قواتنا الباسله (العسكرية المصرية) تصنع الحياة وتعيد ليبيا لطبيعتها.

بقلم : ناصر خليفة
الكوارث الطبيعية من السنن الكونية التي تحدث بشكل لا إرادي وخارجة عن قدرة الإنسان وطاقته، فكل شيء بأمر الله، ودروس مفادها أنه لا ملجأ إلا الله فالدنيا تتغير في لحظة وربنا بقدرته قادر أن يغير كل الموازين في طرفة عين، استيقظ العالم على ما يحدث في الشقيقة ليبيا ومحنتها التي هي الأشد في التاريخ ونكبة ألقت بظلالها على كل آثار الحياة حجرا وبشرا وفاقت كل التقديرات تعرضت لها مدينة درنة بليبيا وحجم الدمار الذي خلفته الفيضانات الناجمة عن الإعصار “دانيال” وأحياء وشوارع اختفت في لحظات، نكبة اهتزت لها القلوب قبل الأبدان الناس يسمعون صرخات الأطفال تحت الأرض ولا يعرفون كيفية الوصول إليهم وسيول جارفة، وأودية كاسحة، وأرض تبلع، وبحر هائج يموج، رائحة الموت في كل مكان بالمدينة والجميع يقفون حيارى أمام هذه الأحداث،
وإغاثة الملهوف له أجر عظيم عند الله تعالى. من هنا جاء تحرك الدولة المصرية السريع قبل أي تحركات دولية أو إقليمية وتوجيهات الرئيس السيسي للقوات المسلحة العظيمة الوطنية بالتقديم الفوري لكافة أوجه الدعم من أطقم إغاثية ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين وحاملة الطائرات “ميسترال” والتي تعتبر جيشا كاملا وتقوم بأول مهامها الإغاثية منذ انضمامها إلى القوات البحرية المصرية حيث تنفذ مهام متعددة منها العمل كمستشفى ميداني بحري كل ذلك من منطلق العمق التاريخي والعميق بين مصر ومحيطها العربي ودور الدولة المصرية في كافة القضايا العربية والدولية لتؤكد أن تحركاتها تصب دائما لخدمة الدول العربية وإضافة للتاريخ المصري الحافل بالمواقف الإنسانية العظيمة وسباقة في تقديم يد العون للجميع في الكوارث والأزمات، وتعتبر أمن الأشقاء من أمنها القومي. ولم يقتصر دعم مصر لليبيا فقط، بل قدمت مساعدات لكافة الأشقاء، من خلال دعم مصر للمغرب الشقيقة بعد جراء كارثة الزلازل المدمر ثم ليبيا وقبلها سوريا وتركيا والعديد من الدول. لفت نظري رسالة على صفحات السويشال ميديا للدكتورة منى عبد الرحمن باحثة جزائرية للجيش المصري والرئيس السيسي قالت إن كارثة ليبيا كشفت عن السر المرعب لقوة الجيش المصري ومن يتابع الكارثة التي تتعرض لها ليبيا الشقيقة الآن بسبب إعصار دانيال. ويلاحظ أن العيون مصوبة على الجهود الكبيرة وغير طبيعية التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية. فمبحرد أن وقعت الكارثة عقد الزعيم السيسي اجتماعا عاجلا بقيادات القوات المسلحة في مقر وزارة الدفاع المصرية ولم تمر دقائق على فض الاجتماع حتى أطلق الجيش المصري أكبر عملية إنقاذا تشهدها المنطقة في تاريخها. وكنا نظن أن الأمر سيقتصر على تقديم مواد الإغاثة والدفع بفرق إنقاذ وفرق طبية كما هو معتاد في مثل هذا النوع من الكوارث لكننا فوجئنا بتحرك غير مسبوق وبإمكانات ووسائل لا تمتلكها إلا القوى العظمى.
وكشفت عن خطط عسكرية غير مسبوقة استحدثها وطبقها الجيش المصري.
في بضع ساعات أخلت القوات المصرية جثث المصريين الذين كانوا يعملون بليبيا واستشهدوا في الإعصار وسلمت جثامينهم لأهاليهم في مختلف المحافظات.
وعبر جسر جوي أوله في القواعد العسكرية المصرية وآخره في ليبيا ينقل للأشقاء المساعدات ويعود حامل المنكوبين الذين فقدوا منازلهم وأصبحوا بلا مأوى.
وبرا وبسرعة مذهلة تحركت الشاحنات والآليات وعربات الإسعاف والإنقاذ والجرافات لتصل في زمن قياسي لموقع الكارثة لتصنع معجزات من أجل تحرير المحاصرين وإنقاذ العالقين في الفيضانات وانتشال جثث الضحايا
في الوقت الذي قالت فيه وسائل الإعلام العالمية إنه لا توجد معدات إنقاذ قادرة على الوصول للأماكن المنكوبة لم يقتصر الحشد المصري على البر والجو بل كان بحرا أيضا
فقد تحركت حاملة الطائرات المصرية ميسترال التابعة لأسطول الشمال المصري لتصل للسواحل الليبية في زمن قياسي ليستقبل المستشفى العائم الموجود على متنها مئات الأشقاء الليبيين فيما نفذت القوات البحرية المصرية عملية إنزال على شواطئ ليبيا لفتح طرق غير متوقعة لإنقاذ الليبيين العالقين.
تزامنا مع هذا وفي القواعد العسكرية المصرية الموجودة في غرب البلاد تم تجهيز معسكرات إيواء قادرة على احتواء عشرات الآلاف وذلك لإيواء الأشقاء الليبيين الذين فقدوا منازلهم وأصبحوا بلا مأوى.
هذه العملية التي تصنف تحت عنوان إنقاذا تمثل واحدة من أكبر وأعقد العمليات العسكرية التي لا تطلق فيها نيرانا للقتل بل تصنع فيها الآلة العسكرية الحياة… كما تثبت أن الجيش المصري على أعلى درجة من الكفاءة والجاهزية
وإن القوات المسلحة المصرية بمختلف أفرعها شهدت تطورا وتقدما كبيرا وغير متوقع… وإن مصطلح (مسافة السكة) الذي أطلقه الزعيم السيسي منذ سنوات مهددا كل أعداء الأمة بات أقصر من مسافة السكة
وباتت عملية إنقاذ الجيش المصري لليبيا شاهدة على قوة وجاهزية القوات المسلحة المصرية بشكل يخيف أعداء أم الدنيا ويجبرهم على دراسة الدرس الليبي بمزيد من الإمعان والفحص
. رسالة تحليله قوية تثبت قوة خير أجناد الأرض وإنذار لكل من تسول نفسه اختبار الجيش المصري هذه الرسالة ذكرتني بحديث الرئيس السيسي أثناء تفقده للوحدات القتالية بالمنطقة الغربية يوم السبت 20يونيو 2020، قال أن الجيش المصري لديه الكثير من الأنشطة تتم لا أحد يعرف عنها شيء في المنطقة الغربية على كامل الحدود مع الدولة الشقيقة ليبيا، هو جيش قوي صحيح ومن أقوى جيوش المنطقة، هو جيش رشيد جيش يحمي ولا يهدد، يؤمن ولا يعتدي، وهذه استراتيجيتنا، وهذه عقيدتنا وثوابتنا التي لا تتغير حفظ الله مصر وجيش مصر وقيادة وشعبا.
ونتقدم جميعا بخالص المواساة والتعازي والتضامن مع كل من ليبيا والمغرب في كارثتي إعصار” دانيال “وزلزال” الجوز “وأن يتغمد الله الضحايا بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويهم وأسرهم الصبر والسلوان ويمن بالشفاء العاجل على جميع المصابين.