هرمجدون ونهاية الكون

بقلم : الاعلامية / د هاله فؤاد
تتردد في الآونة الأخيرة عبارات دي نهاية العالم قربت ، ده أخر الزمان ، لماذا ؟
إجتمعت الأديان السماوية الثلاثة على أن نهاية العالم ستأتي في موعد غير محدد ، واجتمعوا أيضا على وجود علامات تشير إلى قربها ولكنها تختلف من ديانة إلى أخرى .
ففي اليهودية :
هناك بعض العلامات التي تنبأ بها حاخامات اليهود القدامى ، منها ظهور البقرة الصفراء المقدسة ، ومعركة هرمجدون التي ستقع في محيط سهل مجدون في فلسطين ، وأن المسيح المخلص سيقود جيوش اليهود المؤمنين ويحققون النصر على الكفار ، ويسود اليهود العالم .
ولكن يجب التنويه على أنه لم يعثر في المراجع اليهودية المتاحة على أي إشارة عن علامات الساعة في التصور اليهودي ، على عكس ما في الاسلام والمسيحية .
في الكتاب المقدس :
يسوع لم يحدد متى تكون نهاية العالم عندما طرح عليه تلاميذه السؤال الآتي :
متى يكون هذا ، وماهي علامة مجيئك وانقضاء الدهر ؟
ولكن هناك علامات في الكتاب المقدس منها :
إنتشار العنف والفجور الجنسي .
في نهاية الألف عام ، سوف يفك الشيطان من قيوده ويهزم مرة ثانية ويلقى في بحيرة النار ، ثم بعد يوم الدينونة ، تحدث نهاية العالم .
العلامات التي تسبق المجيء الثاني :
أولا : أنتشار الانجيل في كل العالم .
ثانيا : إيمان اليهود .
ثالثا: النهضة الروحية .
رابعا : ظهور الوحش .
خامسا : الارتداد العام
أما العلامة الأكبر لإقتراب الساعة في العهد الجديد للكتاب المقدس أو الانجيل هي عودة يسوع المسيح .
اما علامات نهاية العالم واقتراب الساعة في الاسلام :
تنقسم علامات الساعة في الاسلام إلى علامات كبرى وعلامات صغرى .
العلامات الكبرى :
العلامات الكبرى التي يعقبها قيام الساعة ١١ علامة أبرزها : ظهور المسيخ الدجال ، ونزول السيد المسيح ، وظهور يأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها والنار التي تسوق الناس إلى محشرهم .
أما العلامات الصغرى فمنها :
كثرة الفتن ، وكثرة الكوارث الطبيعية وخاصة الزلازل ، وانتشار القتلى، وقلة عدد الرجال عن النساء ، وعقوق الوالدين .
زوال إسرائيل ، هل زوال إسرائيل من علامات الساعة ؟
ورد عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون…….
معركة هرمجدون :
حذر بايدن من أن أي إستخدام روسي للأسلحة النووية سيجر العالم إلى معركة هرمجدون ، وهو الاصطلاح الديني المسيحي الذي يعني حرب نهاية العالم.
وهناك دراسة أجراها الكاتب الأمريكي دان يانكليفتش عام 1984 م تؤكد أن 39% من الأمريكيين يؤمنون بأن ( هرمجدون ) التي تنبأ بها الانجيل هي حرب نووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سينهزم فيها قوى الشر السوفيت حسب اعتقادهم .
هرمجدون ،كلمة عبرية مكونة من مقطعين ،هر أو هار بمعنى جبل، مجدون : اسم واد في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلا شمال تل أبيب ، و20 ميلا جنوب شرق حيفا وعلى بعد 15 ميلا من شاطى البحر المتوسط ، وتعرف مجدون الآن باسم ( تل المتسلم ) ، وكلمة هرمجدون : بمعنى جبل مجدون .
جاء ذكر معركة هرمجدون في الكتاب المقدس ، حيث يقود المسيح يسوع جيشا من الملائكة وينتصر على أعداء الله في معركة تمثل شعوب الأرض بالكامل ، وتصطف فيها كل الأمم للمواجهة الأخيرة والتي بالتأكيد ستؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية العالم .
ووفقا لأحد التفاسير المسيحية ، فإن يسوع سوف يعود إلى الأرض ويهزم الدجال( الوحش ) وهو قوة كبرى أي الولايات المتحدة الأمريكية والنبي الكاذب والشيطان في معركة الشيطان هرمجدون، ثم سيتم طرح الشيطان في الهاوية ، وبعد إطلاق سراحه من الهاوية ، سوف يستعين بيأجوج ومأجوج من زوايا الأرض الأربع ( الولايات المتحدة وحلفاءها ) وسوف يعسكروا إلى المدينة الحبيبة المحيطة بالقديسين ، ( وهذا يشير إلى القدس ) .
وستأتي النار من عند الله ، من السماء وتلتهم يأجوج ومأجوج والشيطان ، ثم يتم الزج بهم في جهنم ( في بحيرة النار ) ، وهي عقيدة مسيحية ويهودية مشتركة ، تؤمن بمجيء يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير والشر ، وسوف تقوم تلك في أرض فلسطين في منطقة مجدو أو وادي مجدو لخوض الحرب النهائية .
معركة هرمجدون من المنظور الاسلامي :
بالنسبة للمسلمين ، معركة هرمجدون هي نفسها الملحمة الكبرى في أحاديث السنة النبوية .
والملحمة الكبرى هي معركة كبيرة تحدث بحسب الحديث الصحيح الذي رواه مسلم ، في أرض دابق ، بالقرب من حلب ، في حين تجتمع جيوش المسلمين وتعسكر في الغوطة بالقرب من دمشق حيث ستعد العدة وتجمع جمعا لمواجهة جيوش الصليب الغازية .
وقد ورد وصف مفصل لهذه المعركة وموقعها في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لاتقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لاوالله لانخلي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم فينهزم ثلث لايتوب الله عليهم أبدا ، ويقتل ثلث أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث لايفتنون أبدا ، فيفتتحون قسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاءوا الشام خرج ،فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته .
وسيقود جيش المسلمين يومئذ الامام المهدي اسمه اسم نبينا ، واسم أبيه إسم أب نبينا صلى الله عليه وسلم .
فهل تكون الحرب الدائرة الآن تنذر بنهاية العالم ، أم مجرد البداية للنهاية ؟