إسرائيل” تلفظ انفاسها الاخيرة

إسرائيل” تلفظ انفاسها الاخيرة ..

 

د.علي أحمد جديد

 

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقالاً للكاتب الصهيوني الشهير (آري شبيت) يقول فيه :

“إسرائيل” تلفظ أنفاسها الأخيرة .

ويبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال ..

بدأ “شبيت” مقاله بالقول :

يبدو أننا إجتزنا نقطة اللاعودة ، ويمكن أنه لم يعد بإمكان “اسرائيل” إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة .

وأضاف ، إذاً كان الوضع كذلك ، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد ، وليس هناك طعم للكتابة في “هآرتس” ، ولا طعم لقراءة “هآرتس” . يجب فعل ما اقترحه (روغل ألفر) قبل عامين ، وهو مغادرة البلاد . إذا كانت “الإسرائيلية” واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية ، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن “إسرائيلي” ، ليس فقط بالمعنى التقني ، بل بالمعنى النفسي أيضاً فقد انتهى الأمر . يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس .

من هناك ، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة ، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة ، يجب النظر بهدوء ومشاهدة “دولة إسرائيل” وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة . يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء ، لنشاهد الدولة اليهودية الديمقراطية وهي تغرق . يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد .

ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللا عودة بعد . ويمكن أنه ما زال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد .

وتابع الكاتب ، أضع اصبعي في عين (نتنياهو وليبرمان) والنازيين الجدد ، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني ، أن (ترامب وكوشنير وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون) ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال .

وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان . القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ “إسرائيل” من نفسها ، هم “الإسرائيليون” أنفسهم ، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع ، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض. وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت .

ويؤكد الكاتب في صحيفة هآرتس :

أن “الإسرائيليين” منذ أن جاؤوا إلى فلسطين ، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية ، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ .

ومن خلال استغلال ما سمي المحرقة على يد (هتلر) «الهولوكوست» وتضخيمها ، استطاعت الحركة أن تقنع العالم بأن فلسطين هي “أرض الميعاد” ، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى ، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين ، حتى بات وحشاً نووياً .

واستنجد الكاتب بعلماء الآثار الغربيين واليهود ، ومن أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب ، الذي أكدوا “أن الهيكل أيضاً كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود ، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين ، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية ، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك …

وكان آخرهم عام 1968 م ، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة «كاتلين كابينوس» ، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس ، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس ، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير “الإسرائيلية” ، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى …

حيث قررت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون

“مبنى إسطبلات سليمان” ، ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً ، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين ، وهذا رغم أن «كاثلين كينيون» جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين ، لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ “الشرق الأدنى” .

وشدد على القول أن لعنة الكذب هي التي تلاحق “الإسرائيليين” ، ويوماً بعد يوم ، تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي ، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا .

يدرك “الإسرائيليون” أن لا مستقبل لهم في فلسطين ، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا . ها هو كاتب آخر يعترف ، ليس بوجود الشعب الفلسطيني ، بل وبتفوقه على “الإسرائيليين” هو (جدعون ليفي) الصهيوني اليساري ، إذ يقول :

يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر ، فقد احتللنا أرضهم ، وأطلقنا على شبابهم الغانيات وبنات الهوى والمخدرات ، وقلنا ستمر بضع سنوات ، وسينسون وطنهم وأرضهم ، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ 87 .. أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون .

وبعد سنوات ، وبعد أن ظننا أنهم استوعبوا الدرس ، إذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000 ، أكلت الأخضر واليابس ، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة ، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها ، رغم الحصار والدمار ، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة ..

وإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالأنفاق ، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية ، حاربناهم بالعقول ، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي “الإسرائيلي” (عاموس)؟ ويدخلون الرعب إلى كل بيت في “إسرائيل” ، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية “الاسرائيلية” . خلاصة القول ، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال .

 

المصدر : صحيفة هآرتس العبرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى