الحب الصامت قصة قصيرة بقلم : محمود سعيد برغش
الحب الصامت قصة قصيرة
بقلم : محمود سعيد برغش
تقدم شاب لوظيفة فى إحدى الهيئات الحكومية ، وكان هذا الشاب فى ربيع عمره ، وقد تم قبوله فى الوظيفة المعلن عنها ، وإستلم عمله الجديد ، وتعرف على الزملاء ، ورحبوا به ، وكونوا فريقاً واحداً ، يتكون من أربعة رجال وخمسة نساء ، ووقعت عينه على إحداهن لجمالها الملحوظ .
كان الشاب خجولاً جداً . لايجرء على حتى الحديث معها ، فيتوتر ويهرب من نظرات عينيها .
أراد يوماً أن يعرف ، ما إذا كانت – تلك الفتاة – مرتبطة أم لا ، فسأل زميل لهما فى العمل ، بحجة أنه يريد أن يتعرف على زملاءه ، ويعرف شخصياتهم ، حتى لا يضايق أحدهم ، فحكي له زميله عن جميع شخصيات كل الزملاء ، وإستطاع أن يعرف عن زميلته التى عشقها فى صمت غير مرتبطة .
ظل الشاب يحاول أن يلفت إنتباه الزميلة له ، ولكنه كان يخاف رد فعلها ، الذى إحتمال إنه على عكس ما يرغب ، ومع الوقت عرف أنها يتيمة الأبوين ، وتعيش فى بيت إحدى أخواتها .
كانت الفتاة المقصودة ، صامتة دائماً وتكتم سرها داخلها ، وحاول الشاب فتح حوار معها ، ولكن صمتها كان يوقفه ، وبالمثل هو يهرب سريعاً من نظراتها له ، وظلا هكذا .. ، حتى شعر أحد الزملاء بما يدور ، فواجهه فى البداية وأنكر ، وأخيراً آمن الشاب لزميله ، وإعترف له بحبه لها ، وجاءت نصيحته له بمفاتحتها ، والإعتراف بما يدور بداخله ، ولكن شبح الخوف كان يطارده ، خوفاً من غضبها وثورتها ، ويكون الموضوع على المشاع للجميع ، ويفقد الموضوع عذريتها ، فيحرم حتى من النظر إلي عينيها .
ظل الأمر معلقاً بين السماء والأرض عدة شهور ، حتي شعرت الزميلة المقصودة ، بأنه يحاول لفت إنتباهها ، وأنه كان حريص على مشاعرها فى حالة رفضها له ، وتوقعت أن يفاتحها فى أمر زواجهما ، ولكنه لجم ظنناً فى رفضها إياه ، وتقدم لها أحد أقاربها ، وعلم الشاب بذلك ، ودعت الجميع للمناسبة ، وتم عقد قرانها وتزوجت .
عاش الشاب على أنقاض حبه الصامت ، وكان عندما يقابلها فى العمل يفرح فرحاً شديداً .
مرت السنوات وهو على نفس الحال ، ومات زوجها ، وتزوج أبنائها ، وفى هذا اللحظة تحرر من خوفه ، ووضع فى قرارة نفسه ، قرار بعدم ضياع الفرصة مرة أخرى ، فتشجع وفاتها فى زواجهما ، فترددت كثيراً ، بسبب إحتمال رفض أولادها ، وتجرع من كأس الجراءة ، وذهب لأولادها ، وترجاهم فى الموافقة على الزواج منها ، وتم الزواج ، فقد سرقا عامين من عمر الزمن فى سعادة ، ولكن دائماً للزمن رأي آخر ، فلم يكتب لهما الوقت الكافي الإسراع ، فقد أصابها سهم الموت ، فحزن حزناً شديداً ، ومات بعدها بفترة قليلة ، وأعقبها بالوفاة من فرط حزنه الشديد .