ناصر خليفة يكتب : الجدار الأخير

في أغسطس الماضي نشر موقع Observador البرتغالي مقالا للكاتب والمحلل السياسي البارز أفونسو مورا تحت عنوان مصر حصن ضد التطرف الإسلامي أشاد فيه بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة الإرهاب والتطرف ووصفه بأنه «الجدار الأخير» في هذه المعركة.
وأوضح المقال أهمية ما حدث في مصر عام 2013، وأن نتائج ذلك في السنوات التي تلتها ليس على الدولة فقط، وإنما أثرت على كل من دول البحر المتوسط وأوروبا، التي كادت أن تقع في شر هذا الأمر لو تمكنت جماعة الإخوان من حكمها في مصر، حيث كانت ستسيطر بشكل عام على البلاد المجاورة، وكانت ليبيا معدة لتصبح المنصة الأكثر خطورة على الأمن الأوروبي. واستنكر المقال صدمة العديد ممن وصفهم بالمثاليين في عام 2013 مما وصفوه بأن ما حدث في مصر وقتها أوقف العملية الديمقراطية بوحشية، بحسب زعمهم، متجاهلين أن المتطرفين الإسلاميين يختبئون أحيانا وراء مفاهيم مثل الليبرالية أو سيادة القانون، رغم أن الهدف تخريب تلك المفاهيم من الداخل. وأكد الكاتب والمحلل السياسي «أفونسو مورا»، أن النصر الذي حققه السيسي في معركته على جماعة الإخوان يعد هزيمة جيوسياسية لدول أخرى، مشددا على أن السيطرة على العالم السني تمر عبر القاهرة، وقد يكون السيسي هو الجدار الأخير في معركة التطرف، أي أنه آخر سور لمصر ولنا كدول أوروبا في مواجهة الإرهاب، رغم أن مصر بلد تأسست على تقاليد تاريخية عريقة ولا تمتلك الرموز الإسلامية المقدسة والتراث الإسلامي كغيرها من الدول.
وأشار أنه حذر من حلم البعض في دولة الخلافة الإسلامية، ولولا تدخل السيسي لنجح هذا التيار في إقامة خلافته وفق مفاهيمه المتطرفة، موضحا أن تصرف السيسي لم يكن بمفرده ولكن الكثير في المجتمع المصري أدركوا خطورة التطرف.
ووصف «مورا» التقدميين الأوروبيين الذين رحبوا بتصرفات الإخوان واعتبروها إيجابية من زاوية التعددية الثقافية، بأنهم «أغبياء»، مشيرا إلى أن تلك الجماعة وعناصرها يستعدون مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة والتي ستجرى في أوائل عام 2024، إلى التغلغل في الرأي العام وخاصة أوروبا الغربية لمحاولة التأثير على الرأي العام.
وهذا ما نراه يحدث الآن بالفعل تحاول بعض الجهات الداخلية والخارجية استغلال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر لضرب حالة الاستقرار السياسي والأمني التي تعيشه البلاد بهدف الضغط لتقديم تنازلات في الكثير من الملفات الداخلية والخارجية. وحملات تحريضية ممنهجة تزامنا مع الانتخابات الرئاسية المصرية 2024. لزعزة الثقة في القيادة السياسية
المقال يؤكد صحة المواقف المصرية بخصوص طبيعة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية عابرة للحدود، تتسم بأنها مركبةُ الأبعاد ولا ترتبط بدين أو ثقافة أو منطقة جغرافية بعينها، وأنها أصبحت خطراً وجودياً يُهدد الكافة وينال من مُكتسبات التنمية ومُقدرات الدول،وهو ما يملي على دول العالم تعزيز التعاون فيما بينها لمواجهة هذه الآفة بكافة أشكالها ومظاهرها، ومعالجة أسبابها الجذرية من منظور شامل ومُتكامل، وجهد الدولة المصرية والتزامها بالمشاركة بفعالية فى الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى دحر الإرهاب فى كل مكان بغض النظر عن مرتكبيه أو مبرراتهم ودوافعهم.
وكلما زاد حجم الإنجازات زادت رقعة الإشاعات هم لم يفهموا للآن أن القضية عند الرئيس السيسي هي مستقبل الوطن واستقراره وأمنه وترسيخ أسس وقيم الجمهورية الجديدة التي تقوم على أولوية الحفاظ عليه وحمايته وسط واقع دولي وإقليمي متغير
عشر سنوات مرت منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد في مرحلة بالغة الصعوبة من حيث حجم وتنوع التحديات التي تواجهها مصر ومحيطها الجغرافي والإقليمي والدولي المضطرب ومع ذلك نجح الرئيس السيسي في بناء دولة قوية يعي العالم الآن قيمتها بخاصة في ظل الصراعات التي يشهدها العالم ودول المنطقة
وإعادة الوطن لمسار الإصلاح وضع خريطة تنمية عملاقة لمصر، وما زال يواصل البناء والتنمية والانتهاء من بنية تحتية قوية، وأصبحت مصر قادرا على منافسة دول كبيرة عبر سياسة حكيمة يقودها السيسي عربيا وإفريقيا وعالميا والبناء الداخلي . الرئيس السيسي رئيس بحجم الدولة المصرية الوحدة الوطنية أقصى غاياته، والحفاظ على الأمن القومي المصري حلمه المنشود
وأدعو الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأدعمه لولاية جديدة، فلا يمكن أبدا المزايدة على دور الرئيس وخاصة في إعادة الاستقرار الأمني والنهضة التنموية والعمرانية الهائلة تراها العين وشعبيته الكبيرة في قلوب وعقول المصريين .
وأخيرا المسئولية لا تكتسب بالكلام ومحاولة عودة البعض لا تعود بالشعارات والتجريح والمؤامرات ووضع اليد مع من كان يهدف إلى سقوط مصر كل الأقنعة الزائفة ستكشف قريبا أمام الشعب وان نعى أن نفس الخطر الذي ذقنا مرارته يراودهم حلم العودة بمساعدة داخلية وخارجية ويحزنهم استقرار الدولة ويأملون في سقوطها لتحقيق مصالحهم ولندرك جميعا أن الحفاظ على البلاد والعباد بمراعاة الله في كل الأقوال والأفعال والوعى .
حفظ الله مصر قبادة وشعبا