ثَأرُ الشام بقلم الكاتب والأديب د.علي أحمد جديد

ثَأرُ الشام ..
د.علي أحمد جديد
لَملِمْ جَناحَيكَ فالسَماءُ مابَرِحَتْ
مَيدان نِسرٍ جَفَتهُ الأرضُ والقِمَمُ
ياطورَ سِينينَ مَسُّ الجَورِ أتعبَني
ياأرض ، ياتين ، يازيتون يا قَسَمُ
نُحَكِّمُ القاتلَ المأفونَ في دَمِنا
بالأمسِ كنّا لحَدِّ السيفِ نَحتَكِمُ
نُعطي رِقاباً إلى الجَزّارِ يَذبحُها
ونطلبُ الصَفحَ للجَزّارِ ، لا غُرَمُ
صارَ الصباحُ غريباً في أزِقَّتِنا
في وَجهِ طِفلٍ كَواهُ اليُتمُ والسَقَمُ
مالي أرى البَدرَ ياشامُ مُكتَئِباً
مالي أرى البَدرَ تَمحو نورَهُ الظُلَمُ
ياشامُ ذُرّي رماداً في عيوني
وليَبتعِد هرَباً عن عَينيَّ الحُلُمُ
دَعي سُهولَكِ ياشامُ تَعصِرُني
سِرُّ الهوى أنْ يُناجي بَعضَهُ الألَمُ
ياشامُ مُدّي جُسوراًفوقَ جُمجمَتي
أهلي هناكَ وقد طالَ انتظارُهمُ
أنا هُنا والنِصالُ السُمرُ راقِدَةٌ
أنا هُنا فَرَّ من لِسانيَ الكَلِمُ
لا شَكوى سُمِعَتْ تَشكو مُصيبَتَنا
ولا يَدٌ حَرَّكَتها نَخوَةٌ و دَمُ
في شَفرَةِ النَصلِ شَوقٌ يُحرِّكُها
تَوَحُّدُ الشَوقِ فينا كادَ يَلتحِمُ
ألقَيتُ في رَحِمِ البركانِ بَعضَ دَمي
ياثورةً في فَمِ البركانِ تَضطرِمُ
عَفَّرتُ وَجهي بقَبرٍ ضَمَّ وِحدَتَنا
أنا الشهيدُ غَداً ، قد ضَمَّنا رَحِمُ
صَهَرتُ لَيلَ الأَسى سَيفاً لمَلحَمَةٍ
صَمتي القَتولُ على هاماتِهِم حِمَمُ
وصَيحَةُ الجرحِ قد أطلقتُها قَسَماً
سيَعتلي شَمَمَاً تلكَ الذُرى عَلَمُ
شابَ الزمانُ وماشابَتْ مَفارِقُنا
أبناءُ الشامُ على الثاراتِ قَد فُطِموا