تعال نغني للأفراح قليلاً.. هرولت مسرعاً نعم نغني .. فان الحزن يفتك في كل شيء ..وقفت مستعداً للغناء .. ونبض الروح تسارع .. لمعت عيناي .. هل للفرح ام الأحزان .. صمدت طويلا .. لعل فرحاً يمر .. لا الأفراح قد مرّت .. ولا صوت بادر بالغناء … صمدت قليلا .. لمعت عيناي .. هل للفرح ؟؟؟ بل للموت وللحرمان … عانقت حتى لهيب الشمس ..! وقفزت الى خارج مجرتنا .. أخبرت باقي المجرات عن حجم الخوف في عيون طفلة سقط بيت ابيها .. فسقط كل شيء .. الأب والأم واختها واخيها .. وجيران الحي .. نظرت بشغف البراءة حولها باكية .. تبحث عن لعبتها . . فهمت ان لعبة الحياة أكبر وأشد مرارة من لعبتها المدفونة تحت ركام البيت …اخبرت المجرات عن ارتعاد أوصال طفل شاهد مصرح كل ذويه في لحظات .. ففهم أن الصمت المطبق حول مدينته .. مرعبٌ أكثر من الممات .. عن شيخ جاوز التسعين .. قام من تحت الانقاض يبحث عن سر النجاة .. عن اي صوت .. عن صرخة .. عن دمعة تعطيه الأمل لكن هيهات .. الكل مات ..
أعود لهذا الكوكب القميء حدّ البصاق .. أبحث عني .. بين جثث كل من سقطوا .. عن صوتي . صورتي . ملامح وجعي . أتراني متُّ ككل من مات .. ويل قلبي لم أعانق الشمس .. ولم اقفز خارج مجرتنا فاني اراني هنا تحت الركام .. متّ.. نعم لقد متُّ .. والروح مازالت هنا … تبحث عن أي سببٍ.. يبرر لامة الذل كل هذا السكات …!