يحكى أن هناك ملكًا كان له ابنة وحيدة، وكانت هذه الابنة للملك أغلى ما يملك في الحياة. كان للأميرة شعر طويل جدًا وناعم، وكان عند الجميع رغبة في أن يمسك به.
في يوم من الأيام، أحضر الملك خياطًا ليقوم بتصميم فستان جميل لابنته الغالية. عندما قام الخياط بقياس الأميرة، لاحظ شعرها الرقيق الجميل وأعجب به جدًا. قال الخياط للملك “إن شعر الأميرة هو أنعم شعر رأيته في حياتي، أرغب في أن أقطع شعرة واحدة منها لأحتفظ بها”.
استغرب الملك من طلب الخياط وقال “أنا لن أسمح لك بقطع شعر ابنتي، إنها قطعة من هويتها وجمالها”. لكن الخياط أصر على طلبه وقال “إنها لن تشعر بأي ضرر، بل ستكون شرفة لها أن تعطيني هذه الشعرة”.
تفكر الملكة لبعض الوقت ثم قررت أن تحلّ محل ابنتها وتقدم للخياط قطعة من شعرها الخاص. أخذ الخياط الشعرة وقدرها كنفيسة قيمة وعاش بها بسعادة كبيرة.
بعد مرور الوقت، قرر الملك أن يزور المدينة المجاورة ويتفقد مملكة صديقه. قبل أن يرحل، قرر أن يزور الخياط ليرى كيف يعيش بالشعرة التي أهداها له. وعندما وصل إلى الخياط، وجد أنه قد تغير كثيرًا. كان الخياط يعيش في قصر كبير وفخم، وكان هناك الكثير من الناس يعملون لديه. كان لديه أيضًا ملابس فارهة ومجوهرات ثمينة.
عندها سأل الملك الخياط عن سر تلك الثروة المفاجئة، وبدأ الخياط بحكاية عجيبة. قال “عندما أخذت الشعرة من الأميرة الجميلة، لم أكن أعلم أنها تحمل بداخلها ثروة عظيمة. ففي الشعرة وجدت سرًا سحريًا يمكنه تحقيق رغبتي الواحدة. فعندما كنت أريد المال، كل ما علي أن أمسك بالشعرة وأتمنى وسوف يتحقق لي”.
استغرب الملك هذا السر العظيم وقال “إذاً لماذا لم تقول لي ذلك قبل ذلك؟ لماذا واصلت تشتري مني الفساتين وتستأجر أطباق الطعام وتعيش بهذه البساطة؟” رد الخياط بابتسامة “لأنني كان لدي شعرة واحدة فقط، وأردت أن استخدمها بحكمة. لكن الآن لدي ثروة ولا يوجد شيء آخر أحتاج إليه”.
تعلم الملك من هذه القصة أن الثروة والمال ليست هي الأهم في الحياة، وأنه يجب أن نحمل احتياطًا عند قطع قراراتنا الصغيرة. فقد قام الخياط بتحقيق رغبته الواحدة بكل سهولة، ولكنه اندم على ألا يطلب المزيد.
إذاً دائمًا احذروا قطعة شعر صغيرة بينكم، فربما تملأ حياتكم بالأمور المادية وتجعلكم تنسون ما هو حقًا مهم في الحياة.
