قالوا زمن المعجزات انتهى، فكفوا عن التضرع لله بأن يُسقط على أعداءكم كسفًا مِن السماء، أو أن يُزلزل الأرض مِن تحت أقدامهم، أو أن يُرسل عليهم صاعقة من عنده لا تُبقي ولا تزر.
ليس هذا زمن المعجزات، إنه زمن الطائرات والدبابات. فلتفيقوا، ونعم آمنوا بربكم وسبحوه وقدسوه، لكن تعلّموا وتسلّحوا وهبوا لنجدة إخوانكم.
كلامهم حقيقي وواقعي، بأن نأخذ بالأسباب. كلامهم حقيقي إلّا في قولهم: زمن المعجزات انتهى. فكيف انتهى ونحن نعيش معجزة الآن؟
جيل كنّا قد فقدنا الأمل فيه، كرّس الغرب وكارهي الإسلام والعرب أعمارًا لتضليله وإفقاده الطريق القويم، بتطبيقات ومواقع وموسيقى وأفلام. وحتى الكبار لم يسلموا من الفتن وشحن صدورهم بالكره والحقد على بعضهم. فإذ بكل مساعي الغرب تذهب مع الريح، مع أول اختبار حقيقي لعقيدة الأمة المحمدية وتضامنها وهبتها للحق.
فلسطين ما هي إلّا امتحان لضمير العالم، وغزة اختبار قاسٍ، لا يفلح فيه سوى كل حر.
زمن المعجزات انتهى!
أليس التفاف الأمة حول بعضها، في أحلك ظرف مرت به، معجزة؟!
حينما نستحي من أن نقرب ذنب ما، وحينما نستحي من السكوت عما يحدث، وحينما نقاطع منتجات وبضائع كنا قد تعودنا عليها طوال حياتنا، وحينما تتشرب أرواحنا رغبة الجهاد عن يقين صادق. أليس هذا كله معجزة؟!
ليست ثمة معجزة، أكثر مما يحدث بداخلنا الآن من تغيير.ليست ثمة معجزة، أكبر مِن انقلاب المرء على نفسه هكذا، واستبدال رغباته بأخرى، ومعرفة وتحديد أولوياته.