعلم القراءة فإن البرنامج يعتبر لغويا يحتوي على تدريبات تطور هذه المهارات قبل القراءة وهم تدريبات سبع باستخدام التكنولوجيا المعتمدة لتطوير مهارات اللغة الشفهية والاستماع.
ويتميز هذا البرنامج بالمرح بما يتناسب مع تعليم الأطفال بشكل سريع وفعال لتحقيق نتائج جوهرية. ويبدأ التدريب فيه على الكلمات الصوتية إذ يستمعون إلى كلمة ثم يحددون الصورة التي تتماشى معها لتحسين الاستماع والتعرف على الكلمات. ومن ثم يبني الطلاب مهارات الفهم اللغوي عند مشاهدتهم لأربع صور تبين أفعالا يتم القيام بها, ثم يتعين عليهم الربط بين جمل منطوقة مع الصورة الصحيحة.
طرق علاجية لعسر القراءة
طريقة تعدد الوسائط أو الحواس:-
تعتمد هذه الطريقة على حاسة البصر والسمع والحس حركية واللمس في تعليم القراءة, وتفترض هذه الطريقة أن الأفراد يتباينون في الاعتماد على الحواس وفي كفاءتها النسبية داخل الفرد الواحد, مما يفرض عليه تفضيلا حسيا ومعرفيا لأي منها لاستقبال المعلومات ,ومن خلال هذه الطريقة يمكن إحداث نوع من التكامل بين هذه الوسائط لتسهم بصورة أكثر فعالية في الاستقبال النشط للمعلومات. ومن سلبيات هذه الطريقة بالنسبة أنها مرهقة تماما للمعلم كما أنها تحتاج إلى وقت طويل, علاوة إلى أن بعض المختصين يرون أنه يوجد صعوبة في التعامل مع حواس متعددة في نفس الوقت.
طريقة فرينالد:-
لا تختلف هذه الطريقة اختلافا جوهريا عن طريقة تعدد الحواس, حيث تقوم طريقة فيرنالد على استخدام مدخل الحواس المتعددة أيضا في تعليم القراءة, وفي هذه الطريقة يختار التلاميذ المفردات وينطقون الكلمة ويشاهدونها مكتوبة, ثم يتتبعونها بأصابعهم, بعد ذلك يكتبونها من الذاكرة ثم مشاهدتها مرة أخرى, ثم قراءتها مرة أخرى جهريا للمعلم. وفي هذه الطريقة يتعلم الطفل الطريقة ككل من خلال :-
أربع مراحل تدريبية وهي:
1_أن يتتبع الطالب الكلمة بأصابعه مع نطق كل جزء من أجزاء الكلمة مع التكرار إلى أن يتمكن من كتابة الكلمة دون النظر إليها.
2_يصبح في مقدوره أن يتعلم الكلمة الجديدة بأن ينظر إليها وينطقها بينه وبين نفسه, ثم يكتبها بدون النظر إليها, وينطق كل جزء من أجزاء الكلمة أثناء الكتابة.
3_استغناء المعلم عن الكلمات التي أعدها إعدادا خاصا للطفل, حيث يتعلم الطفل بصورة مباشرة من قراءته لكلمات كتاب القراءة بصورة عادية مستخدما طريقة النظر ثم النطق ثم الكتابة.
4_مرحلة التعميم وفيها يكون قادرا على التعرف على كلمات جديدة من خلال تشابهها لبعض الكلمات أو لبعض أجزاء الكلمات التي سبق وتعلمها,
برامج التدريس الموجه المباشر:-
تتكون من أربع مستويات(فهم الاستماع_ التحدث _القراءة_ الكتابة) ويشمل كل مستوى على دروس مصممة بعناية على أساس التتابع الهرمي للمهارة, وفقا للمبادئ الأساسية لعلم النفس السلوكي التي تحتوي على تدريبات وتعليمات قرائية وفقا لمبادئ
التكرار والممارسة يتم التدريب من خلال تحليلي خطوات صغيرة ومخططة مستخدما تعزيز استجابات الطلاب الصحيحة.
مقاييس هامة
مقياس التقدير التشخيصي لصعوبات الإدراك الاستماعي
مقياس التقدير التشخيصي لصعوبات الإدراك البصري
مقياس التقدير التشخيصي لصعوبات الإدراك الحركي.
مقياس التقدير التشخيصي لصعوبات القراءة.
مقياس ألينوي
ما هو مقياس الينوي للقدرات النفسية:
هو اختبار معياري مرجعي للأطفال الذين يتراوح أعمارهم من 5 إلى 13 عاما وهو مصمم لقياس القدرات اللغوية المنطوقة والمكتوبة التي تعتبر مهمة في اضطرابات التواصل والتعلم.
وهو يتكون من 12 اختبار فرعي وهم(المقارنات المنطوقة ,المفردات المنطوقة .قواعد الصرف, الجمل النحوية ,حذف الصوت وتسلسل القافية ,تسلسل الجمل والمفردات المكتوبة, فك تشفير البصر وتشفير الصوت والتهجئة الصوتية.)
أهمية استخدام المقياس
1_تحديد نقاط القوة والاحتياج للقدرات اللغوية للأطفال للمساعدة في تطوير الأهداف التعليمية لديهم.
2_توثيق نمو الأطفال في اللغة نتيجة لبرامج التدخل.
3_المساهمة في تشخيص دقيق لصعوبة القراءة
المراجع
كتاب المقاييس التقديرية التشخيصية(الزيات فتحي)
كتاب صعوبات تعلم القراءة والكتابة د. صلاح عميرة علي.
رسالة دكتوراه د. أحمد عبدالكريم جامعة عين شمس.