مناضل على فراش عاهره  بقلم الكاتب/ محمد خفاجي

مناضل على فراش عاهره 

بقلم الكاتب/ محمد خفاجي 

يجلس في محيط مركزية التكييف 

مُستلقٍ و يتأرجح على مِقعَدٍه الدوّار  

مع مشروبه المفضل و سيجار كوبي خفيف 

و على طاولته الإسبانية فواكه تخطف الأنظار 

في جِيدِهِ سلسال ذهبيّ صُنع بمدينة كِييف 

و بشحمة الأذن قِرط تدلى من قندهار 

على مسافة خطوة منه ركن أمريكي لفيف 

بخمور روسية و كاسات تزين أركان البار 

بواجهة وجهه شاشة عرض عرضها مخيف 

تبث مصارعة الثيران مع الكاو بوي و الأبقار 

و شاشة أخرى قطرها لا يفوق قطر الرغيف 

عليها الجزيرة القطرية تعرض الحرب و الدمار 

رائحة المكان باريسية مع بيرفيوم لطيف 

عالق برداء رفيقته المتمكيجة كمعشوقة نزار 

بين المباريات و اللمسات أجرى اتصالاً طفيف 

يا جناب ماكدونالدز ضع اسبايسي الأوردر حار 

و يا عامل البيتزا الإيطالية لا تنسى أن تضيف 

على وجهها جبنٌ دنماركيّ و بعض قطع الخضار 

يضع سماعة الهاتف لتهبَّ من مكانها الرهيف 

رفيقته المثيرة تشير على شاشة الحرب و الدمار 

إنظر إنهم يهدمون وطنك الأم و بيتك الشريف 

يبقرون النساء يذبحون الأطفال و يقتلون الثوار 

سحب ريموت الشاشة الكبيرة ليضع للصوت توقيف 

و بافتعال اتصل على الجزيرة هاتفاً الدار و لا العار 

نموت نموت نموت و يحيى الوطن الحنيف 

لبيك إنا صامدون مجاهدون لا نخشى القتل و النار 

أغلق الهاتف ليقع على صدر رفيقته حسناء جنيف 

لتهمس له بصوت حاني صبراً بيبي لن أدعك ليلاً تنهار 

محمد خفاجي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى