مقالات

 د.علي أحمد جديد يكتب قصة اغنية “شوارع القدس العتيقة”

 د.علي أحمد جديد يكتب قصة اغنية “شوارع القدس العتيقة ” 

                    

من منا لم يسمع أغنية “القدس العتيقة” التي غنتها السيدة “فيروز” لفلسطين ومدينة القدس ، لأنه قد يكون القلة منا لا يعلم أن لهذه الاغنية قصة حقيقية حدثت مع السيدة فيروز بالفعل .. 

ففي عام 1964 زارت فيروز وزوجها عاصي الرحباني وصهرها منصور الرحباني ، مدينة القدس قبل احتلالها ، للمرة الثانية للمشاركة في احتفالية تراتيل بمناسبة زيارة البابا بولس السادس للمدينة المقدسة التي كانت ، وقتئذ ، تحت الحكم الأردني .

وأثناء تجوالها في شوارع القدس تجمع الناس حولها ، واخذوا يشكون لها همومهم ومعاناتهم المستمرة منذ النكبة

 وتقدمت منها إحدى السيدات ، وبدا الحزن عليها واضحاً و جلياً أثناء حديثها مع السيدة فيروز ، فتأثرت فيروز ولم تتمالك نفسها فبكت ، ولم تجد تلك السيدة شيئا تعطيه للسيدة فيروز ، لتعبر عن حبها لها وفرحتها بلقائها . فقامت تلك السيدة بشراء “مزهرية”وقدمتها للسيدة فيروز ..

 وبعد عودتها من زيارتها تلك قصّت السيدة فيروز إلى عاصي ومنصور هذا الموقف ، فقام منصور الرحباني بكتابة هذه الكلمات من وحي تلك الحادثة وأسمعها إياها ، وقام زوجها عاصي بتلحينها لها ، وتم تسجيل هذه الاغنية في استوديو التلفزيون اللبناني عام 1965 …

مريت بالشوارع 

شوارع القدس العتيقة

قدام الدكاكين ..

البقيت من فلسطين

حكينا سوا الخبرية .. 

وعطيوني مزهرية

قالوا لي هيدي هدية من الناس الناطرين

ومشيت بالشوارع ..

شوارع القدس العتيقة

اوقف عباب بواب ..

صارت وصرنا صحاب

وعينيهن الحزينة ..

 من طاقة المدينة

تاخدني وتوديني بغربة العذاب .

كان في أرض وكان في ايدين عم بتعمر ..

تحت الشمس وتحت الريح ..

وصار في بيوت وصار في شبابيك عم بتزهِّر ..

صار في ولاد وبايديهم في كتاب ..

وبليل كله ليل ..

سال الحقد بفيّة البيوت..

والايدين السودا خلعت البواب ..

وصارت البيوت بلا صحاب ..

بينن وبين بيوتن فاصل الشوك والنار .. والايدين السودا .

عم صرِّخ بالشوارع ..

شوارع القدس العتيقة

خلّي الغنيي تصير عواصف وهدير

يا صوتي ضلك طاير ..

زوبع بها الضماير ..

خبرهن ع اللي صاير .. 

بلكي بيوعى الضمير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى