تعليممقالات

دور الأسرة في برامج التدخل المبكر

بقلم أ/ عبير ابراهيم سماحة

تعد برامج التدخل المبكر أحد أهم الأدوات التي تسعى إلى تعزيز نمو وتطور الأطفال في مراحلهم الأولى من الحياة. إن تلك البرامج تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة للأطفال الذين يواجهون تحديات تنموية أو صحية مبكرة، وتعتمد بشكل كبير على دور الأسرة في تحقيق نجاحها وفعاليتها. إن تفهم الأسرة لدورها في هذه البرامج يعتبر عنصرًا حاسمًا في ضمان تحقيق النتائج المرجوة

هذا و تعتبر الأسرة الوحدة الأساسية في المجتمع، ولها دور كبير في بناء وتطوير المجتمعات. واستدراكًا لأهمية الدور الحيوي الذي تلعبه الأسرة في تكوين الأفراد وتنميتهم، تم تطوير مفهوم “برامج التدخل المبكر” لدعم الأسرة والأطفال في مراحل عمرية مبكرة. تهدف هذه البرامج إلى توفير الدعم والمساعدة للأسر في تحقيق تنمية صحية ومستدامة لأبنائهم. إليكم هذا المقال الذي يسلط الضوء على دور الأسرة في برامج التدخل المبكر.

**تعريف ببرامج التدخل المبكر:

برامج التدخل المبكر هي مجموعة من الأنشطة والخدمات التي تُقدم للأطفال وعائلاتهم في مراحل عمرية مبكرة من الحياة، عادة قبل سن الروضة أو الدخول المدرسي. تهدف هذه البرامج إلى تعزيز التنمية البدنية والعقلية والاجتماعية للأطفال، وتقديم الدعم للأسر في تحقيق أهدافها وتطلعاتها

وبرامج التدخل المبكر هي برامج تهدف إلى تقديم الدعم والخدمات للأطفال في مراحلهم الأولى من الحياة لتعزيز نموهم وتطويرهم. وهناك عدة أنواع مختلفة من برامج التدخل المبكر، تشمل:

1. **برامج التطوير الاجتماعي والعاطفي:**

   – تستهدف هذه البرامج تعزيز التفاعل الاجتماعي والعاطفي للأطفال. تشمل أنشطة تعلم المشاعر والمهارات الاجتماعية وتعزيز التواصل الإيجابي.

2. **برامج التعليم المبكر:**

   – تهدف هذه البرامج إلى تقديم تجارب تعليمية مبكرة للأطفال من خلال اللعب والتفاعل. تشمل القراءة المبكرة والأنشطة الحسابية والتجارب العلمية البسيطة.

3. **برامج التطوير اللغوي:**

   – تستهدف هذه البرامج تطوير مهارات اللغة القراءة والكتابة للأطفال في سن مبكرة. تشمل أنشطة تعليم الحروف والكلمات والقراءة بصوت عالٍ.

4. **برامج الدعم السلوكي:**

   – تستهدف هذه البرامج تحسين السلوك والتواصل للأطفال الذين يعانون من تحديات في هذا المجال. تشمل تدريب العقليات والتوجيه السلوكي.

5. **برامج التطوير الجسدي:**

   – تستهدف هذه البرامج تعزيز النمو البدني والحركي للأطفال. تشمل الأنشطة الرياضية والألعاب والتمارين البسيطة.

6. **برامج التوجيه والدعم الأسري:**

   – تستهدف هذه البرامج تقديم الدعم والمشورة للأهل حول كيفية تنشئة ورعاية أطفالهم بشكل فعال. تشمل أيضًا موارد حول التطور النمائي للأطفال.

7. **برامج التنمية الاجتماعية والثقافية:**

   – تهدف هذه البرامج إلى تعريف الأطفال بثقافات متعددة وتشجيع التفاهم الثقافي والاحترام. تشمل الأنشطة الثقافية والفنية.

8. **برامج التوعية الصحية:**

   – تستهدف هذه البرامج توعية الأهل والأطفال بمفاهيم صحية هامة مثل التغذية السليمة والنظافة الشخصية واللياقة البدنية.

9. **برامج التدخل في حالات الضغط والأزمات: **

   – تستهدف هذه البرامج تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يواجهون ضغوطًا أو أزمات عائلية أو اجتماعية.

وتُصمم هذه البرامج لتلبية احتياجات متنوعة للأطفال في مراحل تطويرهم المبكرة، وتختلف من بلد إلى آخر وفقًا للسياق والمتطلبات المحلية.

. فوائد تفضيل برامج التدخل المبكر

1.      تحسين التنمية الاجتماعية والعاطفية للأطفال:

 بفضل دعم الأسرة، يمكن للأطفال تطوير مهارات التعاون والاستقلالية والتحكم في عواطفهم.

2.      تحسين الأداء الأكاديمي:

 يعزز التعليم المبكر من أداء الأطفال في المدرسة، حيث يمكن للأطفال الذين يشاركون في برامج التدخل المبكر التفوق أكثر من غيرهم.

3.      تعزيز العلاقة الأسرية:

 يساهم التفاعل المبكر بين الأسرة والأطفال في تعزيز العلاقات الأسرية وبناء أسس قوية للعلاقات الاجتماعية في المستقبل.

4.      الوقاية من التأخر التنموي:

يمكن لبرامج التدخل المبكر التعرف على التحديات والمشكلات التنموية في مراحلها المبكرة واتخاذ الإجراءات اللازم للتدخل والتصحيح.

**دور الأسرة في برامج التدخل المبكر:**

الأسرة لها مكانة خاصة في المجتمعات الإنسانية بسبب قدمها وثباتها والآثار التي تتركها، وتقوم الاسرة بأدوار لا يمكن لأي برنامج أن ينوب عنها في القيام بها، فهي المعلم الأول والاهم في حياة الطفل، والأكثر معرفة بمشكلاته، والصعوبات التي يعاني منها ، لان ما يتعلمه فيها يبقى معه طوال حياته، كما انه يكتسب عن طريقها قيمه الاجتماعية ومعايير سلوكه

ولذلك نجد ان مشاركة الاسرة الفعالة فى برامج التدخل المبكر هى شرط اساسي لنجاحها .وتؤكد العديد من الدراسات ﺃﻥ ﻓﺎﻋﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻸﻁﻔﺎل من ذوى الاعاقة  تزداد  عندما يشارك الوالدان والاسر  فى التخطيط التعليمى طويل المدى .(Heward,2006:99) (حنفي، علي عبدالنبي- رفيق ،صفاء دراسة تجريبية 2004)

لذا تعود مشاركة الاسرة فى برامج التدخل المبكر بفوائد  متنوعة لكل من الاسرة  وفريق العمل :-

بالنسبة للاسرة:-

         مشاركة الاسره تساعد علي تفهم حاجات الطفل ومشكلاته

         مشاركة الاسره تساعد علي اكتساب المهارات اللازمة لتدريب الطفل .

         مشاركة الاسره تساعد علي تخطي المرحلة النفسية التي تمر بها .

         مشاركة الاسرة تؤدي الي تكوين رباط قوي بين كل افراد الاسرة والطفل.

         مشاركة الاسرة تزودها بالمعلومات الضرورية حول مصادر الدعم المتوفره في البيئة .

         مشاركة الاسرة تساعد علي المناداه بحقوق الطفل واطفال اخرين ( دليل التدخل المبكر والدريب الإنتقائي).

بالنسبة لفريق العمل:-

         مشاركة الاسرة تساعد فريق العمل علي اتمام البرنامج التدريبي بنجاح.

         مشاركة الاسرة تساعد فريق العمل في توفير بعض الوقت مما تعطية فرصة في تدريب الطفل علي المهارات ذات الاولوية ويدرب عدد اكبر من الاطفال .

اثناء برنامج التدريب علي الاسرة ان تقوم بمايلي:

1.      توفير بيئة داعمة:

تعتبر الأسرة البيئة الأساسية لتنمية الطفل. من خلال توفير بيئة آمنة ومحبة، يمكن للأسرة أن تلعب دورًا هامًا في تعزيز نمو الطفل وتطويره.

2.      التعليم المبكر:

 يمكن للأسرة تقديم تعليم مبكر للأطفال في منزلها. هذا يشمل تعريف الأطفال بالألوان والأشكال والأرقام والحروف، وهو مفتاح لتطوير مهارات القراءة والكتابة لاحقًا.

3.      التواصل والتفاعل:

 يلعب التفاعل بين الأطفال وأفراد أسرتهم دورًا كبيرًا في تطوير مهارات التواصل واللغة. الحديث مع الأطفال والاستماع إلى أفكارهم وأسئلتهم يعزز من تطورهم اللغوي.

4.التحفيز والتطوير:

 يجب على الأسرة تشجيع الأطفال على استكشاف عوالمهم وتطوير مهاراتهم الفردية. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير الألعاب التعليمية والفرص للتعلم النشط.

5.الرصد والاستجابة:

 يعتبر الرصد المستمر لتقدم الأطفال في مجموعة متنوعة من المجالات مهمًا. عند اكتشاف أي تحديات أو احتياجات خاصة، يمكن للأسرة أن تتصرف بشكل سريع وتوجيه الأطفال نحو الدعم اللازم.

**ختامًا:**

إن دور الأسرة في برامج التدخل المبكر لا يقتصر فقط على تقديم الدعم والرعاية للأطفال، بل يمتد أيضًا إلى تطوير مهارات الأسرة في تربية أبنائها. فهي تساعد الأسرة على توفير بيئة مناسبة لنمو الأطفال وتطويرهم، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر تطورًا واستدامة.

لا يمكن التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية استثمار المجتمعات في برامج التدخل المبكر وتعزيز دور الأسرة فيها، حيث يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على مستقبل الأجيال الصاعدة وتحسين الجودة الحياتية للأفراد والمجتمعات بشكل عام.

المراجع :

1-      خولة أحمد يحي , إرشاد أسر ذوى الإحتياجات الخاصة ,دار الفكر للطباعة والنشر , الأردن ,الطبعة الاولى , 2003  

2-      جمال الخطيب أولياء أمور الأطفال المعاقين – استراتيجيات العمل معهم وتدريبهم ودعمهم – ، إصدارات أكاديمية التربية الخاصة، الرياض، ط1، 2001م

3-      مؤتمر دور جمعيات أولياء أمور المعاقين في دعم أسرة الشخص المعاق , الشارقة (25-26 مارس 2009), ورقة عمل دعم أسرة الشخص المعاق نفسيا وإجتماعياً, إبراهيم أمين القريوتى,

4-      الملتقى الثالث عشر للجمعية الخليجية للإعاقة 2013,  

5-      مجلة المنال دور الإرشاد في تعديل ثقافة الأسرة للتعامل الفعال مع ذوي الإحتياجات الخاصة , رانيا الصاوى أغسطس 2012.

6-      دليل التدخل المبكر والتدريب الارتقائي , اعداد جمعية التنمية الصحية والبيئية , الهيئة القبطية الإنجليزية مركز سيتي , الدعم الفني هيئة انقاذ الطفولة البريطانية – مصر

7-المشاركة التعاونية بين الإختصاصيين وأسرالأطفال ذوي الإعاقة في ضوء بعض المتغيرات (دراسة وصفية)- د. علي عبدالنبي حنفي- د. صفاء رفيق – جامعة الملك سعود كلية التربية قسم التربية الخاصة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى