أحمد منصور يكتب.. كيف تهدد انقلابات إفريقيا مصالح باريس

بقلم الكاتب : أحمد منصور

 

حصون فرنسا تتساقط.. كيف تهدد انقلابات إفريقيا مصالح باريس؟

 

مثل قطع الدومينو تتساقط مجموعة من الدول الأفريقية التي كانت تشكل منفذاً رئيسياً للنفوذ الفرنسي في القارة السمراء، بما يعمق التحديات التي تواجهها باريس في هذه البقعة الاستراتيجية من العالم بما تزخر به من ثروات هائلة، لا سيما فيما يخص المواد الأولية والمعادن.

 

 

من مالي وبوركينا فاسو وصولاً إلى النيجر والغابون أخيراً، ضربت عدوى الانقلابات حصون فرنسا واحداً تلو الآخر في إفريقيا، وبما يفضي إلى قلق فرنسي عميق جراء تصاعد التهديدات المرتبطة بخسائرها للأنظمة الحليفة لها في تلك البلدان، وتحت وطأة تنامي الأصوات المحلية الرافضة للوجود الفرنسي، والداعية إلى ضرورة بناء شراكات متوازنة تُخرج دول القارة من نطاق التبعية.

 

تفاقم تلك الأحداث والتطورات الضغوطات التي يواجهها الاقتصاد الفرنسي، المُثقل أساساً بتبعات الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا، ولا سيما في ضوء اعتماد باريس على حلفائها في القارة السمراء فيما يخص واردات بعض المواد الأساسية، ومن بينها اليورانيوم من النيجر المستخدم في محطات توليد الطاقة الكهربائية في باريس على نطاق واسع.

 

 

خسارة فرنسا لتلك البقع الاستراتيجية في القارة، ووسط تصاعد احتمالات توسع حمى التوترات السياسية في دول أخرى في المرحلة المقبلة، يعد اختباراً قوياً للدبلوماسية الفرنسية التي تتعرض لهزّات عنيفة في الوقت الحالي، كما أنها تشكل اختباراً مماثلاً لقدرة وصلابة الاقتصاد الفرنسي على استيعاب أية خسائر قادمة من أفريقيا، في ضوء توسع الشركات الفرنسية العاملة في دول القارة، فضلاً عن اعتبار عدد من بلدان القارة كأسواق مهمة للمنتجات الفرنسية، ومع ارتباطات العملة في تلك البلدان بباريس.

 

يقول خبير العلاقات الدولية، رضوان قاسم، في تصريحات خاصة لموقع ” سكاي نيوز عربية”، إن الوضع بالنسبة لفرنسا متأزم إلى حد كبير، بالنظر إلى الأحداث الجارية في إفريقيا وسلسلة الانقلابات التي تشهدها القارة وفي الدول التي كانت ترتبط بشكل مباشر ببياريس، وبما يؤثر على المصالح الفرنسية بصورة واضحة.

 

ويشير إلى أن الأحداث المتتابعة تؤثر على الاقتصاد الفرنسي على عدة صعد، لا سيما عند الأخذ في الاعتبار طبيعة الثروات التي تزخر بها تلك الدول والعلاقات الاقتصادية التي تربطها بفرنسا، وما توفره للشركات الفرنسية من فرص واسعة، بما في ذلك ما يتعلق باليورانيوم (كما هو الحال بالنسبة للنيجر) وكذلك النفط (كما هو الحال بالنسبة للغابون) ومواد أخرى مثل الخشب والذهب والمغنسيوم والمنغنيز وما إلى ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى