قلبٌ أبيض بقلم الشاعره والأديبه أيات عبد المنعم

قلبٌ أبيض

 

لم يكنْ من السهلِ عليَّ أن أخرجَكَ خارجَ حياتي تمامًا، بيدَ أنَّ كلَ ما ارتبطَ بكَ كان مؤلمًا أكثرَ من العادةِ… وبشكلٍ فظٍ يكادُ ألّا يحتملُ !

عندما كنتُ أتصفحُ بعضَ الصورِ من طفولتِي، تأملتُ وجهَ أبي الراحلِ… قسماتِه السمراءَ.. ابتسامةَ صدقِهِ ونظرةَ رضاه….

استشعرتُ دفءَ أمي أيضا، وأنتَ… لم تكنْ هناك، ولا حتى بعيدًا في الظلِ، طالما كنتَ ولم تزلْ غائباً عن صورةٍ…

حياةٌ قد لا تعنيك!

في البيتِ القديمِ كما يحبُ أنْ يذكرَهُ صغاري -بيت الجدة- كنتَ مفقودًا أيضًا، لم أسمعْكَ في صدى الضحكاتِ الشاغرةِ الآن… لم أبصرْكَ في الشقوقِ… في بقايا الطلاءِ القديمِ، وإنْ كنتَ حاضرًا !

هو.. ليس من أنتَ عليه الآن !!!

أنا.. لا أتألمُ.. فقط أغيبُ، وفي الغيابِ سكينةٌ وآمانٌ، أتجردُ ذاكرتَي التي تحويكَ….

لأعرضَ بدورٍي وأنأى عنكَ، أغربلُ الآيامَ… آحاديثَ الصديقاتِ عنكَ… جدارَ قهوتِي وخرفَ عرافتِي عنكَ، أنكرُكَ تمامًا…. وأفرغُ أوردةَ القلبِ من شغفِكَ هذا…. أنقيهِ من دنسِ التعلقِ، الانتظارِ، والتمني… وألفظُكَ بعيداً عن محيطِ هوائي… فيعودُ القلبُ أبيضًا تمامًا كما كان في البدءِ.

 

بقلم: آيات عبد المنعم

#قلب_أبيض

٢٠ سبتمبر ٢٠١٩

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى