متلازمة القلب المكسور بقلم   د.علي أحمد جديد

وكالة أنباء آسيا

متلازمة القلب المكسور :

                        د.علي أحمد جديد 

كلنا قد نشهد نوعاً من الشعور بالحزن والحسرة بسبب وفاة شخص عزيز ، أو انفصال عن حبيب ، أو حالة طلاق . وقد تجعلنا هذه الأحداث نشعر مايُعرف بالصدمة المعروفة علمياً باسم (متلازمة كسرة القلب) . ولكن ، هل من الممكن لمتلازمة كسرة القلب أن تؤدي إلى موت الإنسان ؟.

على الرغم من أن هذه الفكرة تبدو بعيدة أو خيالية إلا أن الأطباء والباحثين يقولون إنها قد تحدث ، وفقاً لموقع “كلايفند كلينيك” .

متلازمة القلب المكسور :

================

إن الشعور بالصدمة النفسية أو بالألم الناتج عنها يزيد من هرمونات التوتر وتسبب زيادة هذه الهرمونات في قصور القلب على المدى القصير والمفاجئ ، وهو ما يمكن أن يهدد الحياة ، كما تم ربط العواطف السلبية القوية مثل الاكتئاب والغضب والخوف بأمراض القلب بشكل مباشر ورئيسي . إذ يمكن للحزن أن يتسبب فى نوبة قلبية عنيفة وقاسية تؤدي إلى الموت .

وتسمى (متلازمة القلب المكسور) أيضاً باسم (اعتلال عضلة القلب) Takotsubo ، وهو اسم الطبيب الياباني الذي حدد هذا المرض ، و يحدث ذلك استجابةً للإجهاد العاطفي المفاجئ – وخاصة الحزن – الذي هو الأكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال .

وأوضح الدكتور (مارك جيلينوف) ، أخصائي أمراض القلب ، أن “متلازمة القلب المكسور” ربما تكون ناتجة عن عوامل هرمونية تسبب تقلص الشرايين ، وهذا يمكن أن يؤدي أيضاً إلى النوبة القلبية ، رغم أن أغلب النوبات القلبية تنجم عن تجلط الدم في الشرايين” .

ولأسباب غير مفهومة حتى اليوم ، يشهد الشخص المصاب زيادة هائلة في الأدرينالين يمكن أن تحفز الأزمة القلبية ، حيث تتوقف عضلة القلب عن الانقباض ، وتظهر النوبة القلبية حتى عند إجراء رسم (تخطيط) القلب الكهربائي .

وفي معظم الأوقات ، عندما تهدأ التشنجات ويُستأنَف تدفق الدم ، عادة ما يتم حل قصور القلب . وإذا لم يتحسن قصور القلب ، فقد يتسبب بالوفاة وذلك في حالات نادرة للغاية .

ويزداد احتمال الإصابة بأمراض القلب عادة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب ، والعكس صحيح ، فإذا كان الشخص يعاني من أمراض القلب ، فذلك يعني أنه في خطر التعرض للإصابة بالاكتئاب . وذلك يعني بأن الارتباط قوي بما فيه الكفاية بحيث يجب فحص أي شخص مصاب بالاكتئاب للقلب وبشكل دوري ، كما يجب تقييم مرضى القلب لخطر إصابتهم بالاكتئاب ، وبالتالي فإن علاج مرض أحدهما يقلل من خطر الآخر .

وقد يجد المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أن المشاركة في إعادة تأهيل القلب تساعد على تحقيق الراحة النفسية وتمنع الاكتئاب . وبالمثل ، فإن المرضى المصابين بالاكتئاب الذين يمارسون الرياضة قد يقللون من احتمالية الإصابة بنوبات قلبية ويشعرون بمزيد من التفاؤل .

وللعواطف السلبية دورها أيضاً إذ تسبب ارتفاع ضغط الدم ، وتزيد من تفاعل الأوعية الدموية واحتمال تجلط الدم ، ويمكن أن تؤدي العواطف المجهدة إلى نوبة قلبية لدى الأشخاص المعرضين للخطر .

على الجانب الآخر ، يمكن أن تساعد المشاعر الإيجابية المصابين بمرض القلب على العيش لفترة أطول ، لأن الأشخاص الذين لديهم شبكات اجتماعية قوية وعلاقات عاطفية وثيقة مع الآخرين لديهم أمراض أقل في القلب ويميلون إلى أن يكونوا أفضل حالاً إذا أصيبوا بأمراض القلب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى