على بُعد خَطوَة من الحياة شعر بقلم أسامة سند

على بُعد خَطوَة من الحياة 

أنا في انتظار جِسمي اللي وزَّعتيه على عيونك

باموت يا حبيبتي من غَض البَصَر

كل اللي فاضل من ملامحي 

زهرتين مِتْيَبِّسين 

ونجمتين بيبوسوا بعض ف لحظة تايهة من الشَّفَق

وشعور قُريِّب م الهزيمة 

خدني من أبعد أماكن

في حارات قلبي القديمة

لِسَّه شايفِك 

لما يَتِّمْتِي الإِيشَارْب من الجَدُايل

سَمرا زي عينيكي وإنتي بتِبدُري الليل ع الخَمَايل

جوَّا عِش العندليب 

وبِين كُفوفِك نيل وقَنديل

وحكايات مَروِيَّة بالمواويل

وترتيل النايات

يا سَندويتش مربَّى مِتغَمِّس بريحة المَدْرَسَة

كُحْل البنات في العيد

ومَصروفي من أبويا

 وهوَّا زَي الحِمل بيكسَّر في عَضم التُرقُوَة

ف ينحني بهدوء

وصَبر سنين على القهوة

أصُب جروحي ع الشَّاي بس أفُوُت بَقْشِيش

أعاتب روحي ع الغِيم اللي في رموشي 

على انتظارات

 شايلها ف شَنْطِتي لوقت الرَّحيل

مَنقوشة ع الجدران بلون الأسئلة

و زَرَعْت وَردة ف كل حِلم ومُستحيل

أول ما نامت دَمعِتي ف حُضن المَخَدَّة

كنت أغنِّي عن الأمل

وعن السَّعادة

في جَسَد مَخْمُور ومُعْتَلّ الإرادة

لابس التُّوب المِرَقَّع بالغياب 

أُقسِم بإنِّك لسَّه كَهْفِي ومَعْبَدي

وإني حَفَظت العَهد جوَّا الحَنجَرَة

تحت اللِّسان

بين ذكريات الصَّعلَكَة

أُقسِم بقلبي عِلبِة الألوان

بإني رَسَمْت صورتك في خِضَم المَعرَكة

إني خِسرت بكبرياء الشِّعر وانْحَاز لي العَرُوض

فَكَتَبْت لِك

وكأنِّي خارج من حُطام الأَبْجَدِيَّة

في حارات قَلبي

ملاحِم فَرْعُونِيَّة 

كل فكرة بتتبني بثَورة ونزيف

مِن دمِّي أَنْسِنْتي الحَجَر 

مِن عَضمي شكِّلتي المُدُن 

والميثولوجيا 

نبِّتت زيتون وتين

لَحظة سُطوع الشَّمس تِعطف ع البُذور

وأنا بَبكي عَ الخَد المَرَاكبِي 

غُربِتي الأولى الأخيرة

قَسوِتِك

طَعْم الُفراق 

فَتَعالِي نِتْبَارِز بِحَبَّات الفَرَاولة 

و اهزِميني

و اغسِليني من العَذَابات و انْسِليني

في الغِياب

حُضنِك آلامي وأَنسُوليني

والدُروب المُشْتَهَاة 

وأنا جوَّا حُضنك

ليه ما اغنِّيش للحياة ؟

..

قصيدة “حارات قلبي القديمة” من ديوان #مشهد_اغتيال_البيدق

أسامة سند

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى