د.علي أحمد جديد يكتب / السلام على الطريقة الأمريكية

   د.علي أحمد جديد يكتب / السلام على الطريقة الأمريكية 

           

منذ أن تأسست الولايات المتحدة الأمريكية فوق رفات 112 مليون إنساناً من الهنود الحمر ، والدخيل الأمريكي الجديد يعكف في المختبرات ، وفي مراكز الأبحاث والتطوير ، ويجهد .. ويبذل الوقت والمال معتصراً عقله المريض لإنتاج كلّ ما يتفتّق عنه ذلك العقل المريض من مقدرة هائلة على التدمير والقتل ، ولا يثنيه عن ذلك السعي الدؤوب أيّ خطوط إنسانية أو أخلاقية حمراء كانت هذه الخطوط أو خضراء أو زرقاء .

لقد أدرك هذا الوحش الأمريكي مبكراً ومنذ ان ألقى قنبلتي (هيروشيما وناغازاكي) تحت ذريعة حقن الدماء ، تصوّروا أنّ هذا الوحش قتل نصف مليون إنساناً في ثانية واحدة ويقول “حقناً للدماء” ، متذ تلك اللحظة أدرك الوحش انّ هذا السلاح لن يكون متاحاً للاستعمال تحت أي ظرف وفي أي مكان بعد ذلك بسبب قدرته التدميرية الهائلة التي ستستدعي ردّود فعل عارمة من قبل المجتمع الدولي ، فراح يسعى من فوره نحو تطوير الأسلحة التقليدية تكون قادرة على إحداث دمار مماثل أو شبه مماثل من دون استدراج الإدانة والاصطفاف الدولي ضدّ هذا النهج الإجرامي القاتل ، وشرع في تطوير المقدرة النارية لتحدث الدمار الشامل المطلوب الذي يمكنه إشباع تحضّره الهمجي المتوحش ، ولكن باستخدام النمط التقليدي من السلاح سواءً في القوة التدميرية ، او بالوسائط الناقلة لهذه القوة التدميرية بالكفاءة المطلوبة من حيث السرعة والدقة !!.. وصار ديدَن هذا الوحش هو السعي الدائب دائماً لقتل الآخر والتفنّن في هذا القتل منذ أن أدرك أنّ السلاح النووي أصبح سلاحاً ستاتيكياً إلا في حالة اشتعال حرب عالمية ثالثة ، وهو مايزال يطوّر في معامله كل صنوف السلاح الكلاسيكي لكي يحدث أكبر قدر من القتل والتدمير دون أن يشبع تعطشه الازلي للدماء !!..

وقد أبرز ذلك التعطش الدائم لدماء الآخرين منذ إبادة سكان أمريكا الشمالية وأقام صرحه على أجداثهم معلناً أن بناء عالمه الحر أقيم فوق قبور مئات الملايين من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب ، وليتوِّج نفسه داعية لحقوق الإنسان !!..

وإذا لاحظنا سعيه لترسيخ ثقافة القتل وسفك الدماء ، فإننا نجد أن أفلام مصاصي الدماء الساعين للخلود من خلال دماء الآخرين هي صناعة أمريكية خالصة بامتياز لإيمانهم أن امتصاص دماء الآخرين هو ضرورة لديمومة وجودهم واستمرارية حياتهم ..

وهذه دعوة للشعوب المستضعفة لكي تطوّر من قدراتها على ردع كلّ هذا التغوّل الصهيو – انجلوساكسوني ، وهم لا يمتلكون أيّ خيار آخر ..

خاصة وأن القادة والزعماء العرب قد أخلوا مسؤوليتهم رسمياً عن دماء غزة بأهلها وأطفالها ونسائها وشيوخها حين وقّعوا مجتمعين إحالة موضوع يمسّ تاريخهم ووجود شعوبهم وتاريخها إلى مجلس الأمن الدولي في هيئة الأمم المتحدة التي لم يستطع أمينها العام إدخال سيارة مساعدات إلى غزة رغم مرابطته يوماً كاملاً على أبواب معبر (رفح) ، وهم يعرفون مسبقاً أن ذلك المجلس يمكن أن تطال قوانينه وقراراته كل دول العالم إلا إسرائيل التي ثبت فعلياً ومن خلال التجارب السابقة أنها فوق كل القوانين والقرارات الدولية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى