حكاية مدينة هرقليون

بقلم : الاعلامية / د هاله فؤاد
هرقليون كانت مدينة مصرية قديمة بالقرب من الاسكندرية المعاصرة ، وكانت الميناء الرئيسي لمصر في عهد الفراعنة .
كما كانت مدينة هرقليون نقطة تجارية رئيسية على البحر المتوسط في القرن السادس قبل الميلاد ، وهي تقع على بعد ٦ كيلو متر من شاطئ مدينة الاسكندرية .
أشتهرت المدينة لأنه كان يعتقد بأنه هيلين وهرقل قد زارا المدينة ، لذا فقد إكتسبت المدينة إسمها من هرقل .
معابد هرقليون :
تضم المدينة معبدا كبيرا لخونسو ابن آمون الذي كان معروفا عند الاغريق باسم هرقل .
أصبحت عبادة آمون أكثر بروزا خلال الوقت الذي كانت فيه المدينة بين القرنين السادس إلى الرابع قبل الميلاد ، كان يوجد معبد كبير مخصص لآمون جريب ، الإله الأعلى لمصر في ذلك الوقت ، في وسط المدينة .
أشتهرت الملاذات في هيرقليون أو هيراكليون المخصصة لأوزوريس والآلهة الأخرى وجذبت الناس من جميع أنحاء مصر .
مدينة هرقليون التي ازدهرت في عصر الفراعنة ، دمرت مع مرور الوقت ، حيث أضعفتها الزلازل وأمواج تسونامي ، وفي نهاية القرن الثاني قبل الميلاد على الأرجح ، إنهارت المباني الأثرية في هيراكليون في الماء نتيجة فيضا ن شديد ، وبقي بعض سكانها في ماتبقى من المدينة خلال العصر الروماني وبداية الحكم العربي ، ولكن بحلول نهاية القرن الثامن الميلادي غرقت بقية هيراكليون تحت البحر الأبيض المتوسط .
بداية إكتشاف مدينة هرقليون :
بدأ إكتشاف هذه المدينة عام ١٩٢٣ م حين حلق طيار إنجليزي فوق خليج أبوقير ولمح حينئذ بقايا مبان لآثار أسفل المياه ، وأبلغ حينها الأمير عمر طوسن باشا أمير الاسكندرية الذي عرف بحبه للآثار ، وانطلق الأمير عمر طوسون على مركب صغيرة ومعه غطاسون من القوات البحرية .
وتم حينها العثور على مدينتين هما مدينة كانوب ، ومدينة هيراكليون وتبين أنهما سابقين لإنشاء مدينة الاسكندرية بحوالي قرنين من الزمان ، وقد ذكرت الدراسات أنهم غرقوا بالتدريج لأنهم بنوا على الأساسات الطينية التي كانت كائنة في خليج أبو قير بسبب فرع النيل الكانوبي .
أعيد البحث مرة أخرى في عام ١٩٩٦ م ، وأسفر هذا الاكتشاف عن معلومات مهمة عن المعالم القديمة.
أعيد البحث عن مدينة هرقليون الغارقة عام ٢٠٠٠ م ، ووصف جوديو الذي أعاد الاكتشاف عام ٢٠٠٠ م أن الاكتشافات الجديدة ثمينة ومؤثرة .
وتشمل هذه الاكتشافت الثمينة : مجوهرات ذهبية ، وأطباق فضية وجهاز صب غريب على شكل بطة .كما كشف الباحثون أيضا عما يسمى Djed.
وهو رمز يشبه العمود من الهيروغليفية المصرية المصنوعة من الحجر الأزرق اللازورد ،ويد خزفية غريبة .
كنوزغارقة تحت الماء في مدينة هيراكليون :
هناك صورة فريدة من نوعها تم التقاطها لتمثال إمرأة متفاجأة من الغواص الذي كسر عليها حرمتها .
أكتشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية التابعة للمعهد الأوروبي للآثار الغارقة والعاملة بمدينة هيراكليون الغارقة بخليج أبي قير بالاسكندرية ، حطام سفينة حربية من العصر البطلمي ، وبقايا منطقة جنائزية إغريقية تعود لبداية القرن الرابع قبل الميلاد.
كما كشفت بعثة مصرية فرنسية عن معبد للإلهة أفروديت من القرن الخامس قبل الميلاد ، وعدد من القطع الأثرية التي تخص معبد آمون جريب .
وقدعثرت البعثة داخل المعبد على قطع أثرية برونزية وخزفية مستوردة من اليونان ، إضافة إلى بقايا أبنية مدعومة بعوارض خشبية يعود تاريخها للقرن الخامس قبل الميلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى