ما الذي تريده روسيا من أفريقيا:-
الدب الروسي وتمكنه من القارة السمراء:-
أصبحت أفريقيا في مرمى التنافس بين القوى الغربية وروسيا في الفترة الأخيرة، تسعى كل كتلة لكسب أكبر قدر من الدول الأفريقية في صفها.
في السابق كان الغرب يرى الصين هي المنافسة الأقوى لنفوذها في افريقيا خاصة وأن الصين تربطها بدول القارة السمراء استثمارات اقتصادية ضخمة.
ولكن موسكو حافظت علي صورتها حسنة منذ الحرب الباردة، وفيما يبدو قرر بوتين استعادة امجاد اجداده في استقطاب دول القارة كما كان في عهد الاتحاد السوفيتي.
وعلي الرغم من أن التجارة بين افريقيا وروسيا ضعيفة جدا، إستطاع بوتين التأثير علي مجريات السياسة في كثير من هذة الدول، وظهر ذلك جلياً في الانقلابات العسكرية في تلك الدول ومناهضة الوجود الغربي لا سيما فرنسا.
دخلت روسيا الي قلب أفريقيا عن طريق صفقات الأسلحة بشروط سهلة وبعيدا عن انتهاكات حقوق الإنسان التى تمنع الغرب من بيع الأسلحة لهذة الدول.
بالإضافة لقوات فاغنر الروسية التى تنشط في تلك الدول، لتقديم خدماتها الأمنية والتي تتمثل في حماية أنظمة هذة البلدان.
كما إستخدمت موسكو في دول القارة، سياسة مناهضة الغرب، من خلال ترويج قوات فاغنر الروسية أنها تدعم التحرر في أفريقيا، ونشر افكار ك(معاداة) الوجود الغربي أو الإستعمار القديم في أفريقيا لا سيما فرنسا.
وعلي الرغم من نفي روسيا المتكرر أي علاقة لها بقوات فاغنر، الا أن وجود فاغنر الي جانب شركات عسكرية روسية في دول عدة من افريقيا والقتال جمبا الي جمب مع القوات الروسية في أوكرانيا، يفسر عكس ذلك.
كما تحرص روسيا في تواجدها داخل القارة سوى عن طريق فاغنر أو قواعدها العسكرية، أن تكون في مناطق حيوية، ويظهر ذلك من خلال تتبع أماكن إنتشارها، إما حول مناطق تعدين او تنقيب أو بحار، في محاولة لتأمين الملاحة البحرية وضمان اي خط تجارة تحتاجه موسكو اليوم أو في المستقبل، وبالإضافة للوصول إلى المواد الخام.
ونجد قوات فاغنر تنشط في الدول التي تعاني من أزمات والدول الهشة بحجة تأمين آبار النفط ومناجم الذهب و اليورانيوم وغيرها من الموارد، التى تنقب فيها(تستغلها) الشركات الروسية وفق عقود طويلة، مقابل حماية أنظمة الحكم في هذة الدول.
وايضا تشوب علاقة روسيا بأفريقيا إتهامات أخرى، كالتلاعب في نتائج الإنتخابات والوقوف وراء الإنقلابات التي تزايدت مؤخرا.
وقد يكون خير مثال لذلك ما حدث لفرنسا في بوركينا فاسو ومالي وحاليا في النيجر، فهذه الدول قامت بطرد فرنسا من أراضيها وفي ذات الوقت رفع مواطنيها علم روسيا كحليف جديد.
أما في إطار التحالف الدولي أو الدبلوماسية الدولية، تكاد تتكافئ إحتياجات روسيا من أفريقيا والعكس، في كسر العقوبات علي كليهما، حيث تحتاج روسيا الي منع الأمم المتحدة من فرض عقوبات عليها، من خلال تصويت الدول الأفريقية في الجمعية العامة، بالرفض على هكذا قرارات، وكذلك وجود حق النقض او الفيتو في يد روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن ، يكسر من حدة العقوبات الاقتصادية المفروضة علي بعض الدول الأفريقية.
ورغم أن إحتياجات أفريقيا تتمثل في الأمن والغذاء و الطاقة، نجد أن قادتها لا يسعون سوى في الإستمرار في الحكم لأطول فترة ممكنة ضاربين بهذة المتطلبات عرض الحائط.
ومن المؤسف أن هذة السياسات لا تقهر الأفارقة اليوم فقط، وتمنعهم من الحرية والديمقراطية والعدالة والاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني بل تهدد مستقبل أفريقيا أيضاً.