محمود السنكري يكتب .. لا نلوم الغرباء فالمقربون فعلوا الأسوأ
في حياتنا، نتعامل غالبًا مع العديد من الأشخاص والعلاقات الاجتماعية المختلفة. نكون حذرين وحاذرين في التعامل مع الغرباء ونميل إلى اتخاذ قرارات حذرة عندما يتعلق الأمر بالثقة. وفي الوقت نفسه، نمتلك ثقة مطلقة في الناس الذين هم أقرب إلينا، مثل الأسرة والأحباب والأصدقاء المقربين. إلا أن الحقيقة القاسية هي أنه في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الغرباء أكثر أمانًا وموثوقية من المقربين لنا.
في بعض الأحيان، يمكن أن يفاجئنا المقربون لنا بأفعالهم التي تفتح أعيننا على جانب مظلم لشخصيتهم. يمكن أن يكونوا مُتلونين وخداعيين، وقد يكونوا مشغولين بأنفسهم ولا يهتمون بمشاعرنا واحتياجاتنا. قد يتلاعبون بنا ويستغلوننا لمصالحهم الشخصية دون أن يكون لديهم أي اعتبار لنا أو لما نعرضه. وفي أحيان أخرى، يمكن أن يكونوا أشخاصًا عنيفين أو عصبيين بطريقة لا يمكن توقعها.
ومن المؤلم أن نكتشف أن الأشخاص الذين نعتمد عليهم ونثق فيهم هم في الواقع الأشخاص الذين يتسببون في الأذى والألم لنا. يمكن أن يكون لديهم تأثير سلبي كبير على حياتنا وصحتنا العقلية والعاطفية. وفي بعض الأحيان، قد يُجبروننا على أخذ قرارات صعبة مثل قطع العلاقات بهم أو تجنبهم تمامًا.
يمكن أن يكون هذا الاكتشاف مؤلمًا جدًا وقد يترك لدينا شعورًا بالخيبة والضياع. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أننا نحن الذين اخترنا هؤلاء الأشخاص ليكونوا في حياتنا ونحن الذين لدينا القدرة على السيطرة على العلاقات التي نخوضها.
يجب أن نتذكر أن الخيار الأفضل هو أن نتعامل بحذر وأن نكون مستعدين لقبول حقيقة أن الناس الذين قررنا الاعتماد عليهم ليسوا دائمًا هم الأشخاص الأكثر أمانًا وموثوقية.
عندما نجد أنفسنا في مثل هذه الحالات، يجب أن لا نلوم الغرباء الذين لدينا أمامنا. فالحقيقة هي أننا نعيش في عالم معقد تنوعت فيه الشخصيات وما يهمنا قد لا يكون مهمًا بالنسبة للآخرين. الأسلوب الأفضل هو أن نكون حذرين وواعيين في التعامل مع الناس، بغض النظر عما إذا كانوا مقربين أم غرباء.
يجب أن يتمحور تقييمنا للأشخاص على أعمالهم وسلوكهم وليس فقط على العلاقة المبنية بيننا وبينهم. يجب أن نأخذ وقتًا للتعرف على الأشخاص قبل أن نثق فيهم بكل قلبنا. يجب أن نطلب منهم إثبات جدارتهم وأن يثبتوا لنا أنهم يستحقون ثقتنا.
وفي النهاية، يجب علينا أن نتذكر أننا وحدنا المسؤولون عن حياتنا وسعادتنا. يجب أن نأخذ القرارات الصعبة وأن نقطع العلاقات السامة وأن نبني علاقات صحية وقوية مع من يستحقون حقًا ثقتنا.
لذلك، في المستقبل، عندما تجد نفسك في موقف يجبرك على النظر في الأشخاص الذين حولك، لا تلوم الغرباء على أفعالهم. لا تدع أي شخص يؤذيك أو يؤثر على حياتك السعيدة وحريتك الشخصية. قم بأخذ القرار الصعب والشجاع لبناء حياة صحية وسعيدة تستحقها.