هل هذه روائح الجنان .. واضطراب الموت وازدحام المقابر وأصوات صرخات الأطفال مقبلة على الله .. يخبرونه بأن أمة ينتمون لها سرقت أحلامهم .. وسمحت لمن كان عدو الامس بأن يصبح الأخ القريب .. يخبرون الله بأننا تركناهم تسحق جماجمهم الرقيقة آلة الحقد .. وانعدام الرجولة في قوالب الذكور .. تصرخ حرة أمام عرش الرحمن مخضبة بالحزن وحسرات الفراق .. رباه معتصم زماننا هو من سلمنا سبايا تغتصب أرواحهن وهو يرقع كأس اللهو في شوارع الليل النتن .. ثم يقول اقتلوها بهدوء …
يقف الرجل الثمانيني ولحيته تقطر حسرة وأحزان .. يصرخ رباه لا تسلط أمة الصمت بعدي على أحد …
هذا الحزن مخيف … حجم الموت مخيف … عظم الصرخات مخيف … من بقي على قيد الألم سيكبر الحقد ما بين جلده وعظمه .. ويحارب اول ما يحارب من خذلوا امه وابيه .. واخته التي تمزق جسدها امام عينيه
هي صرخات القيامة الاخيرة … قبيل رحيل اخر ملامح الكرامة والشرف والنخوة .. وقبيل السقوط الأخير في مستنقع ذل وهوان لا قيام بعده
نسيت أن أخبركم … قطة بين تلك الأرواح كانت تبكي حرقة الألم … تسأل الله أن يغفر لها أنها ما استطاعت ان تحمي صديقها الطفل الذي اغتالت براءته قنابل الصمت والخذلان ..