طالما يمضي الوقت يفترض أن نكتسب خبرات جديدة تضاف لرصيد معرفتنا ، تلك الخبرات والتجارب تغير رؤيتنا للحياة و ردود أفعالنا تجاه المواقف المختلفةو هو ما نطلق عليه مرحلة النضج.
و بالتأكيد هناك تفاوت بين البشر في الوصول لتلك المرحلة إذ أنها لا ترتبط بسن معين بل ترتبط بشكل أكبرب مدى قدرة الإنسان على الإدراك و الاستيعاب .
و ربما يكون من الصعب حصر علامات النضج الفكرى و النفسي و لكن توجد لها بعض المؤشرات منها:
– ستجد أنك لم تعد تعطى وعوداً بالبقاء لأياً كان ، و كذلك انت نفسك لم تعد تصدق تلك الوعود ،، حيث أدركت أن لا شيء يمكن وضعه في خانة الضمان المطلق
– أصبحت راضياً.. ترى كل الجوانب الجميلة و النعم بحياتك كما تعلم جيدا ذاك الجزء الذي ينقصك إلا أنك تعى تماما أن لا مخلوق على الأرض يمتلك كل شيء
و أنه إذا أراد الله أن يكمل ما ينقصك ( مع التوكل وليس التواكل ) سيكون قد اختار الله أن يكرمك بجزيل عطائه
و إن لم يحدث ستكن على يقين بأن المنع أحيانا خيرٌ من المنح
– ستصل إلى النضج أيضا حين تحذف من قاموسك كلمتى الندم و الإنتقام ، فما هي إلا مشاعر سلبية تضيع وقتك و تشتت ذهنك بلا فائدة ترجى .
ستتوقف عن الندم على ما فات لانه لا يمكنك إعادته و لكن يمكنك أن تنفرد بذاتك فى مصارحة مع النفس تكتشف خلالها مصادر قوتك و نقاط ضعفك ، تتعرف على الأسباب التى أدت لتلك النتائج
أما شعور الرغبة في الانتقام ستتخلص منه نهائيا لأنه
يؤذيك انت أولا و يعيقك عن تحقيق أهدافك ، فالانتقام
الوحيد هو نجاحك و تقدمك
– تجنب المقارنات أو التدخل في شئون الاخرين ، لأنك أدركت قيمة الوقت الذي يجب أن تبذله فى تنمية ذاتك
و تحقيق حياة أفضل
– ستتكون لديك ثقة كبيرة فى قراراتك ، ستفعل ما يدلك عقلك على ملائمته لك و ما يميل قلبك تجاهه
ففى تلك المرحلة لم يعد هناك تنافر بين العقل والقلب
ستستمع لآراء الآخرين من حولك و تفكر بها و كأن عقلك يغربل كل فكرة و يحللها بمنطقية ، لكنك فى النهاية لن يستطيع أحد أن يؤثر عليك ، بل أصبحت ان