محمد كمال قريش يكتب…..مذابح اليهود ضد الشعب الفلسطيني
بعد تآمر الغرب على أرض فلسطين العربية وشعبها لإقامة وطن لليهود، هاجر اليهود إلى فلسطين بأعداد كبيرة. وبعد وعد بولفير عام 1917، ظهرت عصابات يهودية مُسلحة ومارست أبشع المجازر التي عرفها العالم على شعب فلسطين الأعزل بهدف إرهابه وتهجيره، فتظهر أراضٍ غير مأهولة، ليقولون للعالم: انظر أيها العالم، إنها أرض كبيرة خالية، فما المانع في أن نستوطنها؟ لكن العالم كان ولا يزال متآمرًا معهم على أبناء فلسطين، فلم يكن ثمة مبرر لتلك الفظائع التي ارتكبوها ولا يزالون يفعلون.
ما يسمى الآن بجيش الدفاع الإسرائيلي، كان عبارة عن عصابات مسلحة، ولعل أشهرها: شتيرين والأرجون والهاجناه. تلك العصابات التي كرست جل مساعيها لإظهار أرض فلسطين على أنها أرض بلا شعب، وذلك بتفريغ شعبها منها.
ففي عام 1947، هاجمت عصابة “الهاجناه” قرية بلدة الشيخ (تل جنان) واعتدت على المواطنين العزل ومعظمهم من النساء والأطفال، وأسفرت المذبحة على أكثر من 600 شهيد.
وبعدها بعام واحد، كانت مذبحة أخرى، حيث هاجمت عصابتي شتيرين والأرجون قرية دير ياسين، واستشهد أكثر من 350 من قاطنيها العزل الأبرياء.
وفي نفس العام، 1948، وقعت مذبحة قرية أبو شوشة، المجاورة لقرية دير ياسين. حيث هاجم جنود لواء “جعفاتي” المواطنين فجرًا وأطلقوا النار على كل شيء يتحرك، وضربت رؤوس بعض المواطنين بالبلط! وخلفت المذبحة أكثر من 50 شهيدًا.
وفي نفس العام. 1948، ونفس الشهر، مايو، وقعت مذبحة الطنطورة. هاجمت كتيبة 33 التابعة للواء الكسندروني قرية طنطورة، ولم تفلح مقاومة الأهالي أمام العدوان الصهيوني السافر، وما هي إلّا ساعات واُحتلت القرية وارتقى أكثر من 90 شهيدًا من سكانها.
وفي نفس العام، 1948 وقعت مذبحة “اللد” واسشتهد أكثر من 400 فلسطيني.
وفي عام 1953، قامت قوات نظامية من جيش الاحتلال الصهيوني بقصف قرية قبية بالمدفعية، وكان عدد سكانها يومها حوالي 200 شخص، بينما تمت مهاجمتهم من قبل أكثر من 600 يهودي، وبعد القصف العنيف، دخلوا القرية وأطلقوا النار بشكل عشوائي، وطوقوا المنازل بالمتفجرات. وقد تدمر 56 منزلًا، ومسجد القرية، وخزان المياه، واستشهد حوالي 67 شهيدًا ما بين رجال ونساء وأطفال. وكان “شارون” هو قائد جنود المذبحة.
وفي عام 1956 وقعت مذبحة قلقيليه، حيث قصف جيش الاحتلال القرية بالطائرات ثم بالمدفعية وسقط أكثر من 70 شهيدًا.
وفي نفس العام، 1956، كانت مذبحة كفر قاسم، ونفذها حرس الحدود الصهيوني، حيث استشهد أكثر من 49 فلسطينيًا معظمهم أطفال دون الثامنة عشر.
وفي عام 1956 هاجم الصهاينة مخيم خان يونس، وارتقى شهيدًا يومها أكثر من 250 فلسطينيًا. وبعد تسعة أيام، هاجموا المخيم مرة أخرى واستشهد أكثر من 275 فلسطينيًا. وفي نفس اليوم، هاجم اليهود مخيم رفح للاجئين واستشهد أكثر من 100 فلسطيني.
وفي عام 1967، عام النكسة، قصف الصهاينة مدينة القدس، مما خلف أكثر من 300 شهيدًا.
ثم أتت مذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982 بعدما دخلت قوات الاحتلال الصهيوني إلى العاصمة اللبنانية بيروت، واقتحموا مخيم صابرا وشاتيلا الفلسطيني، واستشهد أكثر من 1500 من الفلسطينيين واللبنانيين. هذا غير دناءتهم وحقارتهم باغتصاب النساء.
وفي عام 1990، وقبل صلاة الظهر، حاول متطرفين يهود يُعرفون بجماعة “أمناء جبل الهيكل” تدنيس المسجد الأقصى بوضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم، في ساحة الحرم القدسي الشريف، وتصدى لهم أهالي فلسطين، وتدخل جنود حرس الحدود الصهاينة المتواجدين بكثرة داخل الحرم القدسي، وأخذوا يطلقون الناس بشكل عشوائي، فاستشهد أكثر من 21 فلسطيني وجرح واعتقل المئات.
وفي عام 1994، وقعت مذبحة الحرم الإبراهيمي، حيث قام الصهيوني “باروخ جولدشتاين” وهي طبيب يهودي، بعد تواطئ مع المستوطنين والجيش، بمهاجمة المصلين بالمسجد الإبراهيمي في صلاة الفجر، وأطلق عليهم النار مما خلف أكثر من 150 شهيدًا.
وفي عام 2002، هاجمت القوات اليهودية مخيم جنين واستشهد أكثر من 59 فلسطينيًا بعد توغل دام لعشرة أيام.
وحديثًا، وخلال شهر أكتوبر الجاري من العام 2023، تم قصف المستشفى الأهلي المعمداني بسلاح الجو الصهيوني واستشهد أكثر من 500 فلسطيني أعزل.
واليوم، 31 أكتوبر 2023، ارتكب اليهود مجزرة بشعة في جباليا بشمال قطاع غزة، حيث استشهد في قصف عنيف ومكثف أكثر من 400 مدنيًا فلسطينيًا أعزل. أمام عيون العالم أجمع، عبر الشاشات والهواتف، ومقابل صمت عجيب.