أنين العصافير قصة قصيرة م/ محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة ٤

أنين العصافير

لمح عصفور وهو يحلق في السماء قفص ذهبي في إحدى الحدائق الغناء.، لفت نظره جمال القفص وبريقه فقرر أن يهبط ليتأمل جمال القفص. وعندما هبط واقترب وجد بداخل القفص عصفوره كناري جميلة الشكل، متعددة الألوان ولكن صوتها حزين فهم من أنينها أنها تعاني. استعجب من أنينها وجلس علي أحد الأغصان يراقبهاو يتأمل جمالها أحس بالحب من أول نظرة لأول مرة في حياته. ولكن كيف سيرتبط بها وهي في تلك الحديقة الغناء، وجد طفل صغير يمدها بالطعام اللذيذ والماء العذب

وهي تأكل ولكن بلا نهم مثل باقي الطيور والعصافير التي تلتقط الحبوب من الأرض بسرعة شديدة.

وتعجب أن الطفل مستمتع بتغريدها وهو لا يعلم أنها حزينة متألمة وان ما يصدر منها من أصوات هو صراخ وآهات.

هو كطفل لا يعرف لغة العصافير ولكن العصفور فهم أنها تعاني معاناة شديدة رغم روعه القفص الذهبي وجمال المكان والراحة وتوافر الطعام وكثرته. انتظر حتى رجع الطفل إلى حجرته وذهب إليها مندهشا يسأل ما يحزنك وأنت في قفص ذهبي وحياه مريحة أخبرته أنها ملت من حبس القفص رغم جماله

هي تريد الطيران والسفر والعيش مع أقرانها. ملت الوحدة والملل وروتين الأيام المتكرر هي في القفص ننتظر الموت كل يوم . هي تريد التحليق في السماء والانتقال من غصن إلى غصن تحتضن الأزهار وتسير في جماعات مع أقرانها تريد الحديث مع من يفهمها،

أخبرها أنه يحبها، سألته وما فائدة الحب وأنا حبيسة القضبان وأنت ضعيف لا تملك من القوة حتى تطلق سراحي

أسنانك ضعيفة لا تستطيع قرض الحديد أو فتح الباب

أحس بضعفه كعصفور، لماذا لم أكن نسرا أو صقرا حتي استطيع ان اساعدها ظل هذا السؤال بجول بخاطره لدقائق

حزن هو الآخر علي حاله فالقفص يقف بينه وبين حبيبته الجميلة الملونة وقبل القفص كان ضعفه يبني سدا اخر ليحقق حلمه بحبها له وحلمها بالحريه. حاول كثيرا بمنقاره الضعيف

أن يفتح الباب ولكن منقاره تحطم وظل ينزف، لا امل من فتح الباب

وهي تدمع وتزيد من أنينها حتى سمعها الطفل فطل من شرفه حجرته فوجد العصفور ينزف وهو يحاول فتح الباب لها

خرج الطفل مسرعا حامل نباله وصوب ناحية العصفور

فأراده قتيلا. عاد الطفل إلى حجرته سعيدا بدقة تصويبه وجوده نباله وفي الصباح لم يسمع تغريد الكناريا

ذهب إلى القفص وجدها ممدده بداخله وقد فارقت الحياة

العصفور مات أمس ضحية الحب

وهي ماتت في الصباح لأنها يأست من الحصول على الحرية وتأثرت بوفاة عصفور مثلها أمامها بهذه الطريقة البشعة

وبسبب أنه يحاول منحها الحب والحرية

عاد الطفل إلى والده حزينا أخبره والده طالما القفص الذهبي موجود من السهل أن نشتري كناري أخرى

فما أرخص الكناريا في هذه المدينة

تمت

م محمود عبد الفضيل

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى