لقد قتلت الطبيعة الأطفال في الدول العربية وشردت ويتمت من نجا كما فعلت الحروب تماما، ولكن المحزن أن يكون للحكام تحالف مع الطبيعة أيضا.
عند النظر إلي الدول التي وقعت فيها كوارث طبيعية مؤخرا نجدها، تربطها رابطة الدول العربية أو الشرق الاوسط الكبير عندما تضاف إليها تركيا.
وهذة دول في غالبها تعاني من الجوع والفقر والظلم والحروب وزادات الكوارث الطبيعية من زالزال واعصار (الطين بلة).
إعصار (دانيال) الذي ضرب ليبيا، مدينة درنة بالتحديد كان القشة التي قصمت ظهر البعير، درنة الليبية عانت الارهاب من وجود القاعدة وداعش وشهدت الحرب الليبية التي استمرت من العام2011م، ولم تهدا كامل ليبيا الي اليوم، وما أن اخذت درنة انفاسها حتى جاها الإعصار، ولكن المؤسف جدا أن الكارثة علي درنة بها ايادي بشرية.
درنة التي جربت الفيضانات من قبل، السدود التي بها، كانت قد تاكلت وتحتاج إلي صيانة فورية، وحكومات ليبيا رغم كثرتها لم تكن تسمع لأحد ولم تقم بدورها وواجبها، وصوت البنادق كان يعلو علي صوت الأبحاث.
حتى يتخيل القاريء حجم التواطؤ للمسؤولين الليبيين، فقد حذر من هذة الكارثة عالم الهيدرولوجيا “أ.ر عبد الونيس’ من جامعة عمر المختار في ورقة بحثية نشرت قبل عام، حيث ذكر “إذا حدث فيضان هائل فإن النتيجة ستكون كارثية علي سكان الوادي والمدينة” وطالب باتخاذ خطوات فورية لصيانة السدود، حسب ما اوردت ال(BBC).
الكارثة الليبية التي تجاوز عدد ضحاياها ال11 ألف قتيل غالبيتهم من الأطفال، وما زال العدد في تزايد، كان بالإمكان تلافيها أو الحد من اضرارها لو كانت هناك مسؤولية تجاه المواطن، ولو كان الصراع من أجل المواطن وليس من أجل الحكم.
ولم يكن الموتى ليبيين فقط، فقد شمل عدد الضحايا والمفقودين في درنة سودانيين، هربوا من نيران البنادق في الخرطوم إلي إعصار دانيال، لفظتهم الخرطوم أحياء وأموات، فدفنوا مع اشقائهم الليبيين.
أما الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب فقد كان التأثير المباشر علي الفقراء، طبيعة المنطقة الجبلية “جبال الأطلس” التى هي عرض للزلازل، يبنى السكان بيوتهم علي سفوحها بطرق تقليدية لذلك لم تكن هناك اي مقاومة من قبل منازلهم ضد الزلزال وصعوبة الطرق كانت عائق أمام عملية الإنقاذ للضحايا، وعلي الرغم من الجهود الكبيرة والمقدرة التي تبذلها الحكومة المغربية للحد من الكارثة فقد تجاوز عدد القتلى الثلاثة ألاف.
قبل زلازال المغرب واعصار دانيال سبقتهم الي الكوارث تركيا وسوريا، بداية العام الجاري، فالسوري الذي لم تقتله البراميل المتفجر، مات بالزلزال، حتى النازحين الي تركيا لم يسلموا.
أقدار الله مكتوبة ولكن تقصير الحكام غير مقبول، هناك طرق للحد من الكوارث الطبيعية، صيانة السدود، والسكن العشوائي وفي مناطق خطرة ومعرضة للكوارث، وحماية المواطن من الحروب ومنعها والمحافظة علي أمنه، وتوفير سبل العيش الكريم، كل هذة الاشياء تقع تحت مسؤولية الدولة، فالحكومات كانت سبب مباشر في تفاقم حجم الكوارث الطبيعة.