القاهرة تستضيف الدورة 14 للخلوة رفيعة المستوى لوسطاء ومبعوثي السلام في إفريقيا

افتتحت اليوم الثلاثاء أعمال الدورة الرابعة عشرة للخلوة رفيعة المستوى للمبعوثين والممثلين الخاصين في إفريقيا حول تعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة، والتي تستضيفها القاهرة على مدار يومي ١٧ و١٨ أكتوبر الجارى، وذلك بالتعاون بين وزارة الخارجية المصرية ومفوضية الاتحاد الإفريقي ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام. ألقى السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، كلمة افتتاحية نقل فيها تحيات وترحيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضيوف مصر المشاركين في الخلوة، منوهاً بأن مصر كانت صاحبة مبادرة تدشين هذه الخلوة عام 2010، وتستضيفها للمرة الخامسة بعد أن استضافت دوراتها في 2010، 2011، 2012، و٢٠١٦.

وأكد أن استضافة هذه الخلوة ينبع من حرص مصر الدائم على دعم جهود صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في إفريقيا، وامتداداً لإسهاماتها في تطوير سياسات ومفاهيم ومقاربات القارة في الاستجابة للتهديدات التي تواجهها، والتي كان آخرها إطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة إبان رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، وريادة رئيس الجمهورية لملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات في الاتحاد الإفريقي، واستضافة القاهرة للمركز الإفريقي ذو الصلة، وتزامن ذلك مع رئاسته للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية – نيباد.

عرض السفير “حمدي لوزا” رؤية مصر للتعاطي مع التحديات التي تجابهها إفريقيا، منوهاً بالحاجة لإعادة صياغة مقاربة القارة من منظور شامل ومتكامل يعالج جذور النزاعات ويضمن تواصل الاستجابة لكافة مراحل النزاع، مع إعطاء الأولوية دائماً للدبلوماسية الوقائية ومنع نشوب النزاعات، والعمل على إيجاد حلول مستدامة لتحديات تمويل أنشطة السلم والأمن والتنمية في القارة، وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين إفريقيا والفاعلين الدوليين وخاصة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وإصلاح منظومة العمل متعددة الأطراف بما في ذلك الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية لجعلها أكثر عدالة وتأثيراً، لمعالجة الظلم التاريخي الذي لطالما عانت منه إفريقيا، ومن بينها لضمان تمثيل أكبر وأكثر فاعلية للقارة في مجلس الأمن الدولي وفقاً للموقف الإفريقي المشترك المستند إلى توافق أزولويني وإعلان سرت.

من جانبه، أعرب “موسى فقيه”، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، عن بالغ الشكر والتقدير للحكومة المصرية على حسن التنظيم وكرم الضيافة في مصر أم الدنيا صاحبة التاريخ والحضارة العظيمة، التي استضافت دورة إطلاق الخلوة الأولى في ٢٠١٠.

تناول التحديات المعقدة والعديدة التي تشهدها إفريقيا التي باتت للأسف تحد من قدرة القارة على بلوغ الأهداف التي رسمتها في أجنده ٢٠٦٠ ومبادرة إسكات البنادق، مُبدياً تخوفه من أن يؤدي ذلك إلى إضاعة مكتسبات السلام والتنمية. وشدد على الحاجة لوضع حلول جذرية لمشكلات القارة، وتفعيل مبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية، وضمان مقعد للقارة على الطاولة لرسم مستقبلها في ظل هذا النظام العالمي المتغير.

واختتم بتأكيد أهمية منظومة العمل متعددة الأطراف من أجل تنشيط جهود الدبلوماسية الوقائية، مؤكداً ثقته في إسهام مخرجات هذه الخلوة من أجل بلوغ هذا الهدف.

وصرح السفير أشرف سويلم، مُساعد وزير الخارجية مدير إدارة المنظمات والتجمعات الإفريقية، بأن خلوة هذا العام تأتي في توقيت حرج تمر فيه القارة الإفريقية بتحديات جسيمة متشابكة ومعقدة ومتعددة الأبعاد، وفي ظل أجواء جيوسياسية واقتصادية عالمية يسودها الانقسام والاستقطاب، بشكل بات يضع آليات السلم والأمن الدولية والإقليمية في تحد حقيقي واختبار صعب، ويتطلب العمل على تطوير وإعادة صياغة مقاربة القارة في التعامل مع حالة السلم والأمن والتنمية في إفريقيا من منظور شامل، يعتمد على فهم مُعمق لتطور طبيعة ومُحركات الصراعات في القارة والعوامل المؤثرة فيها والمؤدية لاستدامتها. وأعرب السفير سويلم عن تمنياته بأن تكلل أعمال الخلوة بالنجاح، مؤكداً ثقته في أن نقاشاتها ستُسهم بما لا يدع مجالاً للشك في تعزيز جهود السلم والأمن الاستقرار في ربوع القارة الإفريقية بما يحقق تطلعات شعوبها في مستقبل أفضل.

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى