في العاشرةِ صَباحًا كنتُ في العيادةِ، جلستُ في حُجرة الإنتظارِ لأَستلمَ دوري.
جَالسةً بجوارِي فتَاة، علامَاتُ الحُزْنِ والأَرقِ، التّعَبِ، والسّهر كان واضحًا عليها، ظّنَنّْتُ بِأنَّها المريضة، وفجأْةً انهمرتْ بالدمُوع وتصْرخُ بِأَعلى صوتِها، لتلقيها خبرُُ بأنّ اُمّها فِي مركز العناية، لاَ ألُـوم تِلك الفتاةَ ولكنَّ البعض مُنزعجُُ من صوتِ ضجيجها، فَهناك مُسناتٌ وأطفالاً هلعُوا خَوفًا، وبعد لحظات أَتَتْ إِمْرأةً، ولكن الغريبُ بـ الأمرِ نظراتها الغريبةِ لِي وانزعاجهَا التَّامِ مِني ؟
فلا أنا أَعرفها، ولا هِي تعرفنِي ! وبقينا على هذا الحالِ مُنذ دخُولها، وبعد نصف سّاعةٍ، دخلت المُمَّرضةٌ طالبةً من الفتاةِ أنْ تَصمتَ فـالجميعُ ضجر مِن صوتها، والجميعُ هُنا مرضَى أَتِينَ لـِطَلَبِ الَرَّاحةِ وتسكين الآمهم، ردّت الفتاة قائلةً: جنّتِي تَضيع مِن بين يداي، أَتعرفين مامعنى هذا؟
أُمِّي في الداخل تتلوى منَ الألمِ وأَنا هُنَا لا أَقوى على فِعلِ شيء
ردت الممرضة قائلةً : الجنَّةُ التي تتحدثيـنَ عنها ربيّتُ وكبِرتُ بِدونها ولا أحد يعلمُ مـدى الحُزنَ فِي قلبِ أحد فـ بدل مـن أنْ تُـثيـِرينَ الضّجة امسكِ مصحفًا واسجدي لله باكيةً واطلبِي الرّحمةَ والشِّفاء لها