الذكاء الاصطناعي يهدد البنوك التقليدية.. اقتصاديون: فقد الوظائف والاختراقات أبرز التهديدات

يتوقع اقتصاديون أن يٌغير الذكاء الاصطناعي من طريقة عمل البنوك في الفترة المقبلة لاسيما في خدمة العملاء، وتقديم الاستشارات المالية، لتساعدهم على اتخاذ القرار الأفضل وتوفير المال والوقت، مؤكدين أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيكون كبيرا على جودة ونوعية الخدمات المصرفية الرقمية التي ستقدم للعملاء، بالإضافة إلى أن القطاع المصرفي سيتمكن من تحليل البيانات وسلوك العملاء ، والاستغلال الأمثل للاستثمارات الأمر الذي يضمن للبنوك البقاء والقيام بدورها بصورة أكثر شمولية.التحديات

كما يؤكدون أن هذه المزايا تحمل في طياتها تحديات ستواجهها البنوك، أكبرها دقة البيانات وحمايتها من الاختراقات المحتملة، لاسيما مع التوسع في الخدمات الرقمية، يليها التحدي الآخر والذي لا يقل أهمية، وهو فقدان بعض الوظائف داخل البنوك واستبدالها بالخدمات التقنية.

الفرص

هناك فرص كثيرة يخلقها الذكاء الاصطناعي امام البنوك، منها المساعدة في اتخاذ القرارات سريعا خاصة في عمليات الإقراض، وكشف العمليات الاحتيالية ، والتركيز على المهام الأكثر تعقيدا التي تتطلب مهارات محددة، دقة الاستعلامات، وتقديم الخدمات الآلية الذكية وكسب مزيد من العملاء، وبذلك تصبح البنوك اكثر كفاءة.

الاعتماد على الآلة

أوضح د. محمد بدرة الخبير الاقتصادي، أن الذكاء الاصطناعي، يمر بعدة مراحل، والمرحلة المتقدمة منه سيكون فيها الاعتمادعلى الآلة، والاستغناء عن العنصر البشري، موضحا أن بعض البنوك المصرية أصبح لها فروع رقمية، تمكن العملاء من إجراء كافة المعاملات البنكية، دون الذهاب الى فرع البنك التقليدي، وهي خطوة على طريق التحول الرقمي.

وأضاف في تصريحات صحفية خاصة لـ بوابة الأهرام –أن البنوك قامت بإطلاق تطبيقات مثل “انتساباي” للتيسير على العملاء، يستطيعون من خلالها أداءمختلف المعاملات المالية ودفع الفواتير، وتحويل الأموال، مؤكدا أننا في المراحل الأولية للتحول الرقمي، وسنصل إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في مرحلة متقدمة.

المخاطر

أكد “بدرة” أن كل مرحلة في رحلة التحول الرقمي لها عدة مخاطر منها الهجمات الالكترونية التي يشنها الهاكرز، موضحا أنه كلما تقدمنا في استخدامتقنيات الذكاء الاصطناعي، نجد هذه الهجمات التي تصيب حسابات المستشفيات والمؤسسات المختلفة وغيرهم، لذلك فإن التوسع في هذه التقنيات الحديثة، لابد أن يكون بحساب، حيث يجب أن نتسلح بقواعد الحماية التي ينظمها البنك المركزي والأعراف الدولية.

الشمول المالي

وأوضح أن البنوك المصرية في مراحل مناسبة جدا من التطورات التكنولوجية الجديدة والسريعة التي يعيشها العالم، مشيرا إلى إستراتيجية الشمول المالي التي تطبقها البنوك لإتاحـة الخدمـات الماليـة لمختلـف فئـات المجتمـع سـواء كانـت مؤسسـات أم أفـراد، والعمــل علــى تمكيــن فئــات المجتمــع مــن اســتخدام تلــك الخدمــات من خلال تقديــم الخدمــات الماليــة بجــودة مناســبة وبأســعار معقولــة، وهي بذلك تلبي احتياجات الشباب الذي أصبح يتجه نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتوسع في استخدام المحافظ الالكترونية في كافة المعاملات المالية .

خطوات إيجابية

وأفاد الخبير الاقتصادي أن الذكاء الاصطناعي أصبح توجه عالمي لا نستطيع أن نتخلف عنه بالرغم من مخاطره، التي لابدأن تكون محسوبة، وتٌؤخذ بعين الاعتبار عند استخدام تطبيقاته، مؤكدا أن البنوك أحرزت تقدما إيجابيا وقويا في التكيف السريع مع التطورات التكنولوجية الرقمية في تقديم الخدمات المالية وخدمة العملاء.

استغلال الموارد

قال الدكتور إسلام جودة الاستشاري المالي والاقتصادي، إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، سوف تٌسهل عملية نقل الأموال، بنسبة مخاطر أقل، والاختيارات أمام العملاء، ستكون أسرع وأسهل وبذلك سيكون لها مردود سريع، بالإضافة إلى الاستغلال الأمثل للموارد والمدخرات.

وأشار جودة، الى ان هذه التقنية يمكن أن تؤثر على بعض الوظائف في البنوك، ومنها إدارة الائتمان، والتي تقيس مدى الجدارة المالية للعملاء،حيث ستكون أكثر الإدارات تأثرا، وسيحدث لها استبدال، بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة الى خدمة العملاء الالية.

الروبوتات

وأوضح تقريرلـ «فينتك مصر» -التابع للبنك المركزي، أنه في مجال الخدمات المصرفية للأفراد، أظهر الذكاء الاصطناعي بالفعل مميزاته في أقسام خدمة العملاء، حيث أدى استخدام الروبوتات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي على التعامل بنجاح مع %80 إلى %90 من الاستفسارات عبر قنوات متعددة مؤدياً إلى تغيير مشهد رضا العملاء بشكل كبير، مما ترك مجالًا للموظفين لزيادة إنتاجيتهم وتوظيف وقتهم في جوانب أخرى من الأقسام.

13 هدفا

ووضع البنك المركزي 13 هدفا متعلقًا بنظم الدفع واستخدام الذكاء الاصطناعي في إطار خططه لأنظمة الدفع في السوق المحلية، والتي تتمثل في تشجيع وتطوير نظم وخدمات الدفع في مصر، ودعم استخدام خدمات الدفع الإلكترونية وتعزيز كفاءتها، وتحقيق التكامل بشكل آمن بين نظم وخدمات الدفع، وضمان وجود أساس قانوني سليم لكافة نظم وخدمات الدفع، ووضع معايير وقواعد تشغيل نظم وخدمات الدفع، والتأكد من التزام مشغلي نظم الدفع ومقدمي الخدمات بالمعايير والقواعد الموضوع.

بعض البنوك التي بدأت استخدام الذكاء الاصطناعي

قام بنك مصر ولأول مرة في مصر باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ لتقديم خدمة Chat Bot»المساعد الآلي» من خلال موقعه الإلكتروني وذلك لخدمة العملاء على مدار الساعة، وتعد تلك الخدمة التفاعلية خطوة نحو المضي قدماً في التحول الرقمي حيث يتمكن العملاء من اجراء حوار تفاعلي مع المساعد الآلي في جميع الأوقات دون انتظار؛ بما ينعكس على سرعة ومرونة خدمة العملاء للارتقاء بكفاءة وانسيابية الخدمة.

وأكد البنك الأهلي أنه من البنوك المواكبة للتطوير التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وأن من لا يهتم بذلك التطوير سيكون خارج المنافسة، مؤكدا أن جميع البنوك بمثابة قائد في تطوير الذكاء الاصطناعي والمجال التكنولوجي بشكل عام في الوقت الحالي.

أكد”المصرف المتحد” أنه يركز من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي على توفير الخدمات المصرفية الملائمة لكل عميل علي حدي من خلال تحليل السلوك المالي من حيث طرق الدفع والمعاملات المالية من خلال التليفون المحمول والموقع الجغرافي وبيانات اخري كثيرة يتم معالجتها والتنبؤ باحتياجات العميل المحتملة وتقديم منتج في الوقت المناسبيلائم هذه الاحتياجات وليس تقديم منتج آخر.

كما خطا المصرف بخطوات كبيرة في مرحلة إعداد البيانات من خلال( data warehouse ) اللازمة لبرامج الذكاء الاصطناعي، بهدف تقديم الخدمات المالية بشكل أسرع، وأرخص، وأكثر أمناً وشفافية، ما يتيح العديد من المميزات التنافسية لتحليل السوق المصرفي وتحليل السلوك المالي والشخصي للعملاء.

تقارير دولية

توقع تقرير أن تنفق البنوك في جميع أنحاء العالم مبلغًا إضافيًا قدره 31 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي (AI) المضمن في الأنظمة الحالية بحلول عام 2025 للحد من الاحتيال، وبالمثل بالنسبة للمديرين التنفيذيين في البنوك في جميع أنحاء العالم، فإن إدارة الاحتيال تظهر بقوة كأولوية، حسبما ذكر تقرير IDC.

ومن المتوقع ان يساهم قطاع التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي بنحو 320 مليار دولار من الناتج المحلي لدول الشرق الاوسط بحلول عام 2030 وتأتي لـ3 دول رئيسية علي قائمة نمو الدخل القومي من جراء ضخ الاستثمارات في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي سواء بشرية او تقنية وهم: الامارات والسعودية ومصر.

د. محمد بدرة الخبير الاقتصادي د. محمد بدرة الخبير الاقتصادي