غـــزة .. بقلم الشاعر والأديب محمود يوسف

غـــزة ..

بقلم/ محمود يوسف

عجيبٌ ما بغزةَ من ثباتِ

وماعجبٌ تباريحُ الغزاةِ

سموٌ في سبيلِ الحقِّ يرقىٰ

يُرِي الأجيالَ بعضَ المعجزاتِ

عبورٌ نحوَ بيتِ اللهِ شوقًا

يجددُ في الورىٰ عهدَ الثقاةِ

وطوفانٌ إلىٰ الأقصىٰ هصورٌ

يزلزلُ هادرًا عرشَ الطغاةِ

وينذرُ واثقًا من أيدوهم

ومن أدوا المعونةَ للبُغَاةِ

لبيتِ المقدسِ اصطفتْ أسودٌ

كمَا تصطفُّ في وقتِ الصلاةِ

وراحتْ تزرعُ الٱمالَ نصرًا

يبثُّ الرُّوحَ في تلكَ الرُّفاةِ

مضتْ أبطالهم برًّا وبحرًا

وخلفَ أزيزِ تلكَ الطائراتِ

تطالبُ نصرةَ البيتِ المُفدَّىٰ

وتهزأُ من عجيبِ التُرُّهَاتِ

تؤدبُ من مدارجِهَا بغاةً

ولا تُصغِي لقولِ المُرجِفاتِ

بَنَوا من زهرةِ الأحراشِ جَمْرًا

وصَبُّوا بالورودِ الراجماتِ

تروحُ إلى العُلَا من غيرِ خوفٍ

وترجعُ بالعطايَا والهباتِ

وتأسرُ قادةَ العُهرِ المُعَنَّى

لتطلقَ أسرَ تلكَ الطاهراتِ

وتثأرُ للمنابرِ طاهراتٍ

وتدنيسِ المروجِ مقدساتِ

…………..

جبانٌ ذلكَ العُدوانُ حقًّا

يقاتلُ منْ بروجٍ عالياتِ

ولا يلقىٰ الوغىٰ وجهًا لوجهٍ

بلِ الأطفالَ يقتلُ والبناتِ

ورغمَ قِبابِهِمْ وجدارِ عزلٍ

تراءَوا بالقلوبِ المُرجِفَاتِ

وخلفَهُمُ طغاةُ الأرضِ عونًا

بغدرٍ فاقَ أفعالَ البغاةِ

ضميرٌ عالميٌّ مستباحٌ

وموسومٌ بأسفلِ سافلاتِ

دعاةٌ للعدالةِ .. بلْ طغاةٌ

فسحقًا للعدالةِ منْ دعاةِ

تساندُ منْ بَغَوا فيها عُلُوًّا

وتقتلُ من تشردَ في الشَّتَاتِ

فَيَا أكنافَ بيتِ اللهِ صبرًا

أتاكم نصرُ ربِّ البَارِجَاتِ

وكلُّ المخلصين لكم حُمَاةٌ

وخلفهمُ الملائكُ صافناتِ

وموعودً يَتَبِّرُ ما تمادَوا

وفيضٌ منْ دُعاءِ الأمهاتِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى