نِصفُ خَلْق شعر للكاتب والأديب د/ أمير بازيد

نِصفُ خَلْق..
ماتَ زرْعي باتَ نصلُ الجَدْبِ أسرَعْ
شاخَ عُمْرِي قَدْ قَضَيْتُ العُمرَ أزرَعْ
ظلَّ عِندِي مِنْ أُمورِ الناسِ شيءٌ
نِصْفُ خَلْقٍ عاشَ بالوَجهِ المُقنَّعْ
صَارَ بَعْضِي زاهدًا لا يَشتَهيني
فرَّ نجْمي مِن مَداري صارَ أقْطَعْ
ضاعَ مِنِّي كلُّ شيءٍ كان حُلمي
خابَ ظنِّي أن بعضُ الحُلمِ يرجعْ
أهلكتني شمسُ شيطانِ الأماني
أدمسَت يومي بغيمٍ ظلَّ يَدْمعْ
بشِّرَتني بالمغيبِ المرِّ كأسًا
من كئوسِ اليأسِ قهرًا سوف أجْرعْ
ماتَ ضَوئي واختفتْ جُلُّ النجومِ
ضلِّ صَوتي والصدي ماعاد يُسمعْ
اعتزلتُ الناسَ أبغي رَتْقَ نفسي
خانتْ النفسُ انعزالي والتمنُّعْ
ألبستني لومَ أضغاثُ الخطايا
قُدَّ ثوبي باتَ طُهري ليسَ يشفعْ
ألقموني حين نُطقي صخرَ صمتٍ
خيَّروني بينَ موتي أو أُرَكّعْ
أجْبروني أكتبُ المدحَ كالموالي
كان حَرفي يخفضُ العرشَ ويَرفعْ
أخضعوني لثوابٍ كالعقابِ
هدَّدوني كيفَ ماتَ ابن المُقفَّع
نالَ منِّي جُبنُ نفسي والحياةُ
حَدثتّْني النفسُ ليسَ الجبنُ ينفعْ
قَدْ يظُنُّ المرءُ يَنجُو بالخنوعِ
لا نَجَا المرءُ إذا ما القلبُ يَخْنَعْ
قَدْ يعيشُ البعضُ خَوفاً في ظلامٍ
عِشْ كريمًا في انتظارِ الشمس تسْطَعْ
مُتْ عزيزًا في ثيابٍ من حديدٍ
لا قَبِلتَ الذلَّ في ثوبٍ مُرصَّعْ
كُن أبيًّا كُن قويًّا كُن شجاعًا
كُن كحقٍٍّ هلْ رأيتَ الحقَّ يركعْ؟
كُن كحقٍٍّ ما رأيتُ الحقَّ يركعْ..
د.بازيد